أوبريت الجنادرية القادم والتحدي الجديد

  * كتب - د. محمد الدربي:
جاء في بعض الصفحات الفنية لبعض الجرائد المحلية خلال الأيام السابقة تكليف الفنان القدير الملحن محمد إبراهيم المغيص لأوبريت افتتاح مهرجان الجنادرية القادم الذي كتب عرسه الشعري سمو الأمير المبدع خالد بن سعود الكبير.
مهرجان الجنادرية حدث سنوي مهم أصبح من الأهمية بحيث أن التجهيز له بمستوى يليق به كحدث يتطلب توفر عناصر النجاح والتجديد والتقديم بثوب متطور عام بعد عام، وكان الله في عون القائمين عليه.
حقق المهرجان نجاحات ولا شك في هذا، ولكن ظهرت بعض الجوانب فيه تأخذ منحى التكرار في وقت تريد الناس أن ترى الجديد والتطور وأن يكون لباس المهرجان في عيده السنوي حلة قشيبة تختلف عن سابقاتها ويقدم فيه ما يبهر المشاهد.
وعادة ما تكون أول فقرات المهرجان عنواناً وتعطى الانطباع الأولي.
فإذا كان أوبريت الافتتاح هو الاستهلالة الأولى فاختيار لبناته (شعراً وتلحيناً وأداء). من المهام التي يجب أن توفر الانتقاء والاتقان الكبير لها.
وظهر أن اختيار القائمين على المهرجان لابداع الشاعر الأمير خالد واختيار الملحن محمد المغيص جاء بعد دراسة عدة نصوص وقدرات تلحينية آخذين بعين الاعتبار المعايير التي يؤمل أن تكون عند مستوى الحدث.
فالصورة الشعرية وإن لم يتح لنا الاطلاع عليها الآن يفترض أن تكون ذات ومضات إبداعية غير نمطية تلامس عبق ورائحة التاريخ الزكية للوطن المعطاء وآنية البناء، ومن جهة أخرى على الملحن محمد المغيص هذا الشاب الذي قدم ألحاناً غاية في الجمال لأسماء كبار من فنانين سعوديين وخليجيين وعرب وجاء بأثواب وتراكيب لحنية غنائية إبداعية وجمل موسيقية جديدة أن يطرز نتاج الشاعر ويظهر جمال كل مفردة وفكرة يحملها شطر أو بيت من القصيدة أو النص الشعري.
فنرى أن المهمة شاقة والكل ينتظر الزخات الإبداعية والجديد من الفنان محمد المغيص، ونزعم أن كثراً من قدرات محمد لم تستثمر بعد، فلدى هذا الفنان من سماعنا لانتاجه مقامات متنوعة تعززها خبرة ثرية في هذا المجال لم تتح له معوقات الساحة أن تثير الانتباه في الماضي.
ونظن أن هذه فرصة سانحة أمام الفنان محمد لكي يحلق بالأوبريت وبالمتلقي في سماء المقامات والايقاعات ليستنطق المعاني والصور الجمالية لمكونات النص الشعري المتألق ويبتدع ما يسجل له التاريخ.
باختصار عليه أن يقدم شيئاً آخر هذا العام، فهل يفاجأ الكل؟ هذا هو السؤال.. وقد سبق أن فاجأ الساحة الفنية بابداعاته.
نتمنى لسمو الأمير خالد وللفنان محمد ومن سيقوم بأداء الأوربريت من فنانين كل توفيق وسداد فهم أمام تحد غير سهل.