يستخدم مصطلح التعليم الموازي للتعبير عن برامج تعليمية ذات طابع متميز عن التعليم المتعارف عليه ففي وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية يقصد بالتعليم الموازي التعليم بمدارس تحفيظ القرآن الكريم، ومعاهد وبرامج التربية الخاصة، والمدارس الأهلية ومراكز محو الأمية وتعليم الكبار، والمدارس الليلية ومدارس التعليم الأجنبي. كذلك فإن بعض الدول المجاورة تقوم باستخدام مصطلح التعليم الموازي للتعبير عن التعليم المهني والتدريب الفني، وبالرغم من اختلاف وجهات النظر حول ما يقصد بالتعليم الموازي، الا ان هذا ما ذكرته ورقة عمل قُدمت للمؤتمر الثالث للتعليم المستمر حول برنامج التعليم الطبي الموازي بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة. حيث يقصد بفكرة التعليم الموازي الجامعي قبول الطلاب خارج العدد المحدد بنظام المفاضلة العامة، اذ يتمكن الطالب المستوفي لشروط القبول من التسجيل في التخصص الذي يرغب فيه مقابل اجور محددة فاعتماد الجامعات على اسلوب المفاضلة في القبول أدى الى وقوع كثير من الطلاب في اشكاليات أبعدتهم عن رغباتهم، خاصة أولئك الذين تحصلوا على معدلات عالية، ففضل بعضهم الانتقال للدراسة خارج الوطن.
وتمثل دراسة الطب وفروعه عبئاً ثقيلاً على الموارد البشرية والمالية في الجامعات والمؤسسات التعليمية الاخرى ويرجع السبب في ذلك الى ما يجب توفيره من امكانات مختلفة ومتعددة بدءاً من الفصول الدراسية والمعامل التعليمية وأسرة المستشفيات التعليمية اضافة الى الكوادر البشرية لتأهيل الدارس للحصول على درجة علمية مهنية في الطب البشري وهذا ليس بمستغرب خاصة ان الطبيب في مهنته يتعامل مع الانسان نفسه لمعالجته في مرضه ووقايته في صحته ويظل اعداد كوادر الاطباء والطبيبات هاجساً في كل مجتمع وكل دولة نظراً للاحتياج الدائم لتوفير الاعداد اللازمة من هذه الكوادر لخدمة فئات المجتمع المختلفة.
وتذكر الورقة ان نسبة الخريجين في كليات الطب 4% من اجمالي مجموع الخريجين سنويا ويبقى الاقبال الكبير على تعلم مهنة الطب من افراد المجتمع بكل فئاته بصورة لا تمكن كليات الطب القائمة حاليا من استيعاب الاعداد الكبيرة المتقدمة لها من خريجي الثانوية العامة والمستوفين لشروط القبول في هذه الكليات، مما يدفع الكثيرين للسفر الى الخارج لدراسة الطب وتحمل النفقات الباهظة والتحويل الى كليات اخرى لا تتوافق وميول هؤلاء الخريجين.
ولأهمية ايجاد حلول عملية ومساهمة في حل مشكلة القبول في كليات الطب في الجامعات السعودية فقد قامت كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز باستحداث برنامج التعليم الطبي الموازي بناء على ما هو متوافر من امكانات انشائية كبيرة بالمركز الطبي والاستفادة من هذه الامكانات بطرق مثلى وكفاءة عالية وذلك لزيادة القدرة الاستيعابية بالكلية من خريجي الثانوية العامة والمستوفين لشروط القبول بالكلية وذلك مقابل اجور محددة تستخدم لدعم البرنامج بكادر تعليمي متكامل وتوفير الميزانية التشغيلية المطلوبة. ويغطي برنامج التعليم الطبي الموازي بكلية الطب والعلوم الطبية ست سنوات دراسية بعدد 198 وحدة دراسية بالاضافة الى سنة الامتياز التي يقضيها الطالب في التدريب السريري يمنح بعدها درجة البكالوريوس في الطب والجراحة.
وبرنامج التعليم الطبي الموازي مطابق للبرنامج الاساسي لدراسة الطب البشري بكلية الطب والعلوم الطبية، حيث يدرس الطلاب في السنة الاولى علوم الاحياء والكيمياء والفيزياء بالاضافة الى اللغة الانجليزية وفي السنة الثانية والثالثة يقوم الطلاب بدراسة مواد العلوم الطبية الاساسية بينما تبدأ دراسة العلوم السريرية في السنة الرابعة بالمستشفى الجامعي مع ربطها بالعلوم الطبية الاساسية وطب المجتمع، اما في السنتين الخامسة والسادسة فيتم التركيز على اكتساب المعرفة والمهارات السريرية وبهذا نرى انه من خلال هذا الاسلوب سيستطيع الطلاب والطالبات الراغبون في دراسة الطب البشري ولا يجدون لهم فرصا للقبول في كليات الطب بجامعات المملكة من تحقيق آمالهم وطموحاتهم، عوضاً عن السفر والاغتراب او تغيير الرغبة.
وعلى الله الاتكال..
| 
