* الرياض سعود عبد الله الهذلي:
شهد العصر الحاضر العديد من الجرائم التي لم تكن معروفة من قبل وتغيرت أنماط وأساليب التربية وأثَّرت الكثير من العوامل بدءاً من الخادمات المنزليات ومروراً بالقنوات الفضائية وما تبثه من سموم على عملية التربية داخل مجتمعنا الذي لازال متمسكاً بالشريعة الإسلامية والأساليب التربوية المستمدة منها.. ومن خلال هذه القضية تتناول «الجزيرة» دور الأسرة في كبح الجريمة ومعالجة الانحرافات السلوكية لدى بعض الأحداث وكذا الانعكاسات السلبية للجريمة على المجتمع والأسرة والأفراد.
في البداية تحدث مدير عام الشؤون الإعلامية والتسويق بشركة الاتصالات السعودية الأستاذ صالح محمد الجاسر قائلاً:
إن التربية الصحية هي الأساس الذي يقوم صلاح حال المجتمع بأسره لأن الشباب هم عماد المستقبل فإن أحسنت تربيتهم وصلح حالهم صلح حال المجتمع وان خسرت تربيتهم والعياذ بالله عم الشر وكثرة الانحرافات السلوكية لدى الشباب.
وأبان الأستاذ الجاسر ان على الآباء والأمهات مسؤولية كبيرة في تربية الأطفال وغرس القيم الإسلامية الصحيحة في نفوسهم ومتابعتهم ومعرفة من يخالطون ويجالسون فالرسول صلى الله الله عليه وسلم يقول: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
وشدد الأستاذ الجاسر على مسؤولية أولياء الأمور في اختيار الأصدقاء لأبنائهم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا حذر من صديق السوء وشبهه بنافخ الكير.
وأشار إلى انه إذا لم نحسن التربية عم الشر وتفشت الجرائم مشيداً بالدور الذي تقوم به المؤسسات التعليمية في غرس القيم السامية في نفوس الناشئة ومشدداً على دور الآباء في المتابعة الدائمة لهم.
وأوضح مدير شرطة منطقة الرياض اللواء عبدالله بن سعد الشهراني: إن التربية هي الأساس في خلو المجتمع من الجرائم والانحرافات السلوكية والخلقية، وقال إن بلاد الحرمين الشريفين تتميز ولله الحمد بالأمن والأمان وقلة الجريمة قياسا بالدول الأخرى مرجعا ذلك إلى تربية فلذات الأكباد تربية مبنية على أسس راسخة مستمدة من شريعتنا السمحاء، وأكد اللواء الشهراني على ان مسؤولية الآباء والأمهات في هذا الجانب كبيرة وعظيمة فالأبناء أمانة في أعناقهم وسوف يسألون عن هذه الأمانة يوم القيامة.
وأشار اللواء الشهراني إلى ان المجتمع السعودي ولله الحمد مجتمع متماسك بتعاليمه الشرعية ويربي أفراده على الفضيلة، مبيناً ان على الآباء مسؤولية مراقبة ومتابعة أبنائهم ومنعهم من الاختلاط مع أقران السوء كما ان على الأمهات متابعة بناتهن وعدم الركون إلى الخادمات في عملية التربية مشدداً على خطورة هذا الأمر وانعكاساته السلبية. وامتدح الدور الذي تقوم به المؤسسات التعليمية في عملية التربية وتهذيب السلوك وتقويم الاعوجاج لدى بعض الشواذ في سلوكهم.
وثمّن الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان وكيل جامعة الملك سعود للدراسات والتطوير والمتابعة.. دور العملية التربوية في كبح بواعث الجريمة، مشيراً إلى ان رب العزة قال في محكم كتابه {رَّبٌَارًحّمًهٍمّا كّمّا رّبَّيّانٌي صّغٌيرْا} وما ذلك إلا تأكيد لدور التربية وانها الأساس الذي يجب ان ينشأ عليه الإنسان.
وأشار إلى انه إذا كانت التربية حسنة جيدة أفرزت مجتمعاً تسوده الحياة المتوازنة التي تتجلى فيها خصائص الفطرة وتتسق مع دور الإنسان المدرك لأفضليته وجمعه بين طاقات روحية وحسية تدفعه لتحقيق أهدافه المادية والمعنوية في أزهى صورة.
وعن انعكاسات الجريمة على المجتمع يقول الدكتور العثمان: الويل كل الويل للمجتمع إذا تفشت فيه الجريمة أياً كان نوعها مبيناً ان الجرائم إذا سادت المجتمع أصبح عاجزاً عن تحقيق آمال الإنسان الوصول به إلى الطمأنينة والسعادة.
وشدد الدكتور العثمان على أهمية تربية أفراد المجتمع تربية إسلامية حقة قوامها غرس العقيدة الصافية في النفوس والتوجيه نحو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وشدد على دور الآباء والأمهات في عملية التربية وغرسها في نفوس الناشئة لينشأ جيل متأدب متمسك بالشريعة، مؤكداً ان ذلك لا يتأتى إلا بالتربرية السليمة والابتعاد عن أقران السوء.
واستغرب مدير عام شركة الرياض للتعمير الدكتور خالد بن عبدالله الدغيثر البحث عن أساليب تربوية وكتاب الله وسنة نبيه بين ظهرانينا فهما خير مربي ومهذب لنفوس البشرية وراسم لطريق السعادة والهدى وهما ركيزة التربية الأولى، وتطرق إلى دور الوالدين مؤكداً انهما مثل الماء الذي يسقي النبتة الصغيرة فتكبر وتنمو مع الرعاية والاهتمام الكامل والشامل الذي ليس فيه افراط ولا تفريط.
وأكد الدكتور الدغيثر انه حتى ما توفرت الظروف الصحية للتربية الصحيحة فلا مجال للجريمة ولا مكان لها بيننا لتشتت أفكارنا وتهدم أسوار منازلنا.
وعن الانعكاسات السلبية للجريمة على المجتمع قال: دعونا ننظر للمجتمع الغربي الذي سادته الجريمة وما يعيشه من تفكك واغلال وفساد فلا عقيدة تحكم ولا رعاية تصون البذور بل تشرد وضياع مما انعكس سلباً على تفشي الجرائم من اغتصاب وسرقة ومخدرات، مؤكداً ان الجريمة غطت على المجتمع بأسره فلا مجتمع ولا آمال تتحقق ولا مستقبل ينتظر ولسان حال مجتمعهم يقول:
ما بقالي غير ليل به سواليف الشجن أقض أيامي بعذابه.
غربة وآهات ومصايب وهم ودموع وحزن
هي ذي كل ذكرياتي عشت جوها سجين
وقال مدير مكاتب خدمات المشتركين جنوب الرياض بشركة الاتصالات السعودية الأستاذ خالد بن عايد الحمالي، ان الدين الإسلامي الحنيف اهتم بهذا الموضوع اهتماما كبيرا واعطاه عناية واسعة، مشيداً إلى ان أي باحث يقلب الكتب الفقهية يجد أبوابا عديدة تتعلق بكل ما يكفل سلامة الفرد والمجتمع والأمة بأسرها من خلال وضع الحدود، مشيراً إلى ان الإسلام نظم هذه الأمور تنظيماً رائعاً لحماية المجتمع من وقوع الجريمة من خلال التحذير من وقوعها وبيان عقوباتها في الدنيا بالحدود والتقرير وفي الآخرة بالعذاب ومن المعلوم ان النفس البشرية ترتدع عن المضي في الشر والجريمة إذا علمت ان هناك محاسبة دقيقة على ذلك. وأكد حماية المجتمع من تكرارها وشيوعها عن طريق الزجر والردع لأن المجرم إذا طبق عليه الحد فسيكون ذلك رادعاً له ولكل من تسول له نفسه القيام بالجريمة وعن انعكاسات الجريمة على المجتمع يقول الأستاذ الحمالي إن فقدان الأمن وانتشار القلق والاضطرابات له تأثير مباشر على نجاح الأعمال وتطور المجتمع، فمثلاً الموظف الذي يعيش وسط مجتمع يأمن فيه على أسرته يذهب فينجز عمله بدون تشويش أو اضطراب والعكس صحيح.
وتطرق إلى انعكاسات الجريمة على الأسرة مبيناً انها تكون أسرة مضطربة من الأمن وفي حالة حزن إذا ما تم القبض على أحد أفرادها.
وأكد الأستاذ الحمالي على دور العملية التربوية في كبح الجريمة من خلال اكمال دور الأسرة في التربية التي اعتنت بأولادها فزرعت فيهم حب الخير وكراهية الشر وبغض الاعتداء على الآخرين فتأتي التربية في المدارس لتكمل هذا المشوار.
|