لم أكن أرغب الرد على تعقيب السيد صالح المساعد على كلامنا عن مياه الوسيعة.. أقول لم أكن أرغب لقناعتي التامة في أن الأخذ والعطاء في أمور مهمة جدا.. ومع أناس يفتقدون في كتاباتهم المقدرة على المناقشة.. لايمكن ان يجدي شيئاً.. بل ان ذلك قد لا يخدم القضية الأساسية التي ناقشناها يوحي من أخلاصنا.. وحماسنا لهذا الوطن الغالي..
لكنني وجدت - مضطراً - انه لابد من المناقشة لا على أساس الاتيان بجديد من معلومات يمكن الاستفادة منها من قبل المسؤولين في وزارة الزراعة.. ولكن لكي أصحح معلومات الرجل.. واكشف مغالطات ما كنت أود أن يقع بها وهو المسؤول عن تنمية موارد المياه.. بل ولكي يعرف السيد صالح بأنه قد فشل تماما في عرض موضوعه.. لتعمده الخروج عنه إلى أشياء شخصية.. وإلى أشياء لا معنى في حشرها ضمن التعقيب.
من هذا المنطلق اقتنعت في الرد على المذكور.. واعتقد ان السيد صالح يوافقني على انه هو السبب فيما لو خرج النقاش عن نقاطه الأساسية.. بعد ان تعرض برده إلى اشياء لايمكن ان تفسر إلا على أنها محاولة لقفل أي أخذ ورد حول المياه في الرياض..
يقول السيد المعقب بأنني لم أكن موفقا في مقالتي - هكذا بدأ المقال!!- والسبب لأنني على حد تعبيره بنيت المقال على أسس ضعيفة بدليل أنه جاء وبالحرف الواحد في مقالي المذكور «يقال ان وزارة الزراعة قد بدأت بحفر آبار بالمزاحمية وغيرها، وهو - أعني السيد المساعد - يرد على هذه الفقرة بقوله، ان الوزارة لا تقوم بالحقيقة بحفر أي آبار بالقرب من المزاحمية غير ان هذا لا يعني ان الوزارة سوف لا تحفر أبدا آباراً في هذه المنطقة، وأنا شخصيا استغرب ان يكون هناك شبه اتفاق بين ما قلته وما قاله هو ثم يأتي ليتهم بأنني لم أكن موفقا بالمقال..!!
أنا أقول بأنه يقال إن الوزارة قد بدأت بحفر الآبار.. وهو يقول ما معناه بأنها لم تبدأ بعد.. ولكنها ستعمل مستقبلاً.. وهذا يعني ان فكرة حفر الآبار بالمزاحمية موجودة.. وهذا هو موضوع النقاش.. لأنه لافرق بين أن تكون قد بدأت أو ستبدأ.. طالما ان الفكرة قد تأخذ طريقها إلى التنفيذ.. وأعتقد ان الأخ صالح قد ساهم معنا بايضاحه لهذه النقطة لكي نتوجه ثانية إلى معالي وزير الزراعة لمطالبته باعادة النظر في موضوع حفر مياه شرب في منطقة المزاحمية.
جاء في التعقيب المذكور اشارة إلى ان وزارة الزراعة لديها العلم بصاحب التقرير الذي أشرنا إليه في كلامنا اثناء استعراض أزمة المياه بالرياض والطريقة المثلى لحلها.. وقد أثار السيد صالح بإشارته إلى هذه النقطة بالذات استغرابنا وأكثر من علامة استفهام..
ذلك أنه من الطبيعي ان تكون الوزارة على علم برجل أعد تقريرا شاملا عن المياه الجوفية في الشمال الشرقي من المملكة.. بصرف النظر أكان الأخ المساعد على علم بذلك أم لا وإذا كانت الوزارة على علم بمثل هذا التقرير أو النشرة كما يحلو للسيد صالح ان يسميه.. لماذا لانستفيد منها حتى وان مضى عليها خمسة أعوام.. لاسيما وان تقريرا كهذا لايمكن ان يصدر عن مؤتمر البترول العربي الخامس الذي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.. إلا بعد ان أخذ كفايته من النقاش والدراسة من قبل فنيين مختصين بمثل هذا المجال.. الأمر الذي يجب ان يكون العلم به مجالا للاستفادة منه والتقدير لصاحبه.. بعيدا عن النظرة الضيقة والتعصب الأعمى لتقارير لا تخلو من فجوات هي الأخرى.. إذا كنا نأخذ على تقرير السيد على النعيمي أنه يفتقد إلى بعض النتائج التي توصل - بضم التاء - إليها بعد صدور هذا التقرير.
وبينما يقول السيد المساعد ان غالبية آراء الكاتب عن تكوين الوسيعة مستعارة من النشرة السالفة الذكر وهي صحيحة على وجه العموم نجده في فقرة أخرى يتهم هذه الآراء بأنها مبنية على أسس ضعيفة، وفي هذا تناقض واضح لانجد حاجة إلى التعليق عليه.
وإذا كان مدير إدارة تنمية موارد المياه بوزارة الزراعة لايوافقنا على ان الوسيعة قريبة من الرياض.. بل وإذا كان يعترض ان تكون المسافة في حدود مائة كيلو متر بينها وبين الرياض.. إذا كان ذلك موقف السيد المدير.. وهو الذي أشار إلى علمه بالأعمال الهندسية.. وإلى أنه لابد من جهاز هندسي بسيط لقياس الارتفاع لمعرفة المسافة أقول إذا كان ذلك موقف السيد المدير.. هل يستطيع ولا أعنيه بشخصه.. ولكني أريد ذلك من الاخوة الذين أعدوا التعقيب وجاء النشر باسم السيد صالح بعد ان مضى قرابة الشهر على نشرنا للمقال ان يعطونا المسافة الصحيحة لبعد الوسيعة عن الرياض.. خاصة وانه قد جاء بالرد التعرض لهذه المسافة عند الحديث عن عمق تكوين الوسيعة.. على أنها تبعد (110)كم و(130)كم تبعا لتفاوت عمق تكون الوسيعة.. لأن الرد أشار إلى ان هذه المسافة تقديرية.. ومع انها قريبة من تقديرنا فقد تكون موافقة لو جاء الرد دقيقا ومدروساً.
مع شكرنا في إيحاء السيد المساعد لنا بأن نقوم بمراجعة تقارير شركة الزيت العربية الأمريكية «أرامكو» فإننا كنا نفضل لو أحالنا إلى تقارير وزارته بل نكون أكثر تقديرا لشخصه لو زودنا ولو بأحدث التقارير التي قامت باعدادها بمختلف الشركات الاستشارية الأجنبية التي عملت لحساب وزارة الزراعة لأن تقارير أرامكو قد لا تنسجم كلها مع مايرمي إليه الأخ المساعد هذا من جهة وإلى أن أرامكو من جهة أخرى ليست بحاجة إلى خروج للتقارير التي تعدها لأنها ترسل مثل هذه التقارير تعميما للفائدة إلى جميع الصحف المحلية وإلى كل الجهات التي يعنيها أو يهمها مثل هذه التقارير.
يقول الأخ المساعد بأن تكوين الوسيعة لم يستغل حتى الآن ولكن النية تتجه للاستفادة من هذا التكوين واستغلاله لتأمين مدينة الرياض بالمياه.. ونقول من جانبنا تعليقا على هذه الفقرة من التعقيب.. وما الداعي اذن إلى التحامل الشديد.. والعنف في الرد.. على ما كان قد نشر لنا من حوار حول أزمة المياه بالرياض.. وإمكانية الاستفادة من تكوين الوسيعة في مد الرياض بحاجتها من الماء.. طالما لديك معرفة بأن النية تتجه للاستفادة من هذا التكوين.. وهو ما كنا ندعو بالحاح إليه.. مجرد سؤال ليس إلا..
وفي الرد تأكيد على ان «تكوين الوسيعة لايحول دون قيام الوزارة بالبحث والدراسة لمعرفة ما إذا كان هناك أي مصدر آخر للمياه قد يكون أقل تكلفة من تكوين الوسيعة ومع أننا لم نطالب الوزارة بعدم القيام بمثل هذا البحث أو تلك الدراسة فإننا أيضا نرى ان البحث والدراسة لايحولان دون الاستفادة من تكوين الوسيعة كمصدر مائي هام لأن الجهات المسؤولة قد توصلت إلى معلومات مهمة عنه قد يحتاج الحصول على مثلها إلى المصادر الأخرى مدة طويلة تزيد في تعقيد المشكلة.
قبل ان أضع الكلمة الأخيرة في هذا الرد أود ان أنبه الأخ صالح المساعد إلى ان الرد كان يمكن ان يكون مقبولاً في بعض فقراته لو كان مهذبا.. وصيغ بقلم واع لديه تجربة في المناقشة الهادفة والحوار المفيد.. خاصة وان معالي الوزير قد جعل الرد على الصحافة من مسؤوليات مكتب الإعلام.. قناعة منه بأن ذلك هو التصرف السليم لعدم تشويه سمعة الوزارة.
|