* نيويورك من جرانت مكول رويترز:
رجلان وطنهما فلسطين لكنهما يبحثان الآن عن وطن يؤويهما أو مكان يذهبان إليه.
المحاسب محمد بشير والناشط السياسي فاروق عبد المعطي.. فلسطينيان لا يشتركان في شيء سوى تاريخهما الطويل المعقد مع سلطات الهجرة بالولايات المتحدة واعتقالهما أكثر من عام في السجون الامريكية.
أمر قضاة الهجرة بابعادهما ولكن حتى الآن لم تجد السلطات الامريكية دولة في الشرق الاوسط أو غيره تزودها بوثائق سفر.
قال بشير «44 سنة» الذي ولد في مخيم للاجئين بجنوب لبنان ولكنه عاش نصف حياته في الولايات المتحدة «كل دولة خاطبوها أو بعثوا إليها برسالة رفضت قبولي لأنني لاجئ».
أضاف وهو يتحدث من مركز للاعتقال بالقرب من بافالو بنيويورك «كل ما أريده العودة إلى كاليفورنيا حيث عشت 23 عاماً واستعادة عملي وحياتي».
جاء بشير إلى الولايات المتحدة في 1981 كطالب وطلب اللجوء هربا من الحرب الأهلية في لبنان وتزوج امرأة أمريكية المولد وأصبح مقيماً دائماً.. ولكن خلافاً زوجياً غير حياته.
وأمر قاض بابعاده بعد اتهامه باختطاف ابنه إلى لبنان. قال بشير انها مسألة شخصية. اعتقل ثلاث سنوات وأطلق سراحه في يوليو تموز 2001 بشرط ان يمثل أمام السلطات بانتظام.
وقال بشير انه في جو ما بعد 11 سبتمبر ايلول اعتقل آلاف العرب والمسلمين وانه اعتقل مرة أخرى في يناير كانون الثاني 2002 لانه لم يجب على استدعاء رسمي رغم انه كان يعالج من مرض بالكلى في مستشفى.
وقال مسؤولون امريكيون انهم سيواصلون الضغط على لبنان لتزويده بالأوراق المطلوبة.
قال نيل كلارك من مكتب الهجرة والجمارك التابع لوزارة الأمن الوطني «لبنان بالذات أصدر أوراق سفر مرتين من قبل».
وفي ابريل نيسان قالت القنصلية اللبنانية في نيويورك انها لا تستطيع تزويد بشير بأوراق سفر جديدة لانه لاجئ فلسطيني.
ويطالب بشير وعبد المعطي بإطلاق سراحهما بموجب قرار المحكمة العليا في يونيو حزيران 2001 الذي يسمح باطلاق سراح المعتقل بعد ستة أشهر إذا لم يجد دولة تقبله.
وتشير إحصائيات حكومية انه تم الإفراج عن 1434 معتقلا من مجموع 2540 في السنة المالية 2002/2001.
ولا توجد سجلات خاصة للفلسطينيين لانهم عادة يدرجون تحت لبنان أو مصر أو اسرائيل.
قال كلارك انه يمكن الافراج عن بشير وعبد المعطي «إذا وصل الأمر إلى اننا لا نستطيع الحصول على أوراق سفر لهما حاليا أو في المستقبل القريب».
وجادل نشطاء من أجل حقوق الانسان ان هذه الجهود قد فشلت ولذلك يتعين الإفراج عن الرجلين.
قال ديفيد ويلسون الناشط في نيويورك وزميل عبد المعطي «الاعتقال الخاص بالهجرة ليس عقوبة أو تعذيبا أو حكما بالاعدام، كما انه ليس حكما بالسجن مدى الحياة».ويقول عبد المعطي الذي سجن من قبل لادانته في جرائم ايذاء «انهم يغتالون شخصيتي».
وعند اعتقاله في ابريل نيسان 2002في نيويورك كان يعمل في محطة إذاعة يسارية تسمى «باسيفيكا» يتحدث فيها عن الصراع العربي الاسرائيلي.
|