أصبحت المقاومة العراقية التي نشاهدها اليوم هي النقطة الأساسية والمحور الأهم الذي لم تكن تتوقعه القوات الأمريكية - البريطانية وخصوصا الأمريكية بالتحديد، لذلك ما نشاهده اليوم من تكتيك ملائم وفعال يسقط ضحايا بمعدل جنديين أمريكيين يوميا منذ سقوط العراق وبالذات سقوط بغداد وفرار النظام، ناهيك عن الأضرار التي تلحق بالآليات والمدرعات للقوات الأمريكية. هذه المقاومة التي أوجدت حدثاً لأول مرة نشاهده وذلك بأن يبادر شعب محتل منذ اليوم الأول لسقوط النظام الذي يحكمه بالدفاع ومقاومة العدو المحتل، وهنا لا أبحث أو أركز على جهات هذه المقاومة أو من يقوم بها سواء أكانوا شباباً من تنظيمات إسلامية أو متطوعين عرب أو من تحركهم دوافع ثأرية ووطنية ليست بالضرورة أن تكون لها علاقة بالنظام واعادة وضعه من جديد، من هذا المنطلق واعتمادا على الوضع الميداني للقوات الأمريكية خصوصا إذا علمنا أنها مكشوفة ومعلومة لدى المقاومة وعلى الرغم من ما تملكه من قاذفات وصواريخ وطائرات الا أنها تتمركز في مجالات ضيقة ومحشورة. وما زاد الطين بلة أنها لا تستطيع الاستفادة من قدراتها العسكرية المتطورة بسبب بسيط وهو أن الأهداف التي تواجهها متحركة وليست ثابتة وأقصد المقاومة العراقية وما تتميز به من مرونة وقدرتها على استهداف عدوها في أي وقت، لذلك تظهر صورة واضحة ومخيفة للقوات الأمريكية وهي عدم وجود أهداف عراقية لهجماتهم ضد المقاومة والعكس صحيح.
وبعد التطورات التي حصلت اداريا والمتمثلة بتشكيل مجلس الحكم الانتقالي العراقي توقع الكثير أن هذا المجلس من شأنه أن يشكل ضغطاً على المقاومة بجعلها تواجه وتصطدم بالمدنيين سواء أمنياً أو سياسياً، لكن هذه النقطة أو هذا التأثير على المقاومة صعب تحقيقة لأن المجلس بالأساس لن يكون قادرا على تحقيق متطلبات الشارع العراقي الباحث عن المعيشة والمتطلع لخروج الأجنبي من أراضيه.
عمليا المقاومة مصممة ومثابرة على الاستمرار وعلى التصعيد واستيعاب الحملات الأمنية المعادية وعدم تأثرها بالاعتقالات التي تحدث وتستهدف مدنيين ليس لهم علاقة بأعمال المقاومة المسلحة.
خلاصة الحديث القوات الأمريكية تعيش في وضع نفسي صعب لأنها مستهدفة من مقاومة صعبة مجهولة الهوية وشعارها «طرد المحتل أو قتله» لذلك فطريق المقاومة قد يجلب لنا في الأيام القادمة مفاجأة من العيار الثقيل، خصوصا أن المطلوب الأول للقوات الأمريكية حر طليق... فدعونا نترقب.
|