السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت على ما سطره قلم الاستاذ عائض الردادي بالعدد رقم 11246 بتاريخ 14/5/1424هـ وكذلك على ما ورد عن قلم الاستاذة رقية الهويريني بالعدد رقم 11244 وتاريخ 12/5/1424هـ واللذان صبا احبارهما حديثاً عن القرار الذي عاشه الناس خلال الاسابيع الاخيرة ونفض الغبار عن ذاكرتهما قليلاً ليسترجعا ماضيهما التليد في البنزين الممتاز والعادي، وحيث إن كلا المقالين اجمعا على نقطة واحدة تمثلت في النواحي الاقتصادية للسعر ارتفاعاً وهبوطا إلا أن الامر لم يعنيني - رغم اني لست من الطبقات ذات الوضع الاقتصادي العالي - بقدر ما تطرق له الاستاذ عائض الذي غفل عنه الكثير ولم تنبه له الجهات المختصة ذات العلاقة والتي لها دراية بأنواع الوقود وبالمصطلح الجديد «اوكتان» ونقول «جديد» لمن طرقت هذه الكلمة اذنه لاول مرة، ونقصد بالجهات المختصة شركة «أرامكو» او وكالات السيارات والتي يهمها وعي المستهلك. القليل للاسف ممن لديهم دراية كافية بأن محركات السيارات ليست كبعضها وهم ربما الذين قرأوا كتيبات او كتالوجات مركباتهم وقرأوا كلمة اوكتان واختلافها بحسب التصنيف الجغرافي للبلد المورد للمركبة، فالذي تعمل سيارته مثلاً بأوكتان 95 فعليه التعود على دفع قيمته وإلا سيدفع ضريبة حدوث مشاكل بمحرك سيارته هذا ان لم يتدارك الوضع ويقوم باحتياطات تضمن استعماله للاوكتان 91 بأمان، هذا عدا بعض الأسر والتي تمتلك أسطولاً ربما يمتد لأكثر من 4سيارات تتغذى جميعها على الأوكتان 95 هنا يصبح التدخل ملحاً بل مطلوباً، من جانب آخر سنوات مرت على استعمالنا للوقود الحالي ونحن لا نعرف ما هويته والى اي العائلات الاوكتانية يصنف 91 ام 95 رغم انه وقود جيد في اغلب الاحيان واقول في اغلب الاحيان لما يعانيه شريحة عريضة من الناس بين الفينة والاخرى من متاعب ومشاكل خاصة في فصل الشتاء ورجال الصيانة يشيرون بأصابع الاتهام الى هذا الوقود لرداءته مما يجعل الشكوك تدور حوله بأنه وقود عادي يتسرب الينا من وقت لآخر رغم نفي اصحاب المحطات وتأكيدهم من ان ارامكو قد الغت ضخه منذ زمن، ومع كل مشكلة تحصل تزيدهم شوقاً وحنيناً الى ذاك الوقود الاحمر القاني والذي كان يغذي سياراتهم بالنشاط والحيوية، إذن فعملية فصل الوقود الى نوعين بغض النظر عن تأثير ذلك على ميزانياتنا له أثر إيجابي في منع التلاعب، والامر يحتاج بشدة الى تدخل الاجهزة الرقابية لمنع الغش فمن يمنع اصحاب النفوس الضعيفة - وهم بإذن الله قلة - من ان يخلط كلا النوعين معاً ويصنف بالاوكتان الجيد والبنزين ليس شراباً تستطيع اكتشاف الغش فيه الا بعد ان يظهر تداعيات ذلك في سيارتنا حينها سنعرف بالتأكيد بعد أن تأخذ الفؤوس مجراها في الرؤوس.
وختاماً نستغرب بشدة هذا الصمت الرهيب من قبل ارامكو، فمن المفترض قيامها بدورها في البيان والايضاح والتنبيه لتخلي ساحتها من المسئولية والى حين تطالعنا ارامكو بذلك اقول لها ولكم في أمان الله.
حاشم الشمري - حائل
|