Thursday 31th july,2003 11263العدد الخميس 2 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وداعاً أيها الفارس وداعاً أيها الفارس
محمد نايف العتيبي

منذ نعومة أظافري كنت ببراءة الأطفال أجول بنظري في الوجوه، فأقرأ تعابيرها وأتفحص تقاسيمها وأدقق بصوت من يتحدث وأتابع حركاته وإيماءاته وأغوص في شخصيته.. فكان يترك كل انسان لدي انطباعاً مختلفاً.. فهناك من يترك لدي الشعور بالارتياح وهناك من أشعر بالنفور منه.. وقد كنت أحب وأعجب بأشخاص معينين.. ولم يكن مصدر إعجابي لجمالهم أو توددهم ومحاباتي لصغر سني، بل لأنني أرى الصدق يرتسم على محيَّاهم وان النقاء والصفاء هو واقع سريرتهم واشعاع وجوههم. كانت الحاسة السادسة لدي تستطيع ان تفرق بين هذا وذاك.. ودارت الأيام الى ان كبرت ودخلت مسرح الحياة مباشرة بعد ان كنت طفلا متفرجاً - فأخذت أعيد تفحص الوجوه مجدداً، لكن الآن وفقاً لمعطيات ومنطلقات مختلفة، فوجدت أن هناك من تغير عن طبيعته السابقة وتغير تبعاً لظروفه المالية والاجتماعية وما واكبها من نقلة حضارية غير محسوب.. إلا ان هناك شخصاً واحداً ظل على طبيعته لم تغير به متغيرات الزمان شيئاً مهما زادت أو نقصت.. ظل كما عهدته لطيفاً ودوداً بشوشاً واصل الرحم.
ظللت دائما أترقب قدوم هذا الانسان في كبري كما لو كنت صغيراً.. كنت أتلذذ بهدوئه ورزانته ورجاحة عقله وهو يجالس والدي.. وما زلت كذلك.
حتى ترجل عن جواده هذا الشهر راحلاً عن الدنيا تاركاً معتركها وتقاطع مصالحها لغيره وكأن لسان حاله يقول..لم يعد الزمان زماني ولا المكان مكاني.. لقد رأيته في آخر لقاء به بشوشاً مرحباً، يعانقني وكأنه يودع برحيل غير ذي رجعة.. بعدها علمت بأنه قد صدق حدسي وان الدنيا أقل من مكانته عند ربه بإذن الله.. ولم أعد أملك بعدها إلا أن أقول.. ستظل في قلوبنا «خالد» تغمدك الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنك فسيح جناته.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved