في رسالة إلكترونية وصلتني من صديقة إماراتية، تنقل لي تحقيقاً أجراه أحد المتابعين للمتغيرات الطارئة في بعض المجتمعات في دول مجلس التعاون، عن زواج «المصيف»، أو «الصيف»، أو «المصياف» الذي انتشر بعد صرعة زواج المسيار، وتغذية «التيك أوي»، وعلى وجه التحديد في الكويت، بين الشباب الجامعي بجنسيه، وبين «الكبار» الذين يمرُّون بأزمة العمر، وبين أولئك الذين تعرّضوا في حياتهم لأيِّ نوع من الفقد، والخسائر، فذهبوا يعوِّضونها بهذا النوع من الزواج. وهو في مجمله يتم بالاتفاق بين الطرفين، وهدفه الحصول على ما لا يتم الحصول عليه في الزواج المستقر أو ممَّا لم يتحقق في الزواج السابق، أو ممَّا لا يقدر عليه شاب لم يتزوج أو شابّة لم تتزوج ولا يمكنهما تحقيق جوانب الزواج المستقر فيلجأ كلٌّ من هؤلاء إلى عقد صفقة زواج «ماتع» محقِّق «للرغبات»، بالاتفاق في مدة محدَّدة هي شهور الصيف، الفسحة، السفر، الخروج عن مسؤوليات العمل، الدراسة، العائلة!!.
واستشراء مثل هذا السلوك الذي بلا ريب لا يحبِّذه العقل، ولا تقرُّه الجماعة، ولا يحقِّق للمجتمع استقراره وصفاءه ونقاءه وسلامته من جميع جوانب السلامة، كما لا أحسب أنَّ عرضه على الوجهة الشرعية يمكِّنه من الخلوص من الرفض، أو الاستواء بزواج المتعة المشروط المرفوض، ففي هذا الاستشراء ما يُلحِق ببنية المجتمع المسلم، فساداً كبيراً، تسعى شرائع السماء وقوانينها في الزواج لأن يتجنَّب المجتمع الإنساني مثل هذا النوع من الفساد. إذ نتائجه لا تعود على الترابط الأُسري فقط بما يفكِّكه ويجزئه ويضعفه، بل تعود على أخلاقه، وصحته، وسلوكه، بل قدراته العامَّة بالضّعف والوهن والتحلُّل.
لذلك لا ينبغي إغفال الاهتمام بمثل هذه الطوارئ إذ سوف تستشري وتنتشر ولسوف يقلِّدها ويتأثَّر بها المجتمع العربي جميعه كما تأثَّر بزواج المسيار فانتشرت هذه السُّلوكات «العجيبة» بين الناس، ولا أوضح ولا أجْلى من شرع اللَّه تعالى فهو بكلِّ المقاييس الأنجع والأسلم في الدنيا والآخرة. فهلاَّ تمَّ الالتفات إلى هذه المتغيرات وحصرها وكبح تدفُّق سريانها إلى بنية المجتمع شبابه ورجاله ونسائه، وأوجُهه الخفيَّة تلك التي عنها يتحقَّق ظهور صدق وجهه السافر؟!.
|