قد تسبب التسممات الدوائية خطراً حقيقياً على حياة الأطفال خصوصاً في حالة التأخير في إسعاف الطفل المصاب، وفيما يلي بعض أهم التسممات التي قد يتعرض لها الأطفال:
* الدواء الكثير التداول واسمه العلمي Acetaminophen وهو يستعمل لخفض الحرارة وأحياناً يستخدمه الأهل دون وصفة طبيبة، وهو قد يسبب أذية كبدية إذا استخدم بجرعات زائدة لذلك يجب على الأهل الالتزام بالجرعات المحددة من قبل الطبيب وعدم إعطاء الدواء للطفل بشكل عشوائي، وابعاد العبوات الدوائية عن متناول الأطفال وعند الشك بتناول جرعة زائدة منه يجب المسارعة إلى تحريض الاقياء عند الطفل للحيلولة دون امتصاص مقدار أكبر منه والذهاب فوراً إلى أقرب مركز اسعافي للعلاج.
* الأسبرين والذي قل استعماله كثيراً عند الأطفال لارتباطه بتناذر خطير يصيب الكبد ويسمى (تناذر راي) وقد استبدل هذا الدواء بالدواء السابق والأقل خطراً والجرعة الزائدة منه تسبب اضطرابات استقلابية قد تكون مهددة لحياة الطفل وتتطلب أيضا علاجاً اسعافياً بعد تحريض القيء.
* أما حبوب الحديد فالتسمم بها كثير الحدوث في سن الطفولة وذلك لكثرة تداولها ولتشابه بعض أنواعها بحبات الشوكولا، ويسبب التسمم بالحديد اضطرابات هضمية، اقياء، اسهالاً، نزفاً هضمياً وقد يؤدي بعد اسابيع الى تضيق في بواب المعدة وبعد عدة ساعات من هضم الحديد قد يسبب بعض الاضطرابات الاستقلابية يليها بعد أيام تنخر بالكبد لذلك على المسعف أن يسارع فوراً إلى تحريض القيء عند الطفل ونقله إلى المستشفى لإجراء غسيل المعدة له واعطائه العلاج النوعي المناسب.
* ولعل من أشيع وأخطر الحوادث التي قد تصيب الأطفال التسمم بالحموض والقلويات التي تستخدم بكثرة في المنازل لأعمال التنظيف والتي يشربها الأطفال لظنهم أنها ماء للشرب فتؤدي إلى اذيات شديدة وتسبب حروقاً في المريء والبلعوم يصعب معها البلع لذلك فإذا شرب الطفل مادة مثل الكلوركس فعلى المسعف اعطاؤه فوراً وخلال الدقائق الأولى كأسا أو اثنتين من الماء أو الحليب، والامتناع بعد ذلك من اعطائه أي شيء عن طريق الفم ثم اخذه للمستشفى ليتم اجراء تنظير للمريء لتحديد درجة التضيق ولابد من التأكد على انه لايجب أعطاء الحموض مثل (عصير الفواكه) للطفل لأن هذا يؤدي لتفاعلات حرارية تزيد الحالة سوءاً.
* وآخر التسممات التي سأذكرها في هذه العجالة المواد الهيدروكربونية مثل الكيروسين، الغازولين، والبنزين والتي قد يشربها الصغار ظناً منهم بأنها ماء فتسبب التهاب رئة كيماوياً لأنها مواد متطايرة فتدخل أثناء البلع إلى المجرى التنفسي وتسبب الأذية، فيحدث لدى الطفل مباشرة السعال والأقياء، وبعد عدة ساعات قد يحدث ارتفاع حرارة، ضيق تنفس، وزرقة وقد تتأخر الأعراض التنفسية لعدة ساعات.
من المهم أن نذكر أنه يجب منع تحريض الاقياء أو إدخال أنبوب للمعدة بغية إجراء غسيل معدة وذلك لئلا يحدث استنشاق للمادة أو يفضل المسارعة بالطفل إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب والمراقبة.
د. ابتسامسردست *
* اخصائية أطفال بمستشفى الحمادي بالرياض.
|