Wednesday 30th july,2003 11262العدد الاربعاء 1 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد مقتل عدي و قصي هل تنتهي المقاومة العراقية ؟؟!! بعد مقتل عدي و قصي هل تنتهي المقاومة العراقية ؟؟!!

* القاهرة مكتب الجزيرة
عتمان أنور طارق محيي:
القى مقتل عدي وقصي صدام حسين في الموصل ظلالا من الشك في قدرة المقاومة العراقية على التواصل وفيما اعربت الادارة الامريكية عن سعادتها لمقتل نجلي صدام وأكدت على ان هذه العملية لها تأثيرها الكبير في الحد من عمليات المقاومة وانها حسب تصريحات بوش الاخيرة سوف تطمئن العراقيين في ان النظام السابق لن يعود للأبد .... قلل المراقبون من تأثير مقتل نجلي صدام على المقاومة مؤكدين انها ستستمر وتتواصل لانها لا ترتبط كثيرا بالنظام السابق وانها مقاومة تشارك فيها طوائف عراقية عدة ضد تواجد الاحتلال والدليل استمرارها فيما بعد حادث الموصل.
حول تأثير مقتل ابناء صدام على المقاومة وهل اقتربت القوات الامريكية من صدام نفسه التقت الجزيرة نخبة من المحللين والمفكرين وخبراء العسكرية.
المقاومة مستمرة
يرى الدكتور مصطفى علوي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان مقتل عدي وقصي نجلي صدام حسين ليس له تأثير على عمليات المقاومة لان هناك اعتقادا خاطئا بأن المقاومة مرتبطة بالنظام السابق ورغم ان هناك بعضا منها مرتبط بحزب البعث الا انه ليس بمقتل نجلي صدام ستنتهي المقاومة، كما ان عملية الموصل الاخيرة ومقتل نجلي صدام فيها يدل على ان امريكا لم تدرس على الاطلاق مرحلة ما بعد الحرب ولم تضع في اعتبارها انها ستلقى مقاومة شديدة بغض النظر عن القضاء على افراد النظام العراقي السابق ام لا، وعلى العكس فان اعمال الفوضى والنهب والسلب التي تمارسها القوات الامريكية دفعت العراقيين للترحم على الايام السابقة رغم ما فيها من ديكتاتورية فالشعب العراقي يريد الحصول على ضرورات الحياة اولا.
والتواجد الامريكي في العراق اعاد للعالم الاستعمار التقليدي ويراه ابسط ابناء الشعب العراقي كذلك لذا لا بد من مقاومة هذا الاستعمار ومن يردد ان نغمة المقاومة مرتبطة بصدام ونجليه والقضاء عليهم هو قضاء على المقاومة مخطئون فعمليات المقاومة سوف تتصاعد لوجود الاستعمار وغياب الاستقرار الأمني من المدن العراقية على الرغم من مضي اكثر من ثلاثة اشهر على سقوط بغداد، ايضا ارتفاع نسبة البطالة وتسريح موظفي الاجهزة الامنية والجيش وموظفي الوزارات السيادية الى جانب طرد اعضاء حزب البعث من الحكومة والقطاعين العام والحكومي، كما ان هناك افلاس عدد كبير من الشركات العراقية بسبب اغراق السوق العراقية بسلع مستوردة ومعفاة من الجمارك وتدني الاجور وقيام بريمر بتشكيل مجلس مؤقت لحكم العراق لا يأبه للعراقيين او معاناتهم وامام كل هذه الامور يشتد عود المقاومة وتتواصل امام التواجد الأمريكي.
قلق أمريكي
اما اللواء زكريا حسين عميد اكاديمية ناصر الاسبق فيقول انه رغم ترحيب الادارة الامريكية وسعادتها بمقتل نجلي صدام حسين الا ان هذا لايعبر عن راحة حقيقية لأمريكا من ان المقاومة انتهت فهي تدرك جيدا ان المقاومة ضدها في العراق ليس لها صلة كبيرة بأفراد النظام السابق وواقعة مقتل نجلي صدام حسين التي اعلن عنها تؤكد على ذلك، فقد تمت عملية اقتحام المبنى المختبئان فيه بعشرات الجنود والدبابات والآليات المدرعة وسقط جرحى كثيرون في القوات الامريكية وقتل ثلاثة جنود مقابل اربعة قتلى بينهم نجلي صدام بينما المقاومة العراقية لا تنتظر الهجوم عليها فهي التي تبادر بهجوم القوات الامريكية وشن الغارات عليها، كما ان هناك هجومين وقعا على القوات الامريكية بعد مقتل نجلي صدام ومن هنا فان المقاومة بشكل عام لا ترتبط كثيرا بالنظام السابق وهي منظمة واعتقد انها تضم عناصر متعددة وليس القوات المسلحة فقط، كما اعتقد ان عنصر التنظيم فيها راجع لوجود افراد من القوات المسلحة فيها كذلك وجود عناصر مخابراتية من النظام السابق فالافراد المقاومون مدربون ويمتلكون خبرة تحديد الاهداف والاماكن وهذه المقاومة ستتواصل وتشتد بمرور الايام وهي تقلق امريكا الى حد كبير، فقد صرح بوش مؤخرا اثناء زيارته لجنوب افريقيا انه تحدث مع بريمر عن حقيقة هذه العمليات ضد الجنود الامريكان وكان اجابة بريمر انه لا داعي للقلق وان الشعب العراقي سعيد وكل من بوش وبريمر يعرفان انهما يكذبان لان هذا ينافي الحقيقة فقد استدعى الكونجرس الامريكي رامسفيلد وقام باستجوابه بشكل عنيف لمدة اربع ساعات متواصلة وقد بدا عليه القلق والارتباك كما ان الشارع الامريكي يعيش حاليا حالة من القلق الشديد على الجنود الامريكيين بالعراق.
ومن جانبة يرى السفير وفاء حجازي سفير مصر الاسبق لدى الولايات المتحدة الامريكية انه لن تتوقف المقاومة لمجرد مقتل نجلي صدام حسين فرغم محاولات امريكا ربط المقاومة بصدام ونجليه ونظامه السابق لبعث الخوف لدى الشعب العراقي بعودة الطاغية من جديد الا انها تدرك في قرارة نفسها ان هذا ليس صحيحا فالمقاومة ضد استعمار العراق ونهب ثروات شعبه والدليل على ذلك تأخير أي محاولة لاتخاذ خطوات جدية حتى يحكم الشعب العراقي نفسه ويتحكم في ثرواته بنفسه رغم المطالب العربية الكثيرة التي تدعو بالاسراع بانتخاب حكومة عراقية لتسيير امور الحياة في العراق غير ان امريكا تراوغ كعادتها حتى يتم لها السيطرة وتنفيذ كل مخططاتها.
اما عن محاولات ربط المقاومة بصدام او ان مقتل نجليه سوف يؤثر على المقاومة بالسلب فأقول ان هذه ادعاءات امريكية فالمقاومة ليست عملية عشوائية او مجرد احداث انتقامية وهي مقاومة فاعلة ومتطورة غير محصورة في منطقة واحدة وتتصاعد على كل ارض العراق وقد حاولت الادارة الامريكية كثيرا التهوين من المقاومة العراقية ووصفتها بأنها عمليات عابرة وفردية لا تشكل اية مخاطر على القوات الامريكية ولكن وجدنا الادارة الامريكية اخيرا تعترف بان المقاومة في العراق اصبحت مشكلة خطيرة تواجه القوات الامريكية وانها لو استمرت بهذا الشكل فستحتاج لنوع من المعالجة لذا فتحاول امريكا ارسال تعزيزات وقوات امريكية جديدة ومع تصاعد عمليات المقاومة سيزيد حجم الخسائر الامريكية وتتصاعد النعوش العائدة لأمريكا مما سيثير الرأي العام الامريكي لتنتهي حرب امريكا في العراق بالفشل وستنتصر المقاومة والشعب العراقي في النهاية.
مبالغة أمريكية
ويرى اللواء صلاح الدين سليم الخبير العسكري بمركز الاهرام للدراسات ان مقتل عدي وقصي نجلي صدام حسين قد بولغ في تصويره كنصر لقوات الاحتلال الأمريكي للعراق .. لان عدي وقصي كما يعلم الجميع لا يحظيان بأي شعبية حقيقية بين صفوف العراقيين باستثناء قلة من اهل تكريت.
واضاف سليم ان الاثنين (نجلي صدام) قد لجآ الى مخبأيهما بالموصل منذ سقوط العاصمة ولم يكن لهما أي نشاط يذكر في تنظيم المقاومة في المثلث السني الممتد من بغداد الى تكريت والموصل شمالا والى الرمادي غربا، وقال لا اعتقد ان موتهما يؤدي الى تراجع المقاومة بل انني اظن على العكس من ذلك.. ولكن موتهما يمكن ان يحرك ثأراً قبلياسس وطائفيا بين بعض سكان منطقة تكريت.
وأشار سليم الى ان المقاومة هي رد فعل طبيعي للاحتلال من شعب عانى الظلم في عهد صدام ولا يرضى بالاحتلال بديلا عن ظلم صدام.. خاصة بعد فضح الاكاذيب الامريكية حول تحرير الشعب العراقي ووضوح اتجاهات المحتل الحقيقية من استنزاف البترول ورهن بعض حقوله وامركة المجتمع بضرب القيم الدينية والتراث الاجتماعي والثقافي للشعب العراقي اضافة الى ان معاملة قوات الاحتلال للمواطنين العراقيين فيه اهدار لكرامة الشعب واعتداء على حرمات البيوت وكل هذا لا يقبله العراقيون، موضحا ان قيادات الشيعة بدأت تدرك ان المحتل الأمريكي يتلاعب بها وقد بدأ بالفعل تنظيم بعض عناصر للمقاومة من بين الشيعة الموالية لمقتدى الصدر بوجه خاص.
وأكد سليم ان قاعدة المقاومة الشعبية العراقية ستتسع بانضمام المقاومة الشيعية وقال ان الاسابيع القادمة سوف تشهد بداية حرب عصابات منظمة في العراق، فما حدث مجرد اعمال مقاومة غير منظمة تتسم بالرغبة في الانتقام لسقوط بغداد المخزي ولأسلوب قوات الاحتلال في قمع المواطنين وتشريدهم، مشيرا الى ان حرب العصابات المنظمة توشك ان تستكمل اسبابها ومقوماتها لتبدأ فعلا في مقاومة الاحتلال وبخاصة بعد ان فشل مجلس الحكم المؤقت في الحصول على اية شعبية محلية او اعتراف دولي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved