Tuesday 29th july,2003 11261العدد الثلاثاء 29 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الفتوى بين العلم والجهل الفتوى بين العلم والجهل
منصور ابراهيم الدخيل / مكتب التربية العربي لدول الخليج

في السنوات الأخيرة اصبح الكثير ممن يدعون انهم ينتسبون الى العلم يتسارعون الى الفتوى وبكل سهولة علما بأنهم ينقصهم المنهج العلمي الذي يتبعه العلماء فلهذا نجد فئة ليست قليلة في المجتمعات الاسلامية تصدر بعض الفتاوى في المجالس ولا سيما بين العامة من الناس واذا تمعنت في هؤلاء تجدهم ليسوا في المستوى العلمي الذي يؤهلهم لذلك بل البعض منهم تتلمذ على الكتب والاشرطة السمعية والفضائيات وهذا بلاشك هو عين الجهل لاننا لو تتبعنا التأصيل الاسلامي في الفتوى لوجدنا صحابة رسول الله رضوان الله عليهم يتحرجون من الاجابة عند وجود من يكيفهم وهذا ما قاله عبد الرحمن بن ابي ليلى وهو تابعي جليل، قال «ادركت عشرين ومائة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الانصار اذا سئل احدهم عن الشيء احب ان يكيفيه صاحبه وقد روى مالك عن يحيى بن سعيد انه قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: «ان كل من افتى الناس في كل ما يسألونه عنه لمجنون» وقال سحنون بن سعيد «اجسر الناس على الفتيا اقلهم علما» كذلك في حديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم «نصه ما يلي فعن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اي البلدان شر قال لا ادري فلما اتاه جبريل عليه السلام قال يا جبريل اي البلدان شر قال لا ادري حتى اسأل ربي عز وجل فانطلق جبريل عليه السلام ثم مكث ما شاء الله ان يمكث فقال يا محمد انك سألتني اي البلدان شر فقلت لا ادري واني سألت ربي عز وجل اي البلدان شر فقال أسواقها.
فأين نحن من المدرسة النبوية التي فيها العلماء وفيها تلاميذ الرسول صلى الله عليه وسلم ولديهم العلم الغزير ومع ذلك لم يتجرؤا على الفتيا كما هو الحال الآن وهذا امر خطير جدا يجب التصدي له من قبل العلماء في العالم الاسلامي ومجمع الفقه الاسلامي لان انتشار التسرع في الفتوى هو الجهل بعينه لان فاقد الشيء لا يعطيه علاوة على ما تسببه من فرقة بين ابناء الامة ولنا في سلف الامة كما اسلفت القدوة في ذلك هذا ما نرجوه.
المرجع: العلم بين يدي العالم والمتعلم

الشيخ جاسم محمد مهلهل

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved