* جدة - سامية محمد العباسي:
من منا لا يتمنى أن تكون اجازة سعيدة هانئة يقضي جميع اوقاتها في سعادة وسرور مع اسرته واقربائه واصدقائه، الواقع اننا جميعا نتمنى ذلك ولكن هل دائما تأتي الرياح بما تشتهي السفن؟
والواقع ايضا انه مع التغيير المستمر في حالة الطقس خلال هذه الفترة من العام فان البعض منا - لا قدر الله - قد يتعرض لمرض الانفلونزا خلال اجازته، وما اود أن اشير اليه هنا هو تصريح الدكتورة نسرين بدر المدير الطبي لشركة روش بالمملكة من انه وبعد نشر اول بحث علمي من نوعه على مستوى المملكة حول مرض الانفلونزا، فقد كشف هذا البحث عن حقائق هامة تستوجب الاهتمام والانتباه، لاسيما في ظل غياب الاهتمام والوعي الكافي بهذا المرض.
تقول الدكتورة نسرين انه على عكس الاعتقاد السائد بين كثير من الناس بأن الانفلونزا احد الامراض العابرة المصحوبة ببعض الامراض البسيطة والتي سرعان ما تزول ويتعافى منها الفرد فقد اشار التقرير الى أن هذا الاعتقاد ينطوي على سوء تقدير كامل لطبيعة واضرار هذا المرض الذي يصيب واحدا من بين كل عشرة اشخاص بالغين في العالم وطفلا من بين كل ثلاثة اطفال.
لذا فان الانفلونزا مرض خطير يؤثر على الجميع كبارا وصغارا، خاصة اولئك المصابين ببعض الامراض المزمنة مثل الربو والسكر وهو مرتبط بنسبة غير قليلة من الوفيات على المستوى العالمي وان رفع مستوى وعي العامة بهذا المرض وتنظيم حملات التطعيم من شأنها تخفيف اضرار هذا المرض.
وتضيف الدكتورة نسرين جاء في التقرير المشار اليه أن الانفلونزا تأتي في مقدمة الاسباب الرئيسية وراء تغيب نحو 10% من القوى العاملة عن العمل في مختلف دول العالم، وجاء بالتقرير بعض الاحصائيات منها على سبيل المثال ان الحكومة الفرنسية تنفق زهاء 290 مليون يورو سنويا على علاج هذا المرض الذي يؤدي الى خسائر اقتصادية مصاحبة تقدر بحوالي 2180 مليون يورو سنويا.
كما أن منظمة الصحة العالمية تحث الجهات الرسمية ذات العلاقة في كافة دول العالم على اتخاذ كل الحذر والحيطة، وفي هذا الاطار اصدرت المنظمة في العام 1999 ورقة عمل تتعلق بخطة الاستعداد لمواجهة الانفلونزا، على أن يتم تعديلها بما يتماشى مع اوضاع ومتطلبات كل دولة على حدة.
وأضاف ان الطفرة الهائلة التي حققتها صناعة الادوية تمثل احد الاسلحة الفعالة في الحرب ضد فيروس الانفلونزا، وان توسيع نطاق حملات وبرامج التطعيم من المرض والاستفادة من الادوية الجديدة تعتبر من العناصرالرئيسية لمكافحة الانفلونزا، وبينما يمثل التطعيم اول خطوط الدفاع والوقاية من فيروس الانفلونزا فان فعالية الادوية الجديدة ستقلص ولاشك من حدة الاعراض المصاحبة لفيروس الانفلونزا ومدة الاصابة به.
وفي ختام تصريحها للجزيرة قالت الدكتورة نسرين بدر المدير الطبي لشركة روش بالمملكة انه بتزامن اصدار هذا التقرير الهام فان هناك سباق على نشر الوعي بمرض الانفلونزا ومخاطره على النحو اللازم والحث على تضافر كل الجهود المبذولة من قبل جميع الجهات المعنية للسيطرة على المخاطر والاضرار الجسيمة التي يحدثها هذا المرض ف يكافة انحاء العالم.
وهذه الحقائق التي جاءت في هذا التقرير والبحث العلمي اكده الاستاذ الدكتور جف براور الذي قام بزيارة المملكة مؤخراً واستضافته شركة روش حيث القى محاضرة اشار فيها الى النهضة العلمية بالمملكة وكذلك التقدم الذي طرأ في كافة المجالات.
من جانبه قال الدكتور براور في حديث للجزيرة ان بعض ابناء المملكة يتعرضون لمرض الانفلونزا بصفة مستمرة نظرا لانها تستقبل المعتمرين والحجاج طوال العام من كافة دول العالم حيث توجد بعض الدول التي ينتشر فيها المرض ومن ثم يسهل انتقاله الى المواطنين بالمملكة ومن هنا يجب اتخاذ كافة الاحتياطات للوقاية من مرض الانفلونزا.
|