تعودنا من خلال ما تطل علينا به بعض الصحف من حوارات صحفية تجريها مع بعض المسؤولين وتكون فرصة له لاستعراض قوته التعبيرية واسلوبه الانشائي من خلال الاسهاب بذكر انجازاته والافصاح عن اسهاماته وتضخيمها وجعلها من الاحداث التي تذكر، ومن المناسبات التي لا تنسى ناسبا الفضل والمنة لذاته بتحقيقها ولهذا اصبح المواطن لا يعير اي اهتمام لمثل هذه اللقاءات التلفزيونية او الحوارات الصحفية لانه تجاوز تلك المرحلة ولا يؤمن إلا بما هو واقع ومشاهد ويمس واقع حياته المعيشية في كافة الجوانب. لكن عندما تكون الموجهة الاعلامية مع مسؤول تميز بنهج المصارحة ومنهج المكاشفة لكافة القضايا صغيرها وكبيرها متخذاً اسلوب المصداقية وكشف الحقيقة برمتها امام الرأي العام متجاوزاً ما اعتيد، وجرت العادة عليه لانه يدرك انه امام مواطن واعٍ ومدرك ومثقف تجاوز مرحلة البهرجة الاعلامية ولم يعد يقتنع بالشكليات والمظاهر، فعلى مدار ثلاث حلقات من مواجهة الجزيرة باعدادها «11245-11252-11259» كانت المواجهة مع شخصية فذة ومع مواجهة لاول مرة متمثلة بحاكم اداري سخر جهده وكرس وقته وابدع بفكره ورأيه انه صاحب السمو الملكي الامير سعود بن عبدالمحسن امير منطقة حائل تحدى المواجهة وكسب التحدي بالصراحة المعهودة والمصارحة المعروفة تحدث بصدق واوضح بصدق لكل ما يتعلق بهموم المنطقة ومعاناة سكانها فذهبنا نقرأ الحروف قبل الكلمات والكلمات قبل السطور فسر قراء الجزيرة بشكل عام وقراء الجزيرة بمنطقة حائل بشكل خاص، بدأ المواجهة بالصراحة عن سبب عزوفه وقلة ظهوره وبروزه عبر وسائل الاعلام لان البروز بمفهومه هو من نوع آخر «يتمثل تحديا كبيرا وهو الوصول الى حلول مشكلات الناس على قدر المستطاع» ثم يقول اذا كان المسؤولون والصحفيون يعتقدون ان مصداقيتهم من الممكن ترسيخها عبر اللقاءات الصحفية والمقابلات التلفزيونية بغض النظر عن مضمونها فإنهم لا يعرفون ان المواطن السعودي قد تعدى تلك الحقيقة واصبح يبحث بين السطور عما يهمه ويؤثر في حياته ولا يقتنع بالتعبير والانشاء نعم صدقت يا صاحب السمو هذه حقيقة الواقع ولغة العصر لاننا كمواطنين لم تعد تستهوين تلك الحوارات التي تعطي زخما اعلاميا تضخيما وتفخيما إلا إذا كانت تلامس همومنا وتناقش معاناتنا وتفصح عما يهم معاشنا وهذا ما لامسناه في مواجهة الجزيرة كشفتم المعاناة على حقيقتها ونقلتموها دون تضخيم او تهويل تحدثتم عن الواقع الصحي ومعاناة المنطقة معه ونحن ننتظر تحسنا وتطورا وفق ما ورد من تباشير واعتماد مبالغ مالية نأمل ان تنجز وفق ما حدد لها من فترة زمنية معلومة وان تتجاوز ما اعتادت عليه المنطقة من تأخير وتسويف لمشاريع عشرات السنين. ثم تحدث سموه عن مشكلة المياه الازلية ومعاناة سكان المنطقة وقراها بلغة الأرقام تعدادا واستهلاكا واضعا حلولا عاجلة وآجلة وهذه المشكلة حظيت باهتمام خاص من سموه توجت بحضور وزير المياه د. غازي القصيبي دون بهجة إعلامية ولا ملاحق صحفية لاطلاعه على الواقع ومشاهدة الوقائع ثم تكلم عن الشأن الاداري وضرورة وجود المسؤول المتميز الذي يعمل برقابة ذاتية نابعة من خوفه من الله اولا ثم حرصه على خدمة هذه المنطقة ثانيا وهذا هو ما يأمله المواطنون ويريدون تحقيقه ثم فصل مشاريع الطرق التي اعتمدت للمنطقة والتي كان تتويجها بجهوده منها ما هو تحت التنفيذ، وجارٍ العمل به ومنها ما هو قيد التوقيع ثم اشار الى تطلعه لوجود جامعة تضم كليات حائل وهذه هي الامنية التي يشاطر سموه اهالي المنطقة التي طال انتظارها وزادت من معاناتنا ونحلم بذلك اليوم الذي نرى جامعة تحتضن ابناء المنطقة تريحهم عناء التشتت والتفرق وتخفف معاناة الغربة والوحدة وتسعد ذويهم بقربهم وتقر اعين والديهم بوجودهم. وخلاصة مطالبنا تتمحور بثلاث كلها تحل الرقم واحد تحسين واقعنا الصحي وتوفير مياه صالحة وصحية ووجود جامعة تخدم ابناء المنطقة وسوق العمل هذه المواجهة وضعت النقاط على الحروف حملت تباشير ووعوداً بمستقبل يحمل معه الخير والنماء، تعامل سموه مع المواجهة بالشفافية والوضوح والمصداقية وهذا مما عهدناه ولمسناه عن قرب سواء من خلال المناسبات التي تجمعنا به وخصوصا في جلسته الاثنينية التي يعقدها كل اسبوع بقصر أجا مع المواطنين يحاورهم ويحاورونه يتبادل الرأي معهم ويشاطرهم الهم والمعاناة في جو اخوي يسوده الالفة والمحبة من حاكم اداري متميز قرن التواضع بحسن الحوار وادب التحاور فلسفته بالعمل تثبت بتقديم الافعال على الاقوال وليس من هواة اطلاق الوعود بل من هواة زف التباشير وتحقيق الاحلام.
فلسموه عظيم الشكر ووافر الامتنان على ما اوضحه وبيّنه وعلى ما زفه ووعد به من خلال مواجهة الجزيرة، وختاماً نسأل الله ان يحفظ هذه البلاد ويديم عليها امنها ورخاءها ويوفق ولاة امرها لما فيه خير وطنها وسعادة مواطنيها انه نعم المولى ونعم المعين.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح/مشرف تربوي بتعليم حائل
|