منذ بضعة أيام شرف صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفل تخريج أول كوكبة من طالبات كلية دار الحكمة الأهلية للبنات بمدينة جدة.
* ورغم مشاغل سموه الكريم والمهام الجسام الملقاة على عاتقه إلا أنه لم يتردد في قبول دعوة القائمين على مجلس إدارة الكلية والرغبة الملحة لأولياء أمور الخريجات في أن يشاركهم سموه فرحة التخرج خاصة أنها أول دفعة من خريجات الكلية.
* وقد شاهدت الحفل من خلال شاشة التليفزيون وانتابني شعور بالبهجة والفرحة والسرور لتشريف سمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لهذا الحفل بالذات.. وتلك الفرحة كانت ظاهرة أيضاً على وجوه أولياء أمور الخريجات وكل الحضور.
* إن تشريف سمو سيدي ولي العهد لهذا الحفل هو دليل قاطع على العناية والرعاية الكريمتين لجميع طالباتنا وخريجاتنا وليس لخريجات كلية دار الحكمة فقط.. ولذلك فنحن أيضا يا سيدي سمو ولي العهد نبادلك التحية والمحبة.
* ذلك شرف ما بعده شرف وتكريم ما بعده تكريم أن ترعى الدولة ممثلة في سموكم الكريم حفل الدفعة الأولى من خريجات أول كلية أهلية للبنات في المملكة.
* إن اهتمام الدولة بالتعليم عامة وتعليم البنات خاصة بدأ منذ ان تولى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله مقاليد أول وزارة للمعارف بالمملكة وذلك عن قناعة تامة بأن العلم والعلم وحده هو طريق التقدم والرقي.
* أنفقت الدولة مليارات الريالات على مدى الأعوام الماضية في إنشاء المدارس والمعاهد والجامعات حتى أصبحت تعم أرجاء الوطن كله، وقامت بتجهيز المعامل والمختبرات الفنية على أحدث وأرقى مستوى وأصبحنا بفضل من الله ثم بفضل القيادة الرشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. أصبحنا في حالة اكتفاء ذاتي في معلمي ومعلمات المدارس وصولاً إلى أساتذة واستاذات الجامعات.
* ولست هنا في مجال ذكر اسماء السعوديين والسعوديات الذين تقلدوا مناصب رفيعة في هيئات ومؤسسات عالمية والتاريخ يشهد بذلك.
* وما أود أن أشير إليه هنا هو أن اللحاق بركب العلم ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين لم يكن عائقاً أبداً للتمسك بعاداتنا وتقاليدنا العريقة التي هي نابعة ومستوحاة من ديننا الإسلامي الحنيف فظفرت الفتاة السعودية بدينها وعلمها وهو ما لم يتوفر في باقي بلدان العالم.
* شيء مبهر ان نرى خريجات جامعاتنا وهن في مواقع العمل المختلفة خدمة لدينهن ووطنهن ومليكهن.. مع تقيدهن التام بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
* ومن هنا فإن نصف المجتمع الذي كان مهملاً أصبح وبفضل من الله ثم بفضل القيادة الرشيدة عنصراً فعالاً في خدمة وتنمية المجتمع.
* ذلك الذي حظيت به الفتاة السعودية التي هي أم المستقبل سوف ينعكس بإذن الله على أسرتها التي هي نواة المجتمع حيث بصلاحها يصلح المجتمع كله.
* ومن هنا فإنه منذ ان أتاحت الدولة الفرصة لتعليم البنات وإفساح المجال لهن للوصول الى أعلى وأرقى المناصب العلمية والعملية فإن فتياتنا السعوديات لم تخيبن ظن القيادة بهن.. فاجتهدن وسهرن الليالي ونهلن من العلم والمعرفة الشيء الكثير حتى وصلن إلى ما وصلن إليه اليوم.
* لذلك كله فإن بناتك الخريجات والطالبات يا سمو سيدي ولي العهد يعاهدنك على المضي قدماً في طريق العلم والتفوق.. كما أنهن يبادلنك كل التحية والمحبة والتقدير.. وفي الختام اقول لسيدي سمو ولي العهد سلمت للوطن الغالي المملكة العربية السعودية التي ستظل وباذن الله تعالي شامخة.. راسخة.. رافعة لراية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» أمام العالم بقيادتها المخلصة لله وللدين ثم للوطن.
|