* إعداد: ياسر سليمان البريكان
تفنن الارهابيون الذين قبض عليهم مؤخراً من الجهات الأمنية في المملكة في تصنيع العبوات الناسفة والقنابل اليدوية والمتفجرات. فقد ضبطت بحوزتهم كميات كبيرة من هذه المواد كانوا ينوون استخدامها في تنفيذ مخططاتهم الآثمة لولا يقظة رجال الأمن وسرعة ضبط هذه الخلايا في عدد من المدن السعودية كالرياض والقصيم والشرقية ومكة وغيرها.
وقد حاولنا في هذه المساحة التعريف بما هية هذه المواد المتفجرة المضبوطة وتأثيرها حالة استخدامها بالنسبة للأفراد والمباني. فإذا علمنا بأن مسافة الأمن للكائنات الحية بالنسبة الى زنة 15 كيلو من المتفجرات مثلاً 320متراً، فكم تبلغ مسافة الأمن بالنسبة للكميات الكبيرة التي كانت بحوزة الارهابيين؟.
«بداية الكوارث»
والمسيرة التاريخية لاكتشاف المتفجرات تقول بأن بداية اكتشافها لا تزال مجهولة. حيث لم يذكر التاريخ متى بدأ استخدام أول مادة متفجرة وربما كانت النيران اليونانية الشهيرة التي ظهرت في بلاد اليونان سنة 673 ميلادية شيئا يشبه المفرقعات أو الألعاب النارية، وقد ظهر سنة 1300م مخلوط مكون من فحم الكربون والكبريت وملح البارود (نترات البوتاسيوم)، وكان هذا المخلوط حتى سنوات عديدة هو المادة الوحيدة المفرقعة والمعروفة باسم البارود الأسود.
وقد عرفت أوروبا البارود الأسود سنة 1313م كمادة دافعة للمقذوفات على يد راهب ألماني، ولكن أغلب الظن أن العرب كانوا أسبق الناس الى معرفته واستخدامه في حروبهم قبل ذلك بنصف قرن تقريبا حيث ذكر ابن خلدون أن أحد ملوك العرب استخدمه في الحرب سنة 1273م.
تطورت المتفجرات كمادة يمكن استخدامها كمصدر للطاقة في أغراض التدمير في النصف الأخير من القرن التاسع عشر حيث توصل العالم الفريد نوبل سنة 1867 الى إعداد مركب النتروجلسرين.
قام العلماء بعد ذلك بتطوير المتفجرات باستخدام النتروجلسرين واضافته الى مواد أخرى والتوصل الى أنواع كثيرة أخرى كما ظهرت مركبات خالية تماما من النتروجلسرين، وتستخدم المفرقعات حاليا بصورها المختلفة في الحروب، كما تستخدم أيضا أنواع منها بصورة آمنه في الأعمال المدنية .
تعريف المتفجرات:
هي مركبات كيميائية غير ثابتة التركيب لها القدرة على أن تتحول بمؤثر خارجي مثل (الطرق - الحرارة - اللهب) الى كمية ضخمة من الغازات ذات ضغط كبير مصحوبة عادة بحرارة عالية وضوء ولهب وصوت، وحتى يمكن توضيح الاستخدامات المختلفة للمتفجرات، فيجب التعرف على خواصها من ناحية القوة المؤثرة الناتجة عنها، وتنقسم المتفجرات من حيث سرعة التحول الى قسمين:
أ - المتفجرات البطيئة
(LOW EXPLOSIVES):
هي أنواع من المتفجرات عند احتراقها تتحول تدريجيا وببط ء نسبي مما يكسب الغازات الناتجة عنها ضغطا منتظما له خاصية الدفع بسرعة متزايدة، وهي لاتعطي انفجارا وإلا فقدت الغرض الأساسي منها، ولذلك تستخدم في تعبئة خراطيش المقذوفات ومن أمثلتها الكوردايت والبارود الأسود.
خواصها:
1- يتم تحولها الى غازات يصحبها صوت وضوء ولهب.
2- سرعة الاحتراق من صفر - 400 متر/ ثانية.
3- الغرض منها إعطاء قوة دفع.
4- يمكن التحكم في سرعة التحول بواسطة التحكم في السطح المعرض للاحتراق.
5- تستعمل في دفع المقذوفات ولذلك سميت بالمواد القاذفة.
ب - المتفجرات السريعة
HIGH EXPLOSIVES)):
هي أنواع المتفجرات التي تتحول تحت تأثير المؤثر الخارجي الى انفجار بسرعة كبيرة ويتولد عنها غازات ذات ضغط كبير لها قوة تدميرية هائلة.
خواصها:
1- يتم تحولها الى غازات بسرعة كبيرة مصحوبة بحرارة وصوت وضوء ولهب.
2- سرعة التحول الى انفجار بين 3000 - أكثر من 8500 متر/ثانية.
السرعة الانفجارية:
هي السرعة التي تنتقل بها موجة الانفجار داخل جزيئات المادة وتتراوح عادة من 3000 الى اكثر من 8500 م/ث.
قوة الانفجار:
هي كمية الغازات الناتجة عن كمية معينة من مادة شديدة الانفجار أي إنها تتوقف مباشرة على حجم الغازات الناتجة عن الانفجار.
الشراسة:
هي مقياس لمدى قوة على تحطيم الأغراض وإذا كانت قوة الانفجار تقاس بحجم الغازات الناتجة فان الشراسة تقاس بسرعة تولد هذه الغازات.
الحساسية:
هي مدى قابلية المادة للانفجار تحت تأثير العوامل المؤثرة الخارجية التي تسبب التفجير مثل الحرارة - الصدمة.
الاستخدامات المختلفة للمتفجرات:
تنقسم المتفجرات من ناحية الاستخدام الى:
1- مواد قاذفة - تستخدم في تعبئة خراطيش المقذوفات ولها خاصية الدفع مثل البارود الأسود والكوردايت.
2- مواد بادئة - هي مواد حساسة جدا للمؤثر الخارجي وتستعمل بكميات قليلة جدا وبكثافة عالية وتستخدم في صناعة الصواعق والكبسولات وأنواعها:
مواد بادئة احتراقية - وهي عند إثارتها تعطي لهباً.
مواد بادئة انفجارية - وهي عند إثارتها تعطي موجة انفجارية.
3- مواد شديدة الانفجار - تستخدم في الأغراض العسكرية كما تستخدم في الأغراض المدنية في أعمال هدم المباني وإنشاء الطرق وشق الأنفاق وأعمال المناجم وتكسير الصخور وخلافه.
4- مواد متنوعة - وهي مركبات لانتاج الدخان (SMOKE) والمركبات الحرارية (Pyrotechnics) وتشمل المركبات المضيئة والإشارة والحارقة والكاشفة التي تستخدم في الأغراض العسكرية والألعاب النارية وإشارات الاستغاثة.
المتفجرات المستخدمة
في الأغراض المدنية:
* يقصد بذلك المتفجرات التي تستخدم فقط في الأغراض المدنية، وغالبا ما تكون على هيئة مسحوق أو عجينة حتى يمكن تعبئتها في حفر التفجير، وعادة لا تزيد سرعتها الانفجارية عن 5000 متر / ثانية، أما المتفجرات العسكرية فيمكن استخدامها في الأغراض العسكرية والمدنية . وتستخدم المتفجرات المدنية في تنفيذ إقامة الطرق وشق الأنفاق وأعمال المناجم وتكسير الصخور وأعمال التفجير تحت الماء وخلافه ونوضح في الجدول «1» بعض الأنواع المختلفة من المتفجرات المدنية والعسكرية وسرعتها الانفجارية.
ويتم استخدام الفتايل والصواعق ( الكبسولات) في تفجير عبوات المتفجرات ونوضح فيما يلي أنواع الفتايل والصواعق المستخدمة في التفجير:
أ - أنواع الفتايل:
1- فتايل اشتعالية (فتيل الأمان) يشتعل بسرعة 1سم/ثانية وهوعبارة عن حبل معبأ بالبارود الأسود.
2- فتايل انفجارية (كوردتكس) ينقل الموجه الانفجارية من الصاعق الى عبوة المتفجرات بسرعة من 6000- 8000 متر/ ثانية، وهو عبارة عن حبل معبأ بمادة البنترايت أو الهكسوجين.
3- يكثر الآن استعمال الكبسولات غير الكهربائية مثل (الهاندديت) بدلا عن الفتايل.
ب - أنواع الصواعق (المفجرات):
1- الصاعق الطرقي - ويستخدم معه الفتايل بنوعيها.
2- الصاعق الكهربائي - ويستخدم معه أسلاك توصيل الكهرباء ودينامو التفجير الكهربائي، ومنه نوع ينفجر لحظيا ونوع آخر ذو تأخير 25 مم/ ثانية.
المتفجرات البلاستيكية
أما أنواع المتفجرات البلاستيكية والتي ظل الارهابيون يستخدمونها كثيراً طيلة المسيرة التاريخية لحركاتهم فهي كالآتي:
سيمتكس (Semtex):
قد تكون هذه المادة الخيار المفضل لدى الجماعات الدولية الإرهابية لعدة أسباب أهمها هو توفرها ورخص ثمنها. ويعتبرها الكثيرون من أفضل المتفجرات البلاستيكية وأقواها.
مادة السيمتكس مكونه من مواد بلورية شديدة التفجير وتخلط هذه المادة مع معجون مطاطي المظهر مكون من الستايرين وغيرها من المواد الكيميائية المختلفة والنتيجة عجينة عديمة الرائحة يسهل تشكيلها ووضعها في أي مكان وهي في نفس الوقت فعالة جدا وقوية كمادة متفجرة.
اخترعها العالم المجري ستانيسلاف بريبيرا الذي درس في الجامعة التقنية في براغ ثم أكمل بحوثه في المؤسسة التقنية العسكرية. وعرفت هذه المادة أكثر حين استخدمت بشكل أساسي في حرب فيتنام.
مادة السيمتكس التي هي خليط مستقر من السايكلونايت (RDX) ومركب كيميائي يدعى بينايريثرايت تيترانيتريت ويرمز له «PETN» تتميز بأن اكتشافها صعب جدا من قبل أجهزة المراقبة الأمنية في المطارات حتى وقت قريب. وقد تم تجاوز هذه النقطة بفضل تطور أجهزة المراقبة بالإضافة إلى أن الشركات المصنعة لهذه المادة قامت بوضع عناصر معدنية ضمن مكونات السيمتكس ليسهل على أجهزة المراقبة الإليكترونية رؤيتها مما يعني إحباط عمليات تهريب هذه المادة.
عجينة السيمتكس تحتفظ بخصائصها كاملة رغم فترات التخزين الطويلة وهي أقوى بكثير من المتفجرات التقليدية المعروفة كمادة تي.إن.تي شديدة الإنفجار.
مركبات سي (Composition C):
مركبات سي هي عبارة عن متفجرات بلاستيكية مصنوعة من خليط من مادة (آر.دي.إكس) وعدد من المواد شديدة الإنفجار والملدنات بهدف جعل الناتج سهل التشكيل باليد ليسهل وضع القطعة في أي مكان وربطها بصاعق صغير.
تستخدم هذه المادة عسكريا بشكل كبير لخفة وزنها وسهولة تركيبها في أي مكان مستهدف.
يرمز لهذا النوع من المتفجرات بالرمز «C» وهناك عدة أشكال منها «C1-C2- C3-C4» والنوعيات التي تستخدم حاليا هي C3 وC4 لكن ليس من المستحيل مصادفة الأنواع الأخرى .
تي.إن.تي (TNT):
ثالث نترات التولوين (Trinitrotoluene) أو ما يعرف اختصارا باسم التي.إن.تي. هي المادة شديدة الانفجار الأكثر انتشارا من بين كل المركبات الأخرى.
يدخل في تركيبها العديد من المواد الخطرة والمتفجرة كالأماتول، البنتولايت، التتريتول، والتريتونال وغيرها الكثير. وتتميز هذه المادة بأنها مستقرة ولا تتأثر بالصدمات ويسهل التعامل معها وتظل رغم ذلك من أشد المواد المتفجرة فتكا وهي الخيارالمفضل لصانعي الأسلحة الحربية فهي جزء لا يتجزأ من القذائف والقنابل القوية.
مادة آر.دي.إكس (RDX):
من أخطر أنواع المتفجرات وأقواها، تعرف باسم السايكلونايت أو الهيكسوجين. وهي مادة بيضاء بلورية تدخل في صنع العديد من الأسلحة والمواد المتفجرة الأخرى.
تتميز بثباتها واستقرارها كمادة خطرة ويسهل تخزينها وتحتفظ بخصائصها لفترات طويلة دون أدنى تأثير وتستخدم عسكريا نظرا لإنها من أقوى المواد المتفجرة خصوصا إذا ما تم خلطها مع مركبات متفجرة أخرى مثل مركبات «سي أو بي».
وبعملية حسابية بسيطة ومن خلال دراسة صغيرة لنتائج الجدول «2» ، إذا كان 90 كيلو من المتفجرات تقوم بتفجير ما مساحته 580 متراً مربعاً تقريباً، فإن الطن الواحد منها سيقوم بتدمير ما مساحته 000 ،580 متر مربع أي 580 كيلومتراً مربعاً والتي تساوي تقريبا 4/1 مساحة نيويورك تقريباً. أي ان أربعة أطنان من هذه المواد المتفجرة قادرة على تدمير مدينة نيويورك بالكامل.
***
اسم المادة السرعة الانفجارية
البارود الأسود 300-400 متر/ ثانية
نابيت A 2500 متر/ثانية
نترات الأمونيوم 2500-2700 متر/ثانية
الانفو 3000 متر/ ثانية
بريليت 3000 متر/ ثانية
جيوريت 3000 متر/ ثانية
اموسبيكس 3300 متر/ ثانية
سلوركس 3500 - 4000 متر/ثانية
الباورجيل 4500 متر/ ثانية
فليمنات الزئبق 4500 متر/ ثانية
أزيد الرصاص 4500 متر/ ثانية
اماتول 4600 - 4900 متر/ ثانية
تتريل 7500 متر/ ثانية
نتروجلسرين 7500 - 8000 متر/ ثانية
مركب (C4) 8000 متر/ ثانية
RDX 8350 متر/ ثانية
وزن المتفجرات بالكيلوجرام مسافة الأمن بالمتر
الى 15 320
من 16-30 400
من 21-60 500
من 61-90 850
من 91-130 650
من 131-160 700
من 161-200 750
أكثر من ذلك 1000
| 
