* بيروت من طارق شعلة أ.ش.أ:
جاء إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالاستعداد للدخول في مفاوضات جدية مع اسرائيل لتبادل الأسرى بين الجانبين أو التهديد بأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين ليدفع إلى الأضواء مجدداً ملف الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية والذي تسعى إسرائيل إلى المماطلة في بحثه وإنهائه لدفع حزب الله إلى التراجع عن شروطه لإطلاق ثلاثة جنود اسرائيليين احتجزهم الحزب داخل مزارع شبعا اللبنانية المحتلة في جنوب لبنان في أكتوبر عام 2000 وضابط مخابرات إسرائيلي يدعى الحنان تننباوم أسره الحزب بعد ذلك بنحو ثلاثة أشهر.
وقد عكس موقف نصر الله الذي أعلنه منذ يومين في الاحتفال بالذكرى الرابعة عشرة لاعتقال الشيخ عبدالكريم عبيد تمسك حزب الله بشروطه لإتمام عملية التبادل والتي تقضي باطلاق سراح العسكريين الإسرائيليين الاربعة مقابل اطلاق سراحكل المعتقلين اللبنانيين وعددهم نحو عشرين شخصا من بينهم اثنان من قيادات حزب الله هما الشيخ عبدالكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني الذي اختطفته اسرائيل من جنوب لبنان عام 1994 إلى جانب اطلاق سراح عدد معين من المعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية يتم الاتفاق عليه عبر المفاوضات بين حزب الله واسرائيل والتي تتم عبر وسيط الماني.
ورغم المبادرات الكثيرة التى أعلنها أمين عام حزب الله بشأن إتمام عملية التبادل إلا ان إسرائيل تراهن دائما على كسب عامل الوقت وشن حرب نفسية للضغط على حزب الله من خلال عائلات الأسرى والمعتقلين اللبنانيين خاصة مع الحديث عن بوادر اتمام مثل هذه الصفقة على الساحة الفلسطينية في اطار بدء تنفيذ مشروع خارطة الطريق.
ولم يغفل حزب الله استخدام نفس السلاح في الضغط على إسرائيل من خلال عدم الكشف عن مصير اسراها لديه وعما إذا كانوا احياء ام امواتا واشتراطه ان يتم اطلاق سراح عدد من الأسرى مقابل الكشف عن مصير العسكريين الاسرائيليين الاربعة خاصة بعد ان شكك نصر الله في مصير الضابط الاسرائيلي الذي اعلنت اسرته انه مصاب بمرض خطير.
والى جانب معركة الضغوط المتبادلة بين حزب الله واسرائيل فيما يتعلق باستغلال عامل الوقت جاء تهديد نصر الله باستعداد الحزب لأسر عدد آخر من الجنود الإسرائيليين لاتمام عملية التبادل الكاملة ليهدد بتحريك جبهة الجنوب اللبناني بعد ان شهدت هدوءاً ملحوظا طوال الفترة السابقة.
وعلى الرغم من محاولات المسؤولين الإسرائيليين التقليل من اهمية التهديدات التي اطلقها امين عام حزب الله إلا ان التقارير الإعلامية الاسرائيلية عكست ضرورة التعامل بجدية مع هذه التهديدات انطلاقا من المصداقية التى يتمتع بها حزب الله وقدرته على تنفيذ مايعلنه من مواقف.. وهو ما أيدته كذلك تقارير الاستخبارات الاسرائيلية من وجود امكانية لقيام حزب الله بأسر جنود اسرائيليين عبر قرية الغجر الحدودية.
واشارت التقارير الاعلامية الاسرائيلية إلى ان عناصر حزب الله لاتتوقف عن جمع المعلومات عن تحركات الجيش الاسرائيلي في المنطقة الحدودية.. محذرة من ان نصر الله ما كان ليطلق تحذيرا في الهواء إلا بعد التحضير لعملية اسر يمكن ان يتم تنفيذها قريبا.
|