Thursday 31th july,2003 11263العدد الخميس 2 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تقرير للشبكة العربية للمنظمات الأهلية يرصد انتهاكات الاحتلال الصهيوني تقرير للشبكة العربية للمنظمات الأهلية يرصد انتهاكات الاحتلال الصهيوني
73 % من سكان المناطق الريفية الفلسطينية يعانون من نقص الخدمات الطبية

  * القاهرة مكتب الجزيرة - أحمد سيد
أكد تقرير حديث للشبكة العربية للمنظمات الأهلية أن 13 ،2 % من الأطفال الفلسطينيين يعانون من سوء تغذية مزمن، و20 % يعانون من مرض فقر الدم.
وأشار التقرير الى ان اغلاق المناطق من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي قلل من إمكانية وصول الفلسطينيين الى مصادر المياه النقية.. موضحا ان 30 % من المنازل الفلسطينية عانت من حالة واحدة على الأقل من مرض الاسهال، كما أدى الوضع السياسي والأمني أيضا الى صعوبة وصول الفلسطينيين الى الخدمات الطبية خاصة أولئك الذين يعيشون في مناطق ريفية، حيث اشارت دراسة أجرتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الى ان 73 % من سكان المناطق الريفية لا يستطيعون الحصول على خدمات طبية ملائمة.
وذكر تقرير الشبكة التي يرأس مجلس امنائها سمو الأمير طلال بن عبد العزيز ان المستشفيات والعيادات الطبية الفلسطينية تعمل بحوالي 30 % من طاقتها فقط.. منوها الى بيانات اوردتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر توضح وجود العديد من الحوادث التي تم فيها منع تقديم مساعدات طبية ضرورية للمواطنين الفلسطينيين مما أدى الى تدهور كبير في الظروف الصحية، كما توفي 43 فلسطينيا على الأقل خلال العام الماضي بسبب التعقيدات التي واجهها الفلسطينيون عند الحواجز الاسرائيلية في سعيهم للوصول الى المرافق الصحية.
معاناة الأطفال والنساء
وقال التقرير إن الوضع الأمني والسياسي في المناطق الفلسطينية أدى الى صعوبات كبيرة على صعيد وصول الشباب والأطفال الى الخدمات والمرافق التعليمية حيث تم اغلاق 850 مدرسة فلسطينية نتيجة للغزو الاسرائيلي، منها ثماني مدارس حولها الجيش الاسرائيلي الى منشآت عسكرية.. مشيرا الى ان القصف الاسرائيلي دمر منذ سبتمبر 2001 أكثر من 400 مدرسة فلسطينية ما يعادل 22 % من كل المدارس الاعدادية والابتدائية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولم تقتصر ممارسات الاحتلال على القطاع التعليمي والصحي فقط بل تعداه الى الأطفال الفلسطينيين إذ ان سياسة الحصار المتبعة من قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ اندلاع الانتفاضة عام 2000 كان لها تأثير كبير على الأطفال، حيث أخضعت الممارسات الاسرائيلية اليومية الأطفال الفلسطينيين تحت 18 عاما الى التعذيب والى المعاملة غير الانسانية، بل تم قتل أكثر من 400 فلسطيني تحت سن 18 على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ سبتمبر 2000، اضافة الى ان أكثر من 2000 طفل من مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين أصبحوا مشردين بسبب تدمير منازلهم خلال الغزو الاسرائيلي لمخيم جنين في مارس/ابريل العام الماضي.
واضاف التقرير ان النساء عانت أيضا من تأثيرات نظام منع التجوال الطويل والحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال على معظم المدن والقرى الفلسطينية، إذ انه نتيجة لهذه الأوضاع ارتفعت نسبة البطالة بين العمال الذكور الذين أصبحوا لا يتمكنون من الالتحاق بسوق العمل ، مما جعل النساء تتحمل العبء الاقتصادي للأسرة من خلال العمل في مجالات الاقتصاد غير الرسمي، خاصة مع وجود عدد متزايد من الأزواج والإخوة في السجون الاسرائيلية مما ضاعف أيضا من مسؤوليات النساء الاقتصادية.
خسائر القطاع الأهلي
وكان نصيب المنظمات الأهلية الفلسطينية من اعتداءات الجيش الاسرائيلي وافرا، حيث تعرضت لقصف وتدمير كامل لمقارها خلال عمليات إعادة الاحتلال في شهري مارس وابريل 2002، مما كان له تأثير كبير على قدرة هذه المنظمات على تنفيذ برامجها والقيام بنشاطاتها لفترة طويلة من الزمن، وقد بلغت الخسائر المادية للقطاع الأهلي حوالي خمسة ملايين دولار الا ان خسائر القطاع الأهلي لم تقتصر على تدمير البنية التحتية، وانما انعكس ذلك على نشاطات المنظمات الأهلية وبرامجها وميزانياتها الجارية، ويفرد التقرير فصلا خاصا حول دور منظمات العمل الأهلي الفلسطينية في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، إذ يذكر ان هذه المنظمات لعبت أدوارا مختلفة لمواجهة التحديات التي فرضتها الظروف الحالية، حيث قامت بتنفيذ العديد من برامج الطوارئ والاغاثة في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة وبالتعاون مع المنظمات الدولية غير الحكومية والمنظمات الانسانية ومنظمات الأمم المتحدة.. مؤكدا ان تنفيذ العديد من هذه البرامج أدى الى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الاسرائيلي الشامل وحالة الحصار الطويل والمعقد المفروض على الأراضي الفلسطينية.
مكاسب الانتفاضة
وأبرز التقرير عددا من النقاط الايجابية التي أبرزتها انتفاضة الأقصى ومنها، وضوح أدوار ومسؤوليات وواجبات كل من السلطة الوطنية الفلسطينية من جهة، ومنظمات العمل الأهلي أمام الجمهور الفلسطيني من جهة أخرى .. إذ انه وبعكس الانتفاضة السابقة فإن مسؤولية تلبية احتياجات المجتمع المحلي في هذه الظروف الصعبة هي بالاساس مسؤولية السلطة الوطنية الفلسطينية، خاصة تقديم الخدمات الملائمة، وليست مسؤولية المنظمات الأهلية الفلسطينية هذا فقط على الصعيد النظري أما على الصعيد العملي فقد استمرت المنظمات الأهلية في تقديم الخدمات المختلفة وفي القطاعات المختلفة للجمهور الفلسطيني.
وفي مقابل النقاط الايجابية التي اوردها التقرير، حدد بعض نقاط الضعف التي تعتري اسلوب عمل المنظمات الأهلية الفلسطينية منها عدم وجود خطة طوارئ واضحة ومتفق عليها بين الأطراف المختلفة المؤثرة في عملية التنمية والتي تربط بإحكام ما بين الاستجابة للاحتياجات والأولويات الآنية وما بين نظرة ورؤية تنموية متوسطة وبعيدة المدى، كذلك ضعف التنسيق المؤسسي والمنظم بين الأطراف المؤثرة في عملية التنمية، اضافة الى ان المنظمات الأهلية الفلسطينية لم تربط بإحكام وبالقدر الكافي بين علاقاتها المهنية مع الجهات المانحة من جهة، وبين تحقيق الأهداف السياسية للشعب الفلسطيني من جهة أخرى .. أي أنها لم تضغط بالشكل الكافي على شركائها الدوليين لكي تقوم الأخيرة بالضغط على حكوماتها لتأييد غير مشروط للحقوق الوطنية الفلسطينية اضافة الى ان المنظمات الأهلية الفلسطينية لم تبلور رؤية واضحة للعمل مع المنظمات الأهلية العربية مما أفقد الانتفاضة الدعم والمساندة الشعبية في العالم العربي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved