من المعلوم ما للاسعافات الأولية، من أثر في تخفيف الألم على المصاب، والمساهمة كذلك في عدم تفاقم الجروح، وكيفية إعطاء التنفس الصناعي في حالة الاختناق، وكذلك العمل على تطهير الجروح وتعقيمها بسرعة، ما يساهم بلا ريب في عدم تعرضها للجراثيم المؤذية والتي تجد ملاذا آمناً فيها، وقد تصعب محاربتها عندما تتوغل داخل الجسم، بينما إمكانية عدم دخولها قد تكون متاحة متى ما روعي هذا الجانب. والحروق ايضا والكريمات التي يجب استعمالها في هذا الصدد.
وتجدر الإشارة الى نقطة من الأهمية بمكان ألا وهي إعطاء التعليمات والإرشادات السليمة في حالة وقوع الحوادث لا قدر الله، إذ تجد البعض -جزاهم الله خيراً ومن منطلق التعاون والتكاتف والشعور الإنساني النبيل- يساهمون في إنقاذ المصاب وهو في داخل السيارة، وتفكيرهم منصبّ في هذه الحالة في إخراج المصاب من السيارة، ربما خوفا من الاحتراق من جراء احتكاك الحديد بعضه ببعض وتسرب البنزين، وقد تكون عملية إخراج المصاب من السيارة بطريقة غير صحيحة سبباً -لا قدر الله- في حصول الإعاقة وخصوصا إذا كانت الإصابة بالعمود الفقري، ما يتطلب التعريف في كيفية التعامل مع هذه الإصابات وفقاً للإرشادات الطبية بهذا الخصوص.
ولعلي هنا اسوق اقتراحاً الى إدارة المرور في إعطاء درس في الإسعافات الأولية وكيفية التعامل الصحيح مع الحالات آنفة الذكر من قبل أخصائيين في هذا المجال، عند استخراج رخصة القيادة بمعنى أن تكون من ضمن الأساسيات في تعلم القيادة من دلة، والحث أيضاً من خلال النشرات التوعوية على ضرورة حمل حقيبة إسعافات أولية صغيرة في السيارة.
ولما كانت الإسعافات الأولية تشكل عاملاً مساعدا في التخفيف من تفاقم الإصابات، والاستفادة من الوقت في هذا الجانب، فإن إعطاء هذه الدروس في الإسعافات الأولية -وتحديدا في إحدى المراحل الدراسية- له ابلغ الأثر كإجراء احترازي، ولنتذكر دائما أن السرعة في القيادة كالغوص في أعماق بحر مليء بأسماك القرش الفتاكة.
سائلاً المولى عز وجل أن يغنينا عن الاسعافات صغيرها وكبيرها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
|