Wednesday 30th july,2003 11262العدد الاربعاء 1 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلا تردد بلا تردد
شعارات ليست كما ينبغي
هدى بنت فهد المعجل

«صيف الشرقية... غيّر جو».. (جّدة غير).. (مكة خير).. (الطائف أحلى وأحلى).. (وفّر مع الرياض).
شعارات حرصت كل منطقة على تمييز صيفها بها.. وهي خطة مدروسة لم تأتِ جزافاً.. فقد صدرت (ولاشك) عن هيئة استشارية، ولجان سياحية، وترويحية حتى أتى صيف كل منطقة بالصورة التي هي عليه الآن، ربما ترضي الصورة النهائية المنظمين والمصطافين، وربما تحقق نسبة رضا ضئيلة لعلمنا بأن درجات الرضا عن النفس، وعن الآخرين متفاوتة.. ونسبية.. كما أنه ليس بالضرورة أن المصطاف يحرص على حضور جميع فعاليات منطقة ما بما تقدمه من مهرجانات، ونشاطات ترويحية، وتثقيفية، وسياحية، لكنه سيهتم بالفعاليات التي توافق فكره، ورغباته، وتوجهاته، بجانب من هو متكفل بهم من النساء، والأطفال.
ولو حاولنا استطلاع مستوى رضاهم تعبنا إن قصدنا من ذلك كسب رضا الجميع بنسبة 100%.
ولكن..!!
ومن منطلق تنقلي بين مناطق عدة كان لفعاليات الصيف حركة نشطة بها، وقد وافقت الفعاليات، تقريباً، خصوصية كل منطقة.. ولا مست أذواق البعض وأخفقت في كسب رضا البعض الآخر، وهو أمر طبيعي (كما نوهت) ولكن... كيف يكون ذلك؟
فعاليات أغلب المناطق (إن لم تكن كلها) ترفيهية بحتة للأطفال ممثلة في مدن الترفيه والمنتزهات، والمنتجعات والأسواق التجارية. وتركز على الترفيه، واستنزاف الوقت والجيب دون إعمال الذهن، واكتشاف المواهب عدا وسيلة ترفيه لفتت نظري وبكثرة في عدة فعالية في الطائف، على أقرب مثال، هي وجود مسرح الغالب أنه للطفل. لكن كان للرجل دور لا بأس به.
المسرح خدم الطفل.. وإن لمسنا من الأطفال خجل المواجهة، وتردداً في إظهار ما لديهم من مواهب قد تنشط مستقبلاً.
كذلك ترفيه آخر يخدم جسد الطفل، ونشاطه، وقدراته الذهنية من خلال صالة التزلج التي تمكن الطفل والشاب من ممارسة هذه الهواية المحببة لديه، أو اكتشاف هواية جديدة بعيداً عن ألعاب لمسنا خطرها ومدى فتكها بأرواح الأطفال عندما ضمّن الدفاع المدني معرضه صوراً من ضحايا مدن الترفيه.
فالترفيه توجه وجهة لصالح الطفل والشاب، وكشف ما لديهما من مواهب، ومهارات. ولكن كل ذلك يفعله المنظمون على استحياء، وفي نطاقٍ ضيق. وبوسائل بدائية.
لأنه لا حاجة لنا لأطباقٍ ملئت بالزبادي ثم عصبت أعين المتبارين وكلفوا بلعق الزبادي لتنتهي الجولة بفوز أحدهم بعد أن لطخ الزبادي شفاههم، وأنوفهم بهيئة مقززة. علماً بأنها وسيلة ترفيه مستهلكة، قتلت استخداماً.
هذا، وبجانب خدمة الفعاليات للطفل، فإنها بحاجة لخدمة الشاب والفتاة، والرجل والمرأة في زمن ومكان خدمتها للأطفال، وليس تسوقاً فقط، وتفنناً في استعراض أصناف الطهي.
وهي أيضاً الصفة السائدة لأغلب المهرجانات.
... نعم لاننكر أن المهرجان منّا وإلينا، وتصرف عليه مبالغ طائلة لابد من استرداد ولو جزء منها، ولكن بعيداً عن المبالغة في استنزاف الجيوب، والمغالاة في الأسعار.
فعاليات الأمسيات الشعرية كان المتسيد فيها الشعر النبطي.. ربما لأن الجمهور عايز كدا، ولأنه يحاكي الشريحة الكبرى.
فعاليات السهرات الغنائية أخذت حقها في بعض المناطق وغاب دور الأدب والثقافة بأمسياتها الشعرية، والقصصية، والنقدية، لأنه وبحسب تصريح أحد المسؤولين أن لغياب الجمهور دوراً في ذلك، ونلتمس لهم العذر، ونأسف على وضع شبابنا ورجالنا الذين أخفقوا في الموازنة.. وإن كنت أحمد لمهرجان أبها حسن صنيعه، ومداومته على إقامة معرض للكتاب كل صيف.. وحسب علمي أن الحضور طيب.
كما أحمد لنادي القصيم الأدبي في بريدة مساهمته في مهرجان بريدة الترويحي وتنفيذه لمسابقات ثقافية وأمسيات شعرية ولقاءات ثقافية.
وربما لنواد أخرى نشاطات وفعاليات لم أطلع عليها فلي العذر في عدم التطرق لها..!!
لأعود مرة أخرى وأؤكد أن لشعارات صيف مناطق المملكة مغزى شمولياً ولكنه عند التطبيق لم يأت كما ينبغي نتيجة التركيز على فئة عمرية، وشريحة، ومطالب معينة، وأهملت مطالب أخرى قد لا يكون الإهمال متعمداً وإنما ردة فعلٍ سببها جمهور المصطافين.. ولن أخص منطقة فالهدف عام، والفائدة أعم، والطموح عميق والأمل رحب، والصدور متسعة لتقبل رأينا في أن الشعارات ونتيجتها ليست كما ينبغي.

ص.ب 10919 الدمام 31443

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved