* فيينا رويترز:
توجد عدة طرق للتصنيف الدولي، ولكن عندما يتعلق الامر بالقوة العسكرية يصبح التقسيم بسيطا.. الذين يمتلكون أسلحة نووية والذين لا يمتلكون.
وبفضل تقدم العلوم النووية خلال نصف القرن المنصرم فان ثماني من التسع دول التي تمتلك أسلحة نووية تشكل الذروة بامتلاكها نحو 30 ألف سلاح نووي وتستطيع نسف الكرة الارضية عدة مرات.
وبقية دول العالم لا تمتلك أسلحة نووية اما لنقص قدراتها التقنية او لانها لا تريدها او تبتعد عن امتلاكها مرة اخرى، والبعض وقعوا اتفاقات مع اعضاء النادي النووي ولا يحتاجون إلى ما يسمى «القنبلة».
ثم هناك الذين لا يمتلكون ويعملون سرا للانضمام للنادي النووي، وهذا رأي الولايات المتحدة في كوريا الشمالية وايران.
وبينما تقول واشنطن ان كوريا الشمالية اعترفت بصناعة «القنبلة» فان ايران تنفي بشدة انها تسعى لامتلاك سلاح نووي وتصر على ان برنامجها النووي لتوليد الكهرباء.
ولكن واشنطن تزعم بأن هذ ما كان العراق يؤكده قبل ان يكتشف مفتشو الامم المتحدة في 1991 برنامج الرئيس صدام حسين السري لصناعة أسلحة نووية وأثار أكبر صدمة عالمية منذ حادث تشرنوبيل.
وبينما ينفي مسؤولون ايرانيون ان طهران لديها برنامج سري لسلاح نووي قال دبلوماسيون لرويترز هذا الشهر ان مفتشين من الوكالة الدولية للطاقةالذرية وجدوا آثارا لليوارنيوم المخصب في عينة بيئية اخذت من إيران.
وتقول وكالة رويترز وبينما قد يكون هذا بسبب التلوث فانه قد يعني ايضا ان إيران تقوم بتخصيب اليوارنيوم بدون ابلاغ الوكالة الدولية مما يصفه خبراء بأنه يمكن ان يعتبر خرقا لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية التي وقعتها ايران.
وقال جون ولفستال من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي «اذا أكدت العينات ان إيران قامت بتخصيب اليوارنيوم فهذا يعني انها خرقت التزاماتها».
والتخصيب يعني تنقية اليوارنيوم حتى يمكن استخدامه كوقود نووي أو في صناعة الاسلحة.
وتعهد الرئيس جورج بوش بأنه لن يدع طهران تمتلك «القنبلة».
وفي الشهرالماضي قال مسؤول بإدارة بوش انه يجب ان تكون القوة العسكرية احد خيارات منع إيران من امتلاك سلاح نووي.
ويقول محللون انه بينما تصر واشنطن على منع ايران من الحصول على أسلحة نووية فان واشنطن غير مهتمة باحتياجات طهران الأمنية.
وفي وقت سابق هذا الشهر قال محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماع بروما ان المجتمع الدولي بجب ان يهتم بموضوع الانتشار النووي.
وقال «يجب ان نتعامل مع الخلافات المزمنة التي تخلق حافزا قويا على امتلاك اسلحة الدمار الشامل».
وجدير بالذكر ان اغلبية جهود يشتبه انها تسعى للحصول على اسلحة للدمار الشامل توجد في الشرق الاوسط الذي يمثل لاكثر من نصف قرن نقطة ساخنة».
وقال هارالد مولر رئيس ادارة نزع السلاح بمعهد أبحاث السلام الدولي في فرانكفورت انه يجب النظر إلى الوضع في الشرق الاوسط من منظور ايران لفهم سبب رغبتها في امتلاك سلاح نووي.
قال مولر لرويترز «إيران لديها دواع امنية قوية للشعور بالقلق والحاجة إلى رادع، هاجمها العراق في 1980.. هوجمت بأسلحة كيماوية ولم يساعدها المجتمع الدولي».
واضاف انه بدلا من مساعدة إيران زود «الشرق والغرب» العراق بمعدات ذات استعمال مزدوج يمكن استخدامها في صناعة اسلحة للدمار الشامل».
أمريكا تعادي إيران منذ 1979، الادارة الحالية صنفتها ضمن محور الشر.. مما يعني انها مرشحة لتغيير نظامها بالقوة».
وحاليا يستضيف العراق وأفغانستان قوات أمريكية. وأشار مولر إلى ان باكستان المجاورة تمتلك سلاحا نوويا ورفضت توقيع المعاهدة مثلها مثل إسرائيل والهند وربما ينتهي بحكومة متشددة تتولى مقاليد الحكم في اسلام اباد.
|