Tuesday 29th july,2003 11261العدد الثلاثاء 29 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الإنسان.. والعزلة الاجتماعية الإنسان.. والعزلة الاجتماعية
محمد بن سعود الزويد / الرياض

العزلة الاجتماعية هي الشيء الذي لا يمكن أن يطبَّقه أي إنسان والانسان أنيس بطبعه لا بتطبّعه لذلك سُمِّي بالانسان لأنه يأنس الالفة والمشاركة والتواصل ولا تروق له العزلة الاجتماعية التي لم تكن يوما من المسلمات التي تبنى عليها الحياة الاجتماعية، فالتعايش يتطلب ان يكون هناك قدر من الارتباط الاجتماعي بين البشر، ومن خلال هذا التعايش يجد الانسان ذاته، وينمط افكاره بما يستلهمه من تفاعله مع المحيطين به كما انه ومن خلال اللقاءات والاجتماعات والمناسبات الاجتماعية يدعم مخزونه وإطاره المرجعي بحصيلة من الخبرات والمعرفية المبنية على التجربة ومما يميز البشر على اختلاف ألسنتهم وطرائقهم في تناول مفردات الحياة الاجتماعية هو نسبة القبول والتقبُّل بين الافراد في المجتمع الواحد من حيث ماهم عليه لا كما يجب أن يكونوا عليه كافتراض هيئة أو لهجة أو رأي وفي ديننا الاسلامي الحنيف ربعة شاسعة من الدعوة الى اللقاء والتعاطي بين الناس في معاشهم ومعادهم فابتداء المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يخذله وفي كل عصر وجيل وزمان وحقبة تنوعت مصادر الاطلاع على المجتمعات، الاخرى وفي هذا الزمان والمكان فتحت أبواب لا طاقة للمجتمعات البدائية بها من فوج بل افواج من المعلومات والتغيرات غثها وسمينها تجاوزت في حدود سيطرتها نفسها الى غيرها ولعل من المعروف والدارج ان ظهور الافكار السلوكية اللانمطية بين المراهقين وصغار السن من الجنسين تبدأ مع بدايات اللحظات الاولى للعزلة والوحدوية وهذا منشأ الخطر فالعديد من الافكار والسلوكيات بدأت تنسج خيوطها الاولى، العزلة والانفراد بسبب التغلغل مع النفس والتمادي بالخيالات الواسعة مع صعوبة التعامل مع نتائجها السلبية على نفسية الفرد وجهله بوسائط التخلص منها، او من بعضها الذي قد لا يحمد ضرره لذا فإن دمج الطفل مع أقرانه في سن مبكر من اولويات التعامل الصحي مع نفسية الطفل مع مراعاة الصحبة التي تكون في مستوى العمر والقابلية للتعامل بالمثل مع عدم الاخلال بدعم الوالدين، إذ يعتقد البعض أن الرفاق او الشارع او المدرسة في مرحلة متقدمة هي الكفيل بتربية الطفل وتعليمه الخطأ من الصواب وهذا بحد ذاته انعزال عن منهجية التعامل الوسط مع قضية بحجم ادراك الطفل ومساحة التأثير فيه كما ان حجب الطفل عن اقرانه بحجة الخوف المفرط عليه ان كان من الاذى او الحسد كما يطيب للبعض تعليله من اسباب نشوء الطفل انعزاليا في محيط في أحايين كثيرة فتجد الطفل الانعزالي يتفاجأ دائما بما يراه لأول مرة وخصوصا اذا كان ذلك في وقت متأخر من طفولته وهذا سوف يجعل الطفل أمام أمرين إمَّا استنكار ذلك وعدم استطلاعه أو البحث فيه من المشاهدات اليومية أو التي تكون بمثابة الخبرة المعرفية له أو انه سوف يجهد نفسه في تفسير هذه او تلك الظاهرة مما قد يروقه ويثقل على والده، ولا يتجاوز الطفل في البحث عن الخبرات المعرفية واكتشاف مهاراته ورغباته الا من خلال سعيه وسعي المحيطين به لذلك أو تكشُّف هذه المهارات تلقائيا مع الوقت وأيّاً كان فإن من خيوط النضوج الفكري الصحي أو دمج الطفل مع أقرانه في الوقت المناسب وبالقدر المناسب لمستواه العمري.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved