* بيروت - حنان دندن
أكد وزيرالدولة النائب عبدالرحيم مراد ضرورة عودة تجميع القوى العربية لمواجهة التحديات المقبلة للمنطقة العربية في ظل ما تسعى اليه الولايات المتحدة من مخططات ترمي الى الغاء كل الجامعات القائمة لنصرة حقوق الانسان والمشاركة في القرارت الدولية.
وأشار الى ان المخطط الإسرائيلي من وراء خارطة الطريق مع الفلسطينيين يهدف الى تصفية القضية المركزية واشعال نار الفتنة بين الفلسطينيين وقد ظهر هذا جليا في موضوع اطلاق اسرى فلسطينيين يستثنى منهم حركتا حماس والجهاد الاسلامي الامر الذي قد يعيد التوتر وتصبح الهدنة ملغاة.
الوزير مراد الذي اعتبر ان التوطين واقع في دول عربية تخوف من مزيد من الترحيل والترانسفير نحو العراق خاصة في ظل ما يحكى عن شراء أراض عراقية من ممولين يهود تحقق الحلم الصهيوني من النيل الى الفرات.
حول هذه الامور التقت «الجزيرة» الوزير اللبناني عبدالرحيم مراد وأجرت الحوار التالي معه:
* الجزيرة: في البدء كيف ترون خارطة المنطقة في ظل الخطط الأمريكية؟
- مراد: دون شك اكدت الاحداث نوايا الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالاحداث القائمة حيث ثبت ان ما قامت به لا يستهدف فقط العراق بقدر ما يستهدف الامة العربية، وواضح ان هناك مخططات أخرى ستستكمل إذا ما قدر لأمريكا ان تستقر في العراق وستستكمل مخططها والذي جاءت من اجله الى المنطقة وصولا الى مخطط عالمي جديد يساعدها على الهيمنة الكاملة خاصة وان المنطقة عامل مساعد بما فيها من ثروات بترولية وامكانيات بشرية ومواقع استراتيجية. واعتقد ان هناك ثلاث محطات رئيسية يمكن ان تواجه المخطط الأمريكي الكبير. على رأس هذه المشاريع الانية الآن هو المشروع الاوروبي من خلال الوحدة الاوروبية والتي تشكل قوة عظمى تشارك أمريكا في حكم العالم وأيضا مشروع الصين إذا ما استكمل فهو سيشكل قوة ثانية اما على المستوى الاستراتيجي البعيد فإن هذه المنطقة العربية بما لديها يمكن ان تشكل قوة.
وباعتقادي ان أمريكا جاءت المنطقة لازاحة هذه القوة لأنها ترغب في الاستفراد على مستوى واسع.
وللحقيقة يمكن القول ان هناك أسئلة كثيرة مطروحة عن احداث كثيرة تحصل في المنطقة منها مثلا ما حصل في الرياض فهناك أصابع غريبة دخلت للانتقام من النظام السعودي الذي اتهموه أكثر من اتهام في احداث ايلول ونحن نعتقد ان أمريكا ليست بعيدة من الامر.
من هنا علينا ان ننظر الى ما حصل الآن فالذي حصل ان الجيش الأمريكي باتت حدوده مع السعودية والكويت وسوريا والاردن وتركيا وإيران وعلينا ان نعترف بهذا الواقع الامني الجديد الذي يشكل ضغط وممارسة الاستقواء وبامكانه ان يتحكم بمصير المنطقة.
نحن من شهور نحدد ماذا يريد الأمريكيون ونحاول ان نشخص ولكننا ولا مرة حاولنا ان نقول ما نريده نحن وكيفية مواجهة الاخطار فكل ما نقوله أقل من الحجم الذي تريده الإدارة الأمريكية فكيفية مواجهة المخططات لا يمكن ان نواجهها فرقا وعملية التجزئة ستسهل الاختراق ولهذا ومن منطلق مصالح الانظمة العربية لا بد وان يحصل الجمع بين الدول للوصول الى خطة مشتركة لمواجهة ما بعد الاحداث.
* الجزيرة: هل تعتقد ان الامر ممكن الآن؟
- مراد: علينا ان نتعاطى مع بعضنا من منطلق المصالح المشتركة ومن منطلق القومية لتشكيل حوارات بين بعضنا للوصول الى وفاق ومخطط واعتقد ان الحد الادني هو المطلوب في هذه الظروف.
* الجزيرة: هناك كلام يقال عن ان مواقف السعودية مستهدفة أمريكياً ولكن ما تم انجازه على صعيد الحكم السعودي والتحرك الذي ابداه المسؤولون السعوديون أفشل المخطط ما هي معلوماتك حول هذا الامر؟
- مراد: أكثر من يدعم ويؤيد الارهاب هي أمريكا وهي التي تدعمه وتحملنا مسؤوليته وتؤمن له الارصدة وتغذيه وتدعي اننا نفعل هذا فما يقال عن الديمقراطية الأمريكية افتراء لاننا نرى ديكتاتورية أمريكية فأين احترامها لحريات الشعوب وأين احترامها لقرارات مجلس الامن فقد اصبحت أمريكا ضمن امن موجه واعلام موجه وسقطت اكذوبة انها حامية الحريات والديمقراطية، انا اقول فاقد الشيء لا يعطيه. وأعتقد ان النظام السعودي بدأ يشعر بمخاطر هذا الامر وهو كغيره من الدول العربية عانى من ضغوطات كما سوريا وغيرها.
* الجزيرة:الكثير من الكلام يقال عن ان صدام حي اليس مستغربا ان يكون كذلك في ظل هذا الوجود العسكري الكثيف لأمريكا؟
- مراد: انا اعتقد ان الولايات المتحدة الأمريكية تتبع نفس المخطط الذي اتبعته بموضوع بن لادن ودائما تنجح أمريكا بالهاء الناس بشيء لتفعل المخطط الذي تريده. أنا أعتقد ان هذا الكلام هدفه ان يقول لنا الأمريكي انه باق في العراق.
* الجزيرة: الاهتمامات الآن موجهة للهدنة القائمة في فلسطين، هل ترى ان هذا الهدوء مستمر ام انه هدوء ما قبل العاصفة؟
- مراد: اعتقد ان الهدف تهدئة الثورة في فلسطين لعدم تصاعد الثورة في العراق، وفي تقديري ان شارون يسعى لسحق الانتفاضة بكافة السبل سواء بخارطة الطريق أو خارجها، وأنا أعتقد انها افرغت من مضمونها وفق ملاحظات شارون الذي يرى ضرورة انهاء الانتفاضة بهدنة ليتمكن الفلسطيني من تصفية الفلسطيني ونحن املنا كبير بأن ينتبه الفلسطيني لما يخطط له.
* الجزيرة: عملية استثناء حماس والجهاد الاسلامي هل ستفجر الوضع من جديد؟
- مراد: اعتقد انها ستفجر الوضع ولكن الخوف كل الخوف ان يكون الامر موجهاً ضد الفلسطينيين أنفسهم علما اني اقول ان القوة الفلسطينية واعية تماما لما يخطط له إسرائيليا ولهذا كانت الحوارات لمنع الاقتتال.
* الجزيرة : هناك الكثير من الكلام يقال عن بيع اراض عراقية لليهود.. ما هو الرابط الآن بين ما يحصل في فلسطين وبين ما يحصل في العراق؟
- مراد: للحقيقة لا ادعي معرفة كل الامور ولكن في ظل ما نعرفه عن شراء أراض عراقية من قبل ممولين يهود ومن قبل وسطاء نرى ضرورة التنبه لهذا الامر خاصة وان الكل يعرف الحلم الإسرائيلي من النيل للفرات وما يتردد من كلام حول هذا الأمر اعتقد ان هناك الكثير منه خاصة وان التكتم الأمريكي القائم في العراق يشير الى دلالات يمكن تفسيرها بكل الطرق.
أما ارتباط هذا الامر بما يحصل بفلسطين فأنا اعتقد ان الالتهاء عن القضية الأم بأمور ثانوية هدف إسرائيلي للولوج منه الى أمور أخرى مخطط لها بمساندة أمريكا وقد يكون متفقاً عليها.
وأعتقد ان إسرائيل اليوم تستغنم الفرصة لاخذ غنائم الحرب التي امنتها لها أمريكا وانا أتمنى ان تنفذ الفتاوى القائمة والداعية الى اهدار أي دم يهودي يسعى لشراء اراض عراقية.
* الجزيرة: الى متى مراقبة الامر عربيا دون تحرك الجامعة العربية؟
- مراد: أنا اعتقد ان الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لالغاء كل الجامعات منها جامعة الدول العربية والامم المتحدة ومجلس الامن والنظام الاقليمي واوبك ودول عدم الانحياز والصحة العالمية لأنها تشعر انها تشاركها القرار وهي تريد الاستفراد للوصول الى نظام عالمي جديد.
* الجزيرة: في الموضوع السوري والتغييرات القائمة فيها وكف يد حزب البعث.. هل ترون انها نحو مرحلة ما مستقبلية؟
- مراد: الرئيس الاسد ومنذ قدومه الى السلطة كان لديه مخطط هو التكنولوجيا والحرية ومواكبة العصرنة والانفتاح والنظام الاقتصادي الموجه والمنفتح وهو يطمح لتسريع الخطة وقد أعطى رخصاً للجامعات الخاصة وللاستثمارات الخارجية والبنوك في خطوة متقدمة، وهو له رأي بأن لا يبقى الحزب مستفرداً بل ان يشارك الآخرون وهذا الامر مرحب به وهو طموح قديم بدأ تنفيذه في سوريا في خطوة يستفيد منها الشارع السوري باتجاه الديمقراطية.
* الجزيرة: ماذا عن الانسحاب واستكمال الانتشار؟ وماذا يمكن ان يقال عن علاقات مستقبلية ضمن قواعد تحكمها الحدود القائمة للدولتين؟
- مراد: العلاقات اللبنانية السورية مهمة ويحرص لبنان على ان يبقى متلازما في مساره مع سوريا وهذا الامر لمصلحة لبنان في كافة الاتجاهات وما يحكى عن خارطة طريق بين لبنان وسوريا هو أمر ملغوم ومرفوض من الدولتين اللتين تتحكم علاقتهما بالكثير من الامور والتي هي لمصلحتهما مجتمعين ولهذا نقول ان وجودها ضرورة لبنانية وليس ضرورة سورية.
* الجزيرة: الخلافات الرئاسية هل انتهت ام هناك ازمة حكم جديدة في لبنان؟
- مراد : الى الآن لا يمكنني ان أقول انها انتهت. هناك بعض الخلافات ولكنها ليس كما الاول ولكن ما يتبع اليوم من أسلوب في المناقشة يفيد التهدئة على أمل ان تنتهي كل الامور لمنع اختصار القرارات في شخص ويجب ان يكون القرار للمجلس مجتمعا.
|