تأتي معظم المسلسلات المحلية لتعطي صورة هجين عن مجتمعنا سواء في اللغة المحكية أو في نوع المشكلات أو أسلوب حياة الأسر السعودية.
فالرجل ينادي المرأة بالطريقة التالية: «وينك يا نوره».. بدلاً من «ويننتي يا نوره».. وبهذا يكون قد أخل العمل بأهم خاصية لغوية تميز اللهجة السعودية، على أقل تقدير في وسط المملكة.. إما خجلا من كيفية النطق، وهنا اهتم الممثل بنفسه أكثر من الشخصية الفنية أو ضعفاً في الحساسية الفنية لديه.
أما مكان «الأسرة السعودية» في العمل المحلي فلا يعكس أبداً الواقع الشائع.. حيث نرى أماكن فارهة ولغة هجين ومشكلات مقتبسة من مسلسلات أخرى.. وعادات هي أقرب للعادات المكسيكية منها إلى عاداتنا وتقاليدنا.
إن الأجمل في «طاش ما طاش» انه تجاوز هذه الأخطاء إلى آفاق أكثر قرباً في المجتمع السعودي.. فصور ايقاع الأسرة السعودية بنفس الإيقاع الذي تسير عليه في الواقع وأعطى ذلك بعداً «إبداعياً / خيالياً» يتطلبه أي عمل فني حتى يخرج من المدرسة «الطبيعية» التي تقتل «العمل» فيكون بالخيال أكثر اثارة.
نحن بحاجة إلى الممثل «المثقف» والمخرج «المثقف».. فمن خلال هؤلاء يمكن أن نؤسس وعياً بمصداقية العمل الفني، وبهم نخرج «أعمالاً» تحترم المشاهدين وتعبر عنهم وتناقش همومهم، ومثل هؤلاء يملكون مرجعية أصيلة تمنعهم من التقليد الأعمى والمحاكاة الغبية.
|