عندما تصدر الكلمات الصادقة والمعبرة من القلب فإنها تدلف إلى القلب، بل وتسكن فيه وتحرك المشاعر، وتترك أثراً بالغاً في نفس المتلقي، وهذا ما حدث وأنا أشاهد عبر الشاشة وأتابع لقاء الوالد بأبنائه: لقاء سمو الأمير نايف برجال الأمن بمنطقة القصيم فقد كانت عباراته وألفاظه تنبع من معين صادق مخلص، وكأنني به يقول، بل في خاطري ما يعجز عنه لساني، ولا أروع ولا أبلغ من أنه قال: «إنني أفتخر أن أكون منكم»، وإن كان كل خطابه درراً.
بل نحن - يا سمو الأمير - نفتخر جميعاً بأن نكون تلاميذ في «مدرسة نايف»، فلقد تعلمنا منها الوفاء والإخلاص والمحبة والوئام، فضلاً عن أداء الأمانة وتحمل المسؤولية، ولا ريب أن تشاهد هذه المواقف البطولية من أبنائك رجال الأمن، فبالأمس بذرت البذرة، وعندما حان وقت الحصاد جنيت الثمار، وإن كان الثمر غالياً، ولكنه يرخص عندما تهتك العقيدة، ويدنس الوطن، ونحن مجندون لمثل هذا اليوم، فعندما تمس الضرورات الخمس التي أمر الشارع بحفظها نكون بالمرصاد، ونرخص الدماء لصيانتها، ونتحمل ما يترتب على حفظها كل حسب تخصصه، ونأخذ من زملائنا الشهداء والمصابين العبرة والقدوة في الإقدام والفداء، وستبقى وصاياك نبراساً لنا في أعمالنا اليومية، لين.. وحزم، وستبقى ثقتك مصدر قوة نستمد منها - بعد قوة الله - كل قوتنا، ونعتز بها، ونجعلها نصب أعيننا، فنم قرير العين ما دام أبناؤك من حولك، كل منا في خندقه، ومستشعر مسؤولياته تجاه هذا الوطن وأبنائه ومقدساته الذين شرفنا الله بخدمتهم وحمايتهم والسهر على راحتهم.
وكأني بزملائي رجال الأمن على مختلف رتبهم وتخصصاتهم يقولون بصوت واحد: سنبقى سداً منيعاً ويداً واحدة في وجه من تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن ومواطنيه مجددين العهد والولاء كما أقسمناه في بداية حياتنا العملية لولاة أمر هذه البلاد، وسيكون لنا في ميدان الشرف صولات وجولات، مستعينين بالله عز وجل، ومستنيرين بتوجيهات قيادتنا الحكيمة، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يتقبل شهداءنا، ويشفي مصابينا.. ويهدي ضال المسلمين إنه سميع مجيب.
( * ) مدير قسم التوعية بمكافحة المخدرات بالرياض
عضو اللجنة الإعلامية الفرعية بالرياض
|