Monday 28th july,2003 11260العدد الأثنين 28 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

14/7/1390هـ الموافق 15/9/1970م العدد 311 14/7/1390هـ الموافق 15/9/1970م العدد 311
«الجزيرة» تنقل لك قصة التطور والنماء المخضر في مدينة أبها الحالمة
مرور أبها حديث عهد ويؤدي عمله حسب إمكانياته
طريق الطائف - أبها وطريق أبها - نجران - الرياض سيمد المنطقة بكثير من الحيوية

* كتب سليمان العيسى:
يمتد بصري بعيدا نحو الأرض الخضراء كلما سمعت حديثاً عنها أو قرأت وصفاً لطبيعتها وسحرها الخلاب.. تمنحها زخات المطر الدائمة لوناً زاهياً يسلب منا نظرات الاعجاب وبسمات الارتياح
وعلى مدى الزمن الطويل الذي عشته كان لي أمل في زيارتها.. أعيش في أعماقها أياماً.. أسمع من مسئوليها أشياء كثيرة عن تطورها.. احتياجاتها، مسيرتها عبر الأيام في عهد الانطلاقة السريعة.
وكانت مشيئة الله لتحملني بعض الظروف العملية إلى هناك.. إلى الأرض التي سمعت عنها الشيء الكثير وإلى المكان الزاهي الذي قرأت عنه الشيء الكثير..
وفوق السحاب كانت صور شتى تترى في خاطري.. ماذا سأرى.. وهل حقيقة ما سمعت وما قرأت.. أم تفوق الصورة كل هذه الأبعاد.
الناس.. والحديث الطيب
الانطباع الذي يرسم معالمه داخل أعماقك بعد ان تلتقي مع الناس في أبها هو انطباع خاص له أبعاد شتى طيبة متناهية.. وبشاشة مرحة.. وكرم حاتمي.. وطباع أصيلة لا تحس بالغربة، ولا تشعر بالوحدة وانت بعيد عن أهلك وبنيك.. من أول يوم تقابل أشخاصاً أمامك تشعر بأنك واحد منهم.. يفتحون قلوبهم لك.. يمنحونك أصدق المشاعر الطيبة والأحاسيس الكريمة.
الشيوخ منهم زادت التجربة في أذهانهم فيحدثوك برزانة وعمق مع سماحة متكاملة في نفوسهم.
والشباب فيهم وصل وعيهم وادراكهم إلى درجة نبغ فيها الكثير منهم في مجالات واسعة ونظرات الآخرين يعلوها الطموح المتطلع..
ولا أبالغ إذا قلت بأن طابع الاحتفاء عندهم لكل زائر يصلح لأن يكون مثالاً حياً للجود العربي والكرم الأصيل.
المسئولون
حرصت ومعي زميلي وأخي احمد الترابي مندوب هذه الجريدة في أبها.. ان أحظى بأحاديث من بعض المسئولين في أبها والذين سمحت لهم ظروفهم بالتجاوب معي وتحقق لي بعض الشيء.. حيث قابلت كلا من مدير الشرطة الزعيم عيسى المشاري ومدير التعليم الأستاذ محمد الفواز ورئيس البلدية الأستاذ يحيى بن حسن.
حصيلة لقائي مع هؤلاء عبر سطور هذا التحقيق..
مع سعادة الزعيم عيسى المشاري مدير شرطة أبها
* نود ان نعرف شيئاً عن حياتكم العملية؟
ولدت في مدينة حائل عام 1337 وتلقيت فيها دراستي وأمضيت زهرة عمري متنقلاً في الوظائف الحكومية من مدنية وعسكرية وجل هذه الخدمات كانت في الحياة العسكرية حيث شغلت منصب مديرية شرطة جيزان ثلاثة عشر عاما تقريبا ثم منصب مديرية شرطة ابها عشر سنوات ونيف، ولازلت اشغل هذا المنصب حتى الآن.
* هل لنا ان نعرف من سعادتكم الفروع التابعة لشرطة أبها؟
يوجد تبع مديرية شرطة ابها عدد من الأقسام والمناطق والمخافر والمراكز التي يحتاج إليها الأمن في هذه المنطقة ولا أنسى ان هذه الأقسام والمناطق والمخافر مزودة بإمكانيات الأمن المتوفرة وهي بالإضافة إلى ذلك تسير من حسن إلى أحسن موالية لركب التطور الذي يشمل مرافق الحياة في هذه البلاد الفتية الناهضة.
* ما هو مدى رضاكم عن الخدمات التي تقدمها أجهزة الشرطة تجاه المواطنين وما هي المشاريع التي ستنفذ مستقبلاً؟
في الحقيقة ان الرضاء عن النفس غاية لا يدركها الإنسان ومن قال انه راض عن نفسه في أي ناحية من نواحي الحياة فقد جانب الحقيقة والرضى عما تقدمه أجهزة الشرطة من خدمات لا يعود لنا ولكنه يعود للمواطنين أنفسهم.
أما المشاريع التي ستنفذ مستقبلاً فإن العلم بهذا تختص به مديرية الأمن العام التي لا تألو جهدا في حدود إمكانياتها المتوفرة وهي سائرة ولا شك في الاسهام في حقل اختصاصها في تطوير الأمن العام جنبا إلى جنب مع تطوير الحياة في هذه البلاد والأمن العام يأخذ نصيبه الكامل في كل سنة من سنوات الصعود على سلم الرقي.
* هل لنا ان نعرف دور المرور في أبها وما مدى تطبيق السائقين للأنظمة؟
المرور في مدينة أبها حديث العهد ويؤدي عمله على قدر إمكانياته وهو يسير الآن سيراً حسنا ويجري تطويره كلما دعت حاجة البلاد إلى ذلك واعتقد ان المرور في أي مدينة يحتاج إلى ضرورة توفر الوعي المروري لدى السائقين والمواطنين على نحو التعاون بين المواطنين ورجل المرور لكي يؤدي المرور واجبه كاملا وقد قامت مديرية الأمن العام بايجاد المعاهد والمدارس اللازمة لتطوير ثقافة رجال المرور وصقل مداركهم وقد بدأت ثمار هذه الجهود تبرز للعيان وبالأخص في المدن الكبرى، ودور مدينة أبها آتٍ لا ريب فيه إن شاء الله ومدير إدارة المرور العقيد يحيى المعلمي جاء لتطوير هذا المرفق بدليل زيارته الأخيرة لمدينة أبها لدراسة أوضاع المرور.
أما تطبيق السائقين للأنظمة فهذا ما نلمسه على أحسن وجه.
وفي الختام فإني أرجو من الأعماق لهذه المنطقة الجميلة كل تقدم ورقي في عهد فيصلنا المحبوب فخر هذه الأمة وابنها البار وارجو الله ان يمده بالصحة والعافية وان يكلأه بعونه وتوفيقه وان يشد ساعده باخوانه الغر الميامين وبكل مخلص ينشد الخير لأمته ووطنه انه نعم المسئول
مع سعادة رئيس بلدية أبها يحيى بن حسن
* هل لكم ان تقدموا أنفسكم للقراء؟
نظراً إلى انه سبق لي ذلك في مناسبة مماثلة فإني لا استنسب اعادته لئلا يفسر بأنه اجتذاب للقراء إلى ماقد لا يهمهم.
* نود ان نعرف الدور الذي تقوم به بلدية أبها لتحسين المدينة على ضوء الميزانية المعتمدة للبلدية، وهل لنا ان نعرف المشاريع التي نفذت والتي مزمع تنفيذها؟
البلدية تعتمد في برامج التحسين على خطتين أولاهما طويلة المدى وهي تخضع لسلسلة متصلة الحلقات من المسح والدراسة والتحليل لاستجماع عناصر الملاءمة والتوافق بضمان ابراز أي مشروع لحيز الوجود متكاملا وهذا بالنسبة للانشاءات الكبيرة كالمرافق العامة والحدائق الكبيرة والشوارع والمباني وتخطيط المدينة كما تؤدي خدمات متنوعة تأخذ صفة الديمومة كالنظافة والاضاءة والتشجير والعناية بالحالة الصحية في المحلات العامة ومراقبة سير العمران وفق خطوط التنظيم.
أما بالنسبة للمشاريع المنفذة والمزمع تنفيذها فلقد كانت الحكومة السنية ولا تزال تبذل الجهود الكبيرة وترصد المبالغ الطائلة، ومن حسن الطالع ان مقام وزارة الداخلية الجليلة تعاقدت مع مؤسسة اجنبية لعمل دراسات ميدانية في كافة المدن للمشاريع المنفذة والمقترحة تمهيدا لوضع خطة خمسية لتنفيذ وتوزيع المشاريع على أساسها، وهذه لا شك لفتة كريمة ستحقق عامل التوازن والتناسب في التوزيع مع متطلبات المناطق.
* ما هي الصورة التي تتخيلها لأبها مستقبلاً؟
مشروع الفيصل العملاق وهدية جلالته لمنطقة الجنوب وهي طريق الطائف أبها جيزان من جهة وأبها نجران فالرياض من جهة ثانية سينتشل أبها خاصة وينتزع منطقة الجنوب عامة «عسير» من الركود الذي ظل يخيم على ربوعها ردحاً من الزمن ويشدها إلى العزلة وسوف يمدها إن شاء الله بشحنة من النشاط والحيوية مما ينتظر معه ازدهار المنطقة ويدفعها إلى مدارج الرقي وهذا لا شك هو ما يهدف إليه ويقصده جلالة الراعي الأمين مفجر طاقات الاصلاح ومرسي دعائم البناء من هذا الخط الهام إذ انه سيربط أجزاء المملكة وبذلك تذوب الحواجز الطبيعية وتتلاشى عوائق الاتصال.
* في اخصائية سريعة نود ان نعرف الجهاز الفني والإداري للبلدية؟
تتشكل البلدية من مجموعة من الموظفين موزعة على أقسامها، الإدارية، والمالية، والصحية، والفنية.
* ما هي الكلمة التي تحب توجيهها في نهاية اللقاء.
ابتهل إلى الله مخلصاً ان يديم علينا نعمة الإسلام في ظل داعية التضامن الإسلامي جلالة الملك فيصل، وان يهيئ للأمة الإسلامية من أمرها رشدا انه سميع مجيب.
مع مدير التعليم الأستاذ محمد الفواز
* أمامك بطاقة تحتاج إلى تعريف عن حياتكم الدراسية والعملية؟
بدأت حياتي الدراسية بتعلم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة وقواعد الحساب بأحد الكتاتيب في بلدتي اليمامة بالخرج ثم واصلت دراستي الدينية في التفسير والحديث والفقه والتوحيد واللغة العربية والتاريخية في حلقات المسجد على الطريقة السائدة آنذاك وذلك بين يدي عمي الشيخ عبدالله بن محمد الفواز رحمه الله .
وعند افتتاح المعهد العلمي بالرياض عام 1371هـ التحقت به مبتدئا بالمرحلة الثانوية وبعد اكمالها واصلت الدراسة بالمرحلة العالية بكلية اللغة العربية بالرياض. حيث حصلت على شهادة اتمام الدراسة بها في عام 1378هـ. وقد بدأت حياتي العملية عام 1379هـ مدرسا لمواد اللغة العربية بالمعهد العلمي وبعد زهاء ثلاثة أعوام قضيتها في التدريس تعينت مديرا لمعهد ابها العلمي حيث قمت بافتتاحه في غرة رجب عام 1381هـ، وبعد أربع سنوات في هذا العمل انتقلت إلى ملاك وزارة المعارف مديرا للتعليم بمنطقة أبها حيث باشرت عملي بإدارة التعليم في 1/6/85 ولا أزال اتشرف بمزاولة هذا العمل.
* نود ان نعرف مراحل تطور التعليم في هذه المنطقة؟
في نظري ان تطور التعليم في هذه المنطقة كأمثالها من مناطق التعليم بالمملكة مر في تدرجه بثلاث مراحل منها طابعها الذي يميزها عن غيرها وطريقها الذي تسلكه وهدفها الذي تعمل من أجله ومحيط تزاول نشاطها في إطاره: هذه الأطوار أو تلك المراحل هي:
1) مرحلة الكتاتيب وحلقات المساجد.
2) مرحلة بداية المنهج وتوجيه التعليم والإشراف عليه.
3) تطور المنهج وأسلوب والتوجيه والإشراف.
وإذا كانت الأولى غير مقيدة بزمن وأسلوب معين ومقتصرة على الناحية النظرية ولبعض المواد وتعني العناية الكاملة وأكرم بها من ميزة بالمواد الدينية والنحو والصرف فإن الثانية التي كانت بداية للدراسة المنهجية المقيدة، بزمن محدد واسلوب معين وخضعت للإشراف والتوجيه قد شاركت المرحلة الأولى في بعض ميزاتها وغاياتها في الوقت الذي كانت فيه أساسا ومنطلقاً للمرحلة الثالثة التي يعيشها للتعليم في الوقت الحاضر ذلك بأسلوبها في العمل وخضوعها للإشراف والتوجيه المنطقيين وبعنايتها بالمواد العلمية ومتطلبات العصر، وما لبث التعليم ان تجاوز المرحلتين السابقتين بما جد له من أساليب وما توفره له من امكانيات مادية ضخمة وفنية بارعة وما القاه العصر على كاهله من مسئوليات وما يتطلبه من انجازات تتجاوز تلكما المرحلتين إلى المرحلة التي يعيشها اليوم آخذا في حسابه اعداد المواطن الصالح عقليا وجسميا وخلقيا بما يطلبه ذلك من أساليب ورعاية وتوجيه.
* كم يبلغ عدد مدارس وطلاب هذه المنطقة؟
يبلغ عدد المدارس في منطقة أبها التعليمية مائة وإحدى عشرة مدرسة بمختلف مراحل التعليم توزيعها كالآتي:
(78) مدرسة ابتدائية.
(10) مدارس متوسطة.
(2) ثانوية.
(1) معهد معلمين.
وتضم هذه المدارس ثلاثة عشر ألف طالب تقريباً تفصيل ذلك كما يلي:
(11606) طالب بالمرحلة الابتدائية.
(01140) طالبا بالمرحلة المتوسطة.
(00160) طالبا بالمرحلة الثانوية.
(00060) بمعهد المعلمين.
وأوضح ان التوسع في اطراد مستمر وبخطى حثيثة في مختلف المراحل التعليمية وتمتد أنواره لتشع في كل قرية وناحية من نواحي المنطقة. ويتفيأ ظلاله كل من له حاجة إليه بإذن الله.
* هل من عقبات تواجهكم في عملكم؟؟
من الواضح ان أي عمل في كل زمان ومكان لابد وان تعترض طريقه بعض العقبات والمشكلات وكلما سمت غاية الهدف واتسعت دائرة علاقة العمل بالآخرين كثرت وتنوعت تلك العقبات والمشكلات، كما هي الحال في نظري بالنسبة لأعمال التعليم على اختلاف حقولها واختصاصاتها فطريقها إلى تحقيق أهدافها ونتائجها المرجوة في بناء جيل صالح محفوفة دائماً بالأشواك والعقبات الاجتماعية والإدارية وغيرهما غير ان تلك المشكلات والعقبات ليست مستعصية الحلول فالعمل بحمد الله يسير سيره الطبيعي في خطه المرسوم متخطيا ما يعترضه من عوائق مادية ومعنوية.
* ما هي في نظرك متطلبات التعليم في هذه المنطقة؟؟
ان أهم ما يحتاجه التعليم من متطلبات في هذه المنطقة كأي منطقة تعليمية أخرى هو تزويده بالخبرات الإدارية والمؤهلات العلمية بجانب ما يحتاجه من المطالب المادية بمختلف أنواعها وبما يتلاءم وحجم أعمال المنطقة وطبيعتها وظروفها وذلك ما تدركه وزارة المعارف الجليلة وتسعى جاهدة في توفيره.
* كيف ترون المدرس السعودي؟
ان المدرس السعودي تتوفر لديه في الغالب القابليات والاستعداد الفطري ولا ينقصه كذلك الالتزام والاخلاص في الجملة لكن حظه من المستوى العلمي والتربوي يقاس بطبيعة الحال بمدى تحصيله وتمكنه من مادته وإعداده المسلكي وخبرته العلمية، واخاله في كثير من الاحوال يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والوقت في سبيل تحقيق ذلك والله الموفق.
نهاية المطاف
وأنا أقف على نقطة النهاية في هذا الحديث أود ان اشكر كل من قابلني من الاخوة في أبها وقد غمروني بمشاعر اعجز عن إيفائها بكلمات الشكر.. فلهم التحية والدعاء بمزيد من التوفيق والنماء المستمر لأرض ابها الحبيبة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved