الألم حقيقة ما في ذلك مراء.. ولكن القدرة على ستر وطمر الالام، نصر أي نصر.. ومتى انقلب الألم إلى أنس وسرور، انقلبت الهزيمة إلى نصر.. وللهزيمة وقعها وللنصر نشوته..
ولئن كان الألم يقبع في نفوس الذين شظفهم العيش.. وقرصهم الدهر.. ورزأهم الزمن.. فأني لا أخالهم وهم صادقون سيندبون حظهم ويشكون حالهم.. كما يشكوه شبابنا الذي امتهن الألم سلماً للوصول إلى درجة مرموقة في دنيا الأدب.
ولقد أصبح الألم شيئاً مبتذلاً بالنسبة للشباب في هذه الآونة، فقد بدأوا يتهافتون عليه كما العطش لدى الماء.
لقد أصبح الألم وهو المصطنع بحق صار منهلاً يعب منه شبابنا التائه في مفاوز الكتابة الصعبة حتى الثمالة ويستمرؤون مذاقه الوهمي النجيع.. وهاهم أولاء يلطخون الصفحات الناصعة النقية بدمعهم المكذوب وبآهاتهم المختلفة.
أما فئة الشباب التي أقصدها فقد آن لهم أن يقلعوا عن ترهاتهم الألمية وأقوالهم الادعائية.
أيها الشباب المستألم..!!
ما بالكم تجنحون إلى الألم طريقاً للكتابة والتأدب..؟ أما كان الأولى أن تكتبوا عن الأمل والقوة والفرح وتقضوا على الألم حقيقة دون عرضه على صفحات الصحف.. ولئن كان هناك ألم فما أظن نشره على صفحات الكتب والمجلات بمجد أو قادر على أن يمحو الألم من نفسية ذلك الكاتب. لأن الألم ليس كالمداد تخطبه الآهات حتى ينفد معينه..
الألم احساس معنوي رفيع ليس بالإمكان محو آثاره وجذوره وانفاد معينه بتلك السرعة التي يمكن فيها انهاء المداد وتصريفه.
أيها المستألمون ألا تتحولون من نواعق شؤم وألم إلى بلابل تنثر ألحان الأنس والسرور، وتهزج أنغام الفرح، وترنم تسابيح النصر..
يا من تدعون أنكم بالألم ترفلون هل في مقدوركم أن تجيبوا ايليا أبو ماضي إذْ يقول:
أيهذا الشاكي وما بك داء
كيف تغدو إذا غدوت عليلا
|
لقد آن لنا كشباب بدأ يدرك آلام أمته الإسلامية والعربية وأخذ يشعر بما يحيط بها من صعاب وما يحدق بها من أخطار أن نعمل على درء الشر عنها عملاً وليس قولاً.. وأن لا نستخذي الألم الواهن ونجعل له طريقاً إلى نفوسنا وعزائمنا وإنما يجب أن ننفض رداء الضعف ونقبر الألم في رمس الفناء.. ونكتسي بحلة العمل والقوة والأمل.
يلعب يوم الاثنين القادم الشباب والنصر آخر مباراة في الدور الأول لبطولة الدرجة الثانية بالأندية الرياضية بالرياض.
|