عدم نشر 28 صفحة من تقرير الكونجرس الأمريكي عن هجمات 11 سبتمبر مع التلميح في ذات الوقت إلى أنها تحوي شيئاً عن المملكة يؤدي إلى البلبلة ووضع المملكة في موقع الاتهام اتساقاً مع الحملات الموجهة ضدها، والمملكة بعيدة كل البعد عن كل تلك الهجمات والمؤامرات وكل ما له صلة بالإرهاب بل هي في مقدمة الدول التي تتصدى للإرهاب، ومن قصدوا المساس بها يعرفون ذلك لكنهم يلوون عنق الحقيقة للوصول إلى أغراضهم الخبيثة.. إن هذا الأسلوب في التعامل بين الدول والذي يصل إلى درجة التشهير بالدول على جرم لم ترتكبه أمر لا يتفق مع ما ينبغي أن تكون عليه العلاقات، كما أنه مؤشر على فوضى في العلاقات الدولية حيث يتم تجاوز المعايير والأسس وما هو متعارف عليه بين أفراد الأسرة الدولية من تقدير واحترام..
وإخفاء الصفحات الـ28 مع تلك التلميحات المقصودة للمملكة يفتح باب التكهنات على مصراعيه ليشطح خيال أصحاب الغرض والحقد على هذه البلاد ويجري نسج كل الأكاذيب والادعاءات، كما أن حجب تلك الصفحات يؤدي إلى الغموض والضبابية ويهيئ أفضل الفرص للذين يستهويهم العمل في الظلام والصيد في المياه العكرة..
وقد جاء طلب سمو الأمير سعود الفيصل إلى الإدارة الأمريكية بضرورة الكشف عن تلك الصفحات حتى تتمكن المملكة من الرد على ما قد تحتويه من اتهامات وشبهات أو أي إشارات لا يسندها دليل، وكان ذلك سيضع حداً للبلبلة الناجمة عن نشر التقرير ناقصاً..
إن الحملة ضد المملكة بدأت قبل هذا التقرير بمدة طويلة، والذين يقفون وراء تلك الحملة سيجدون في التطورات الأخيرة ما يعطي المزيد من الزخم لتدبيرهم التآمري ضد المملكة..لكن كل هذه الحملة لن تنال من المملكة ولا من دورها الحيوي في نصرة القضايا العربية والإسلامية والحقوق الدولية العادلة بصفة عامة، وستثبت الأيام خطل ذلك التوجه التآمري الذي يفتقر إلى ما يسند صدق توجهه بل إنه يقدم كل يوم دليلاً على ضعف موقفه.
|