* القاهرة الوكالات :
دخلت الهدنة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية أمس شهرها الثاني لكن عشرات الخروقات الاسرائيلية تهدد بتدميرها في الوقت الذي بدت فيه اسرائيل عازمة على تدمير كامل عملية السلام القائمة على خارطة الطريق من خلال إقامة المزيد من المواقع الاستيطانية.
وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية أمس الثلاثاء إن مستوطنين في الضفة الغربية أقاموا ثمانية مواقع استيطانية دون الحصول على تصريح منذ قمة العقبة في شهر حزيران يونيو الماضي.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن قادة حركة السلام الآن اليسارية الاسرائيلية قولها إسرائيل أقامت 60 موقعاً استيطانياً جديداً منذ شهر آذار مارس عام 2001 بينها ثمانية مواقع أقيمت بعد قمة العقبة.
وأضافوا إن المستوطنين أقاموا خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة موقعاً استيطانياً جديداً في منطقة مستوطنة «عيلي» وأطلقوا عليه اسم «جبل طنطور». إلا أن الحركة أشارت إلى أن إسرائيل أزالت ثمانية مواقع أخرى.
وكانت إسرائيل قد تعهدت مع الفلسطينيين أمام قمة العقبة بالتهدئة والبدء بإجراءات بناء الثقة تمهيدا لتطبيق خارطة الطريق وبدأت بالفعل في إخلاء مستوطنات غير قانونية إلا أن هذا الإجراء يواجه عقبات تتمثل في رفض المستوطنين الإخلاء وانتقادات اليمين الاسرائيلي المتشدد «للتنازلات».
ومن جانب آخر أعلنت حركتا المقاومة الاسلامية «حماس» والجهاد الاسلامي أمس الثلاثاء ان اسرائيل ارتكبت أكثر من سبعين خرقاً للهدنة المعلنة منذ شهر وأكدتا ان الاستمرار في هذه الخروقات يعرض الهدنة إلى الانهيار.
وقال اسماعيل هنية القيادي في حماس لوكالة فرانس برس انه «مع مرور شهر على إعلان الهدنة لم يلتزم الاحتلال الاسرائيلي بشروط الهدنة تحديدا في قضية الأسرى والمعتقلين».
وحذر من ان استمرار الخروقات «يعرض الهدنة إلى التقويض» مشيراً إلى ان عدم استجابة اسرائيل بالافراج عن كل المعتقلين «يشكل ضرورة لتجديد الاجماع
الفلسطيني على اتخاذ القرار المناسب بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني ويقطع الطريق على المناورات الاسرائيلية».
وأكد هنية ان حركته «ستقوم بإرسال رسائل إلى الجهات المعنية فلسطينياً وعربياً ودولياً بما في ذلك السلطة الفلسطينية ومصر لابلاغهم بالخروقات الاسرائيلية المتواصلة».
من جهته قال محمد الهندي القيادي في الجهاد الاسلامي لفرانس برس ان اسرائيل «ارتكبت أكثر من سبعين خرقا للهدنة منها عمليات قتل وهدم واقتحامات ومصادرة مزيد من الأراضي ومواصلة الاعتقالات إضافة إلى إقامة ثمانية بؤر استيطانية وإغلاق الطرقات».
وأشار إلى انه «حتى الآن لا يزال الحصار مفروض على الرئيس ياسر عرفات» وتابع ان اسرائيل منذ إعلان خمسة فصائل «المقاومة» الفلسطينية عن الهدنة «اتخذت قراراً بدخول اليهود في الحرم القدسي واتخذ الكنيست قراراً باعتبار الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 أراضي محررة وليست محتلة إضافة إلى جعل قضية الأسرى للمساومة والابتزاز».
وأضاف ان «لقاءات مع محمود عباس (ابو مازن) ستتم مع الفصائل بعد عودته» إلى الأراضي الفلسطينية من المغرب التي توجه إليها بعد الولايات المتحدة.
|