يتفق السواد الأعظم من الكتبة والأدباء على أن قيام الكاتب بجمع ما نشر له من مقالات وبحوث في الصحف وضمها في كتاب هو عمل يمكن تصنيفه على أنه لا يدخل ضمن مسار خدمة الأدب على أساس أن مادة مثل هذا الكتاب غالباً ما تكون وقتية تفقد قيمتها بمرور أيام على نشرها في الصحف.
هؤلاء في رفضهم لمثل هذا النوع من الكتب محقون من زاوية افتقاد المؤلف - بفتح اللام - للجهد الذي تحتاجه الكتب التي تسعى بالفعل إلى تحقيق الفائدة للجميع.. ذلك لأن الكتابة الصحفية عادة ما يأتي معظمها بحكم السرعة التي تكتب بها غير شاملة..
ولا تصور قدرة الكاتب في صياغة الكلمة.. دعك من موافقتها منطقيا لما يتفق عليه الجميع.
لكني أرى من زواية أخرى أن مثل هذه الكتب مفيدة بعد أن يكون قد مر على صدورها فترة طويلة.. في إعطاء القارئ فكرة عن الأسلوب الذي كان يسيطر على الحياة أثناء كتابة مادة الكتاب.. ما هو تفكير الناس.. ما مدى موافقته لتفكيرنا اليوم .. كيف كانت الصحف تصدر.. باختصار مثل هذه الكتب تعتبر تاريخا لجانب قد لا يهتم به المؤرخون.
وإذن فإن التقليل من قيمتها وإن كان يبدو منطقياً من جهة.. فإنه من جهة أخرى ليس كذلك.. ولذلك وجب علينا أن نفكر في ماهية الفوائد التي نحصل عليها بصدور مثل هذه الكتب.. وأن نطالب الراغبين بجمع مقالاتهم الصحفية في كتب.. أن يحسنوا الاختيار مما نشرته الصحف لهم.. وأن تراجع بدقة لاستكمال النقص قبل صدور الكتاب.. حتى يأتي العمل متكاملاً ومرضياً للجميع.
مجرد رأي في موضوع قد يكون هناك من ناقشه بشكل أكثر تكاملاً.
|