Friday 1st august,2003 11264العدد الجمعة 3 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جامعاتُ الفهد.. حقولٌ غارساتٌ للغد جامعاتُ الفهد.. حقولٌ غارساتٌ للغد
ناهد بنت أنور التادفي (*)

موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على إنشاء ثلاث جامعات في كل من القصيم والمدينة المنورة والطائف على أن تحمل هذه الجامعات مسميات تلك المناطق التي قامت عليها أثلجت صدور قوم مؤمنين وشفت غليل كثير من المتعطشين لرؤية مناطقهم ومدنهم وهجرهم وقراهم وقد شملتها الرعاية الكريمة بخاصية التعليم العالي الذي يأتي بمثابة ماء غيم يُطهّر القلوب ويغسلُ الأرواح، فالتعليم العالي والجامعات على وجه الخصوص ما قامت في بلدة إلا زادتها نماءً وتطوراً ورقياً وحضارة ورفعت من شأن أهلها في العلم والمعرفة والثقافة وعززت من فرص التنمية والارتقاء بالمستوى العلمي والتقني لجميع فئات المجتمع لمواكبة الركب الحضاري المنطلق بسرعة الصاروخ.ثم إن هذه الجامعات وبفضل ما توافر لها من دعم لا محدود وامكانات مهولة ستحد بإذن الله من ظاهرة الهجرة إلى المدن الكبرى طلباً لتلقي الدراسات الجامعية، بل ستساعد هذه الجامعات على مزيد من الاستقرار لسكان هذه البلدات بعد أن يجدوا كافة العلوم سهلة في متناول أيديهم من طب وهندسة وعلوم طبيعية وكليات نظرية وما إلى ذلك من شتى صنوف العلم وبحره الواسع، ويقيننا أن مع وجود هذه الجامعات ستنشط حركة الاقتصاد ويتم الارتقاء بخدمات المشافي لاسيما التعليمية منها، فأي جامعة ستضم في جنباتها كلية للطب مؤكداً أنها سينشأ فيها مشفى تعليمي ليدرس فيه منسوبو الطب دراسات إكلينيكية «سريرية» ومن ثم سيتوفر العديد من التخصصات الدقيقة بهذا المشفى الأمر الذي يعود بالخير والفائدة والعلاج المتكامل لسكان هذه المناطق، وهذا لعمري هو الهدف النبيل والقرار الصائب والنظرة الثاقبة التي عجّلت بقيام هذه الجامعات، ولأن النهضة التعليمية تتبعها النقلات الحضارية في شتى مناحي الحياة إضافة لحقيقة أن الفقر والجهل والمرض ودخيل الأفكار لا تحارب إلا بسيف التعليم البتار الذي يُعد نبع الحياة وسرها الأبدي فهو يزيل الغشاوة ويثبّت على الأعين والوجدان اليقين والإيمان، فجميعنا ندرك أن التعليم هو سر تطور الشعوب وهو المفتاح الحقيقي لأي تنمية والرافد الأساسي الذي تبنى عليه سواعد الأمة كما أورد الشاعر العربي بقوله:


العلمُ يرفعُ بيتاً لا عمادَ لها
والجهلُ يهدمُ بيتَ العز والشرف

وبهذا القرار الصائب والتوجه تؤكد القيادة الرشيدة - حفظها الله - كل يوم وبأدلة دامغة وبراهين مشهودة الاهتمام بكافة المناطق وتكريمها وإيقاف نزيف الهجرة والحد من تسفار الطلاب والطالبات خارج مناطقهم لتلقي العلم مما يتيح لهم أن يختصروا الرحلة شوطاً لا يرتد ويبقوا ينشدون ألق اللقاءات القريبة، كما ستزداد فرص القبول أمام الطلاب والطالبات من خريجي الثانوية العامة لاكمال دراساتهم الجامعية.
وخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - هو راعي النهضة التعليمية بالمملكة وباني مؤسساتها وهو أول وزير للمعارف فلا غرو أن يحمل هموم التعليم بكل درجاته وهموم طلاب العلم الذين يُعدون مثل نبتة ريحان لا تقدر على مقاومة العطش فهم يحتاجون إلى ماء روحي يبعث في أوصالهم الحياة، وها هم أهل العلم يستحضرون الفهد إلى ساحة أحلامهم ليُحيي بدعمه بسمة صباحاتهم بعد أن أفرغوا حزنهم في قلعته وتنكبوا سيف رغبة صادقة ليجدوه فارساً خاشعاً في محراب الوفاء يحملهم إلى عالم المعارف الساحر الذي لا تحده أسلاك ولا حواجز، وقد أكرم الفهد العلماء وحمل حزنهم فحملوا فرحه ودعمهم فلم يطالهم الأسى وجعل هامات النخيل بانتظارهم وصخور الجبال تهيئ لهم سفوحها، وفي عهده الميمون شهدنا الكثير من الجامعات التي قامت على أرقى المواصفات وخرّجت آلاف الطلاب المتسلحين بالعلم والمعرفة وأصبحوا الآن قادة للبناء والتعمير والنهضة الشاملة التي تعيشها هذه البلاد التي كلما طالت قامتها كلما كانت موئل فخرنا واعتزازنا، فحفظ الله لنا الفهد ملكاً يفرش أمام أحلامنا وسائد العطاءات وملاكاً يحمل لأرواحنا بلاسم الشفاء.
(*) عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
الرياض - فاكس:4803452- 01

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved