* مانيلا الوكالات:
اعتقل امس الاثنين أحد مساعدي الرئيس الفلبيني المخلوع جوزيف استرادا بعد ساعات من مداهمة منزله في حي ماكاتي للمال والاعمال حيث عثرت الشرطة على مواد خاصة بالجنود المتمردين الذين قاموا بانتفاضة فاشلة في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة الفلبينية مانيلا هدوءا بعد احداث الاحد.. وبعد ساعات من عودة 300 جندي متمرد إلى الثكنات في ساعة متأخرة من ليلة الاحد/الاثنين ألقت السلطات الامنية القبض على رومان كارديناس الذي كان نائبا لوزير شؤون مجلس الوزراء في عهد حكومة الرئيس المخلوع، ومن المواد التي عثر عليها في حملة المداهمات التي جرت قبل الفجر حقائب ظهر وشارات يد وبطاقات للهاتف الخلوي وأدوات إسعاف أولي ورايات عليها شعارالجنود المتمردين.
وتقول السلطات انها مازالت تبحث مسألة تورط كارديناس في المؤامرة الفاشلة لخلع رئيسة الفلبين جلوريا ماكاباجال أرويو.
وقال وزير الداخلية خوسيه لينا إن السلطات تتعقب السياسيين الذين ناصروا المتمردين الذين استولوا أول امس على مركز تجاري في ماكاتي وسط مانيلا ولغموه بالمتفجرات في محاولة للاطاحة بالرئيسة الفلبينية. وقال لينا إنه من بين من جرى استجوابهم السيناتور المعارض جريجوريو هوناسان وهو عقيد سابق بالجيش قاد عدة محاولات انقلابية فاشلة في الثمانينات من القرن العشرين.
وأضاف «تورطه واضح كالشمس» مشيرا إلى أن المتمردين كانوا يتبنون «برنامج الانتعاش الوطني» الذي اقترحه هوناسان، وقال إيجناسيو بوني المتحدث باسم الرئاسة الفلبينية ان «المدنيين الذين سيظهر تورطهم في محاولة زعزعة الاستقرار تلك سيقدمون للمحاكمة».
وأضاف «ان ذروة عدم الولاء للنظام الديمقراطي تتمثل في استغلال شكاوى الجنود وتحويلهم إلى متمردين».
وقال ان «الفأس ستحصد أي متورط ولن تكون هناك بقرات مقدسة أثناء التحقيق». و كان المتمردون الذين طالبوا باستقالة أرويو وكبار المسئولين الامنيين في حكومتها قد وافقوا على التفاوض بعد فشلهم في كسب التأييد الشعبي لقضيتهم. وفي ذروة الحصار الذي استمر 19 ساعة أغارت الشرطة على مبنى من ثلاثة طوابق في مدينة مانداليونج القريبة التي يعتقد أنها كانت نقطة انطلاق للمتمردين.
وصادرت الشرطة ذخيرة وعشر بذلات عسكرية وما لا يقل عن 35 حقيبة ظهر خلال مداهمتها المنزل الذي يشتبه في أنه مملوك لاسترادا وإحدى النساء اللاتي يرتبطن معه بعلاقة..
واتهم الجنود المتمردون أرويو وكبارالمسئولين الامنيين ببيع أسلحة وذخيرة للمتمردين الشيوعيين والمسلمين وبتدبير سلسلة تفجيرات في الجنوب والتخطيط لاعلان الاحكام العرفية الشهر المقبل، لكن صغار الضباط المحبطين الذين قادوا التمرد وافقوا على العودة إلى الثكنات بعد أكثر من ساعتين من المفاوضات مع رئيس أركان القوات المسلحة السابق رويسيماتو. وقال مسؤولون إن خمسة من صغار الضباط الذين قادوا التمرد سيقدمون إلى المحاكمة العسكرية وربما حكم عليهم بالسجن مدى الحياة إذا أدينوا.
وسوف توجه اتهامات أيضا إلى بقية المتمردين لكنهم قد يواجهون أحكاما بالسجين أقل.
هذا وقد عادت الحياة الى طبيعتها في العاصمة الفلبينية مانيلا امس الاثنين بعد ساعات من انهاء التمرد.
وازيلت الحواجز التي اقامها الجيش في حي ماكاتي المالي حيث يوجد مركز جلوريتا التجاري وقام العمال بتنظيف الشوارع قبل ساعة الذروة المعتادة عند ذهاب الموظفين لعملهم. وعلى الرغم من السعادة التي بدت على رئيسة الفلبين جلوريا ماكاباجالارويو عند اعلانها انتهاء التمرد في التلفزيون في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية حذر محللون من ان مضاعفات هذا الحدث ستكون عميقة.
|