* مونروفيا واشنطن الوكالات:
تستعد مونروفيا عاصمة ليبيريا لمزيد من القتال في شوارعها الملطخة بالدماء بعد ان رفض المتمردون دعوة امريكية بالانسحاب منها فورا حتى يتسنى نشر قوات لحفظ السلام بما فيها قوات امريكية.
ويتزايد اليأس بين سكان العاصمة البالغ عددهم ما يزيد على مليون شخص وهو ما يعادل ثلث سكان ليبيريا الواقعة في غرب افريقيا والذين تمطرهم قذائف المورتر والرصاص دون طعام ولا ماء نظيف أو مكان آمن للنوم.
ويقاتل متمردو جبهة (الليبيريون المتحدون) من اجل المصالحة والديمقراطية داخل العاصمة منذ عشرة ايام لخلع الرئيس تشارلز تايلور وهو احد زعماء الحرب السابقين بضغط من الولايات المتحدة ووافقوا على ان يتوقفوا عن القتال إذا ما جاءت قوات حفظ السلام. وأمس التقى مسؤولون من غرب افريقيا مرة اخرى للانتهاء من خطط تقضي بارسال قوات إلى داخل البلاد إلا انه من المؤكد أن الامر سيكون اكثر صعوبة إذا ما بقي المطار في قبضة المتمردين.
وقال المتمردون انهم سيسلمون المطار إذا ما دخلت القوات الاجنبية وليس قبل ذلك. وتقول الحكومة ان ألف مدني لقوا مصرعهم في آخر هجوم على العاصمة التي انهكتها 14عاماً من العنف. وتوجد معظم مخزونات الغذاء المطار. وانقطعت موارد المدينة من الماء بسبب التقاتل بالقرب من محطات الضخ.
ودعت السفارة الامريكية المتمردين للانسحاب امس الاحد وقالت انها الطريقة الوحيدة لتقصير امد الكارثة الانسانية، ولكن داماتيه كونه زعيم المتمردين قال لرويترز انه رفض الاقتراح. واستمر الضغط الدبلوماسي في مسعى لتغيير رأي زعيم المتمردين.
وفي واشنطن أكد بول ولفوفيتز نائب وزير الدفاع الأمريكي أن الجنود الامريكيين لن يدخلوا ليبيريا إلا في حالة وجود وقف لاطلاق النار ورحيل الرئيس تشارلز تيلور عن البلاد.
وقال ولفوويتز في مقابلة مع شبكة تليفزيون فوكس نيوز: «سيدخلون عندما يطبق وقف اطلاق النار وحين يرحل تشارلز تيلور عن البلاد». ولكن لدى سؤاله في مقابلة مع شبكة تلفزيون إن بي سي إن كانت القوات الامريكية ستنضم إلى قوات حفظ السلام الاقليمية على الارض في ليبيريا قال ولفوويتز: «سوف نساعدهم في الوصول إلى هناك».
ومما يذكر أنه يوم الجمعة وبعد أسابيع من التردد وتحت ضغط دولي مكثف، قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن الولايات المتحدة سوف ترسل دعماً إلى المنطقة لتعزيز جهود حفظ السلام بيد أنه لم يتضح إن كانت القوات الامريكية ستشارك في هذه الجهود.
وتستعد الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (الايكواس) لارسال قوة طليعة نيجيرية يتبعها جنود لحفظ السلام من غانا والسنغال، ولكن الجماعة تنظر إلى الولايات المتحدة للحصول على الدعم اللوجيستي.
وقال مسئولون بالامم المتحدة إن الوضع الانساني في مونروفيا قد شهد تدهورا في ظل القتال الكثيف بين المتمردين والقوات الحكومية، فقد ترك ما يقدر بحوالي300 ألف شخص منازلهم بحثاً عن مأوى لهم في الكنائس والملاعب والاماكن العامة.
وقد قتل 600 شخص على الاقل في غضون الاسبوع الماضي من جراء القتال، من بينهم ستة أشخاص كانوا قد لجأوا إلى كنيستين يوم السبت. وقال ولفوفيتز إنه من المهم أن تقوم الامم المتحدة ودول المنطقة بدور رئيسي في القضاء على الصراع.
وقال في مقابلة مع شبكة تليفزيون ان بي سي الإخبارية «اننا مستعدون لمساعدة الامم المتحدة في تنفيذ وقف إطلاق النار وإجلاء تيلور من ليبيريا وإحضار قوات إقليمية. والمفتاح لهذا كله هو عدم النظر للولايات المتحدة على أنه يتعين عليها القيام بكل المهام في العالم».
و يوم الاحد دعا جون بلاني السفير الأمريكي في مونروفيا المتمردين إلى: «إظهار الاحترام لشعب ليبيريا لان هناك أبعاداً أخرى لا يجب الاستهانة بها تضاف إلى المعاناة الإنسانية التي تحدث هنا».
|