Thursday 31th july,2003 11263العدد الخميس 2 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

« » تسرد تفاصيل مداهمة مزرعة «غضي» « » تسرد تفاصيل مداهمة مزرعة «غضي»
5 ضباط و25 صف ضابط شاركوا بالعملية التي استغرقت نصف ساعة
المطلوبون السبعة استخدموا رشاشات الكلاشنكوف والقنابل اليدوية

* كتب - فيصل الواصل:
بعد الإنجاز الأمني الذي تحقق من خلال قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة القصيم والمتمثل بالقضاء على سبعة من المطلوبين للجهات الأمنية قامت «الجزيرة» كعادتها بالبحث عن الحقيقة في تفاصيل هذه العملية حتى توصلت إلى الحيثيات الدقيقة في تلك الأحداث لتضعها بين يدي القارئ.
جاءت عملية المداهمة على اثر بلاغ يفيد بقيام أحد المواطنين بالتعاطف مع عدد من المطلوبين فتحرك فريق من سرية المهمات الخاصة بقوات الطوارئ الخاصة في منطقة القصيم يضم خمسة ضباط وخمسة وعشرين صف ضابط عند الساعة الثانية والنصف ليلاً متوجهين إلى منزل مراقب يتكون من طابقين في مدينة بريدة حيث تمت مداهمته قرابة الساعة الثالثة ليلاً إلا أنه لم يتم العثور على أحد فيه رغم تمشيط الموقع بالكامل.
بعدها توجهت القوة إلى مزرعة ببلدة (غضي) في عيون الجواء.. وتم التمركز بالقرب من موقع المهمة وقامت القوة بالتوزيع وتنظيم المهام ومحاصرته من جميع الاتجاهات وذلك بمشاركة عدة جهات أمنية بهدف منع الدخول إليه أو الخروج منه ثم تمت مداهمته وكان ما حدث في الموقع الأول أن لم يعثر على أي شيء. بعد ذلك توجهت القوة إلى الموقع الثالث في ذات البلدة حيث تم الوصول إليه في الساعة السادسة فجراً تقريباً.
وكان الموقع عبارة عن منزل شعبي يقع داخل مزرعة ويتكون من أربع غرف ومطبخ ودورة للمياه وفناء بمساحة 10x12 تقريباً.
وعندما تمركزت القوة وحاصرت المنطقة حاولت دخول المنزل إلا ان امرأة منعتهم من ذلك وكانت تتصرف تصرفات توحي برغبتها في ايقاظ النائمين داخل المنزل وحينها تبادر إلى الأذهان وجود شيء ما من خلال طريقتها الغريبة والمريبة، ولذا كلف أحد المشاركين بعملية الاقتحام والمداهمة باستطلاع المنزل من أعلى العربة المصفحة وأفاد بوجود رجال داخل إحدى الغرف.
لذا قامت القوة بمداهمة المنزل على مرحلتين إذ تمكنوا في الأولى من القبض على أربعة من أبناء صاحب المنزل وطلب من أحدهم اخراج من في المنزل من نساء وأطفال وبالفعل خرجت ثلاث نسوة ومجموعة من الأطفال وبذلك تمكنت القوات من السيطرة على كامل المنزل عدا الغرفة التي يقطنها المطلوبون. وهنا تمت المرحلة الثانية من عملية المداهمة من خلال محاولة شجاعة لاقتحام الغرفة وبعد فتح الباب بالقوة وقف شهيدا الواجب الملازم أول سطام غزاي المطيري والرقيب أول علي غازي الحربي أمام الباب موجهين سلاحيهما نحو الغرفة طالبين ممن فيها الاستسلام إلا أن المطلوبين السبعة قاموا باطلاق نيران أسلحتهم من نوع (كلاشينكوف) بغزارة نحو الباب مما أصاب الشهيد سطام المطيري برصاصة في رأسه أدت إلى وفاته على الفور ثم أصيب الشهيد على الحربي بعيارات نارية في أسفل الذقن أدت إلى استشهاده. ثم قام رجال الأمن باتخاذ سواتر تقيهم من النيران الكثيفة إلى أن يتخذوا مواقع تجدي في التعامل مع هؤلاء المطلوبين.
ونتيجة لغزارة النيران وكثافة القنابل التي أطلقتها القوة من خلال مجموعة القناصة الراجلة والأخرى التي تستقل المدرعات احترق الصندوق الحديدي المليء بالذخيرة والقنابل الموجود داخل الغرفة وتفحمت جثة المطلوب الشمري كما لا يستبعد ان يكون قد ارتدى حزاماً ناسفاً.
الأمر الذي دعا البقية إلى محاولة الخروج من المنزل فيما قام أحد الضباط باخراج أحد المطلوبين المصابين حياً بعد ان قام الأخير بتوجيه سلاحه نحو الضابط الذي تخلص منه ببسالة.
وقد تبادلت القوة مع المطلوبين الباقين اطلاق النار إلى أن قتل جميع المطلوبين السبعة الذين استخدموا القنابل اليدوية فيما جرح ثمانية من رجال الأمن إضافة إلى استشهاد الملازم أول سطام المطيري والرقيب أول علي الحربي في عملية استغرقت نصف ساعة.
يذكر ان المواطن الذي قام بايوائهم تم القبض عليه في بلدة (ساق) بعد ان أتى بهم إلى منزله في (غضي) قبل يومين ووعدهم بعودته بعد اسبوع. وكان صاحب المنزل يتردد بالمطلوب أحمد الدخيل للعلاج لدى طبيب شعبي من إصابة في مفصل يده اليمنى على اثر طلقة نارية أصابته خلال عملية مداهمة قام بها رجال الأمن بمكة المكرمة.
ومن خلال هذه الإصابة تم التعرف على جثته بعد انتهاء عملية المداهمة.
من جهة أخرى تحدث لـ «الجزيرة» قائد قوات الطوارئ الخاصة اللواء مروان أحمد الصبحي عن حالة رجال الأمن المصابين الذين شاركوا في عملية المداهمة قائلاً: بفضل الله تعالى يتمتع الاخوة بصحة وعافية فزيارة سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز قد خففت من آلامهم ولم يتبق منهم سوى أربعة للتو قمت بزيارتهم وهم على وشك الخروج من المستشفى.
وقد وجه اللواء مروان الصبحي كلمة عزاء لذوي النقيب محمد عتيق المطيري الذي توفي بالأمس على اثر حادث مروري، موضحاً ان العزاء هو لقوات الطوارئ قبل كل شيء حيث فقدنا أحد أبنائنا الأبطال ولكن هذا قضاء الله وقدره وما لنا إلا أن ندعو له بالمغفرة والرحمة وان يسكنه الله فسيح جناته.
وتطرق قائد قوات الطوارئ الخاصة إلى عملية المداهمة التي قام بها فريق من قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة القصيم حيث بين ان هناك بعض الثوابت والقواعد التي يعمل بها أفراد القوة إلا أنه حال وقوع الحدث تتغير كل المعالم حينها يجب التعامل مع الحدث بما هو عليه مشيراً إلى ان ذلك انجاز يسجل لقوات الطوارئ بمنطقة القصيم وقبلها في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وقال اللواء الصبحي: ان سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز قد صرح بالأمس بلقائه مع الأعيان والزملاء العسكريين بأن هناك إنجازاً للأمن في المملكة بشكل منقطع النظير وأضاف أسأل الله ان يوفقنا لأداء الواجب بالصورة التي يجب ان نكون عليها فمهمتنا كبيرة لكن شبابنا كانوا بحجم هذه المسؤولية ونحن نثق بقدراتهم وكفاءاتهم.. فربما يستغرب البعض هذا الإنجاز الذي تم على يد قوات الطوارئ الخاصة ولكن في الحقيقة هذا واقعنا وهذه حقيقتنا.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved