تتكون الحصوات المرارية (الصفراوية) من ترسبات الكوليسترول والبليروبين وأملاح الكالسيوم التي تتشكل داخل المرارة، وكما هو معروف بأن المرارة هي كيس صغير يتوضع تحت الكبد مباشرة وهي تعمل كمخزن للمفرزات الصفراوية التي ينتجها الكبد والتي تساعد على هضم الدهون والمواد الأخرى وبعد وقت قصير من تناول الوجبة تنقبض المرارة وتفرز المادة الصفراوية عن طريق القنوات المرارية الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة.
إن التفريغ غير الكامل أو غير المتكرر للمرارة قد يسبب تكثيفاً للسائل الصفراوي وهذا يؤدي إلى تكون الحصى المرارية: السمنة وزيادة إفراز (أستروجين) أثناء الحمل وحبوب منع الحمل وهبوط الوزن بسرعة والصيام المديد والسكر والعوامل الوراثية.
إن نسبة إصابة السيدات بين عمر 20 و60 سنة بالحصى المرارية هي ضعف مرتين نسبة إصابة الرجال وأيضاً نسبة الإصابة عند كبار السن أكبر منها في الشباب، وتبلغ نسبة الإصابة عند كبار السن أكبر منها في سن الشباب، تبلغ نسبة الإصابة بالحصى المرارية عند البالغين حوالي 10%.
إن معظم الأشخاص الذين توجد عندهم حصى مرارية لا توجد لديهم أي أعراض وبالتالي لا يحتاجون لأي علاج بينما 25% من الأشخاص الذين لديهم حصى مرارية في المرارة يشتكون من آلام مغصية في القنوات الصفراوية وقد يسبب ذلك التهابات جرثومية داخل هذه القنوات وعند حدوث ذلك فإن هذا يستدعي التدخل الجراحي لإزالة المرارة ومحتوياتها، وهناك عدة اختيارات للتدخل الجراحي لاستئصال المرارة. منها استئصال المرارة بالمنظار أو عن طريق فتح البطن وفي بعض الأحيان قد تنتقل الحصى من المرارة إلى القنوات الصفراوية وهذا يسبب انسداد لهذه القنوات مما يؤدي إلى الصفار (اليرقان) والتهاب القنوات الصفراوية وفي بعض الحالات المتقدمة يؤدي إلى التهاب البنكرياس ويمكن أن تكون هذه المضاعفات خطيرة وحتى إنها قاتلة إن لم تعالج.
إن العلاج الذي أوصي به هو التصوير الراجع للقنوات الصفراوية عن طريق المنظار الذي يبين موضع الحصى وتزيلها من القنوات الصفراوية قبل أو بعد العمل الجراحي كما إن ERCP)) قد تكون مفيدة في تشخيص وعلاج بعض المشاكل التي تسبب اليرقان (الصفار) غير الحصى كالتضيق أو الالتهاب المزمن في الأقنية الصفراوية أو وجود ندبة أو ورم أو أمراض أخرى.... بنكرياسية، صفراوية.
إن منظار القنوات الصفراوية E.R.C.P)) يمكن أن يتم للمريض دون تنويمه في المستشفى أو قد يحتاج إلى تنويم في المستشفى وهذا يعتمد على الحالة العامة للمريض، إن المريض يحتاج أن يكون صائما مدة 8 ساعات قبل هذا الإجراء E.R.C.P)) لتقليل أي مضايقة للمريض أثناء الإجراء، ويكون التخدير إما عن طريق حقنة وريدية Midazolow)) أو تخدير عام، ويستخدم في E.R.C.P)) أفلام الأشعة السينية X Ray)) وتتم في غرفة الأشعة المجهزة.
إن المنظار المستخدم هو أنبوب مضيء طويل مرن موصول إلى الكمبيوتر وشاشة تلفزيونية، يتم إدخال الأنبوب عن طريق الفم إلى داخل الاثني عشر ومن ثم يغرس في الحليمة Papilla)) المنطقة التي تفرغ فيها المفرزات الصفراوية والبنكرياس في الأمعاء، ثم يتم إدخال قسطرة صغيرة إلى داخل القناة الصفراوية وتحقق المادة الظليلة التي تكون الشبكة الصفراوية بشكل مؤقت ثم تفحص القنوات الصفراوية وتؤخذ الصور الملونة بواسطة تجهيزات الأشعة X-Ray)) وعندما يتم تحديد مكان الحصاة فإن عملية شق صغير يتم في الحليمة بواسطة المشرط الكهربائي لتسهيل إخراج الحصى ثم توضع في سلة صغيرة وتزال من القنوات الصفراوية كما إنه أيضاً يمكن تفتيت الحصى داخل القنوات الصفراوية، إذا كان قطر الحصى يمنعها من الخروج من الحليمة وإذا احتاج المريض لأي علاج يتم خلال هذا الإجراء E.R.C.P)) مثل إزالة الحصى فإن المريض يجب أن يبقى في المستشفى للمراقبة لمدة ليلة واحدة لأنه قد يحدث أي مضاعفات مثل التهاب البنكرياس أو التهاب جرثومي أو نزيف أو عن ثقب الاثني عشر التي قد تحدث بنسبة 5% من المرضى أو قد يحدث التهاب البنكرياس الذي يكون عادة خفيفاً ولا يحتاج إلى أي علاج، وبحالات نادرة قد يكون هناك خطر يهدد حياة المريضض.
د. ستان ستانسليو *
* استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمناظير
|