سعادة رئيس تحرير جريدة «الجزيرة» حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعجبني الاستاذ/ محمد بن عبدالله الحمدان - صاحب مكتبة قيس - في زوايته «أكثر من موضوع» واحب أن اقول له اني احتفظ بهذه الزاوية واعيد قراءتها عدة مرات حتى استوعب جميع المواضيع التي تتطرق لها - على الرغم من اختصارها في كثير من الاحيان - الا انها تدل على ان صاحبها ذو ملاحظات دقيقة تمر على الكثيرين مرور الكرام.. وللحمدان اسلوب فكاهي مميز يجعلني اقرأ زاويته الى آخرها.. واضحك في كثير من الاحيان للمسميات التي يطلقها وللتعبيرات التي يخترعها فهي مسميات واقعية جداً وتتوافق مع الواقع.. وقد قلد الكثير من الكتاب زاوية الحمدان في مواضعيها المتنوعة هذه - وكاتب هذه السطور احدهم - فقد سطونا على حقوق النشر «وسيطالبنا الحمدان بحقوقه حتماً».. واود هنا أن اعلق على بعض النقاط التي وردت في زاويته التي نشرت في العدد «11246» وعلى «طاري» هذه الزاوية كان الاستاذ الحمدان يضع عناوين لكل فقرة ثم القى هذه الطريقة وعاد الى الفقرات غير المعنونة واتمنى أن يعود الى طريقة العناوين فهي اكثر في فهم موضوع الفقرة.
أسماء المحلات الغريبة
في الفقرة الاولى اشار الاستاذ الحمدان إلى طريقة كتابة بعض الكلمات باللغة الانجليزية مثل كلمة «From Hear» وصحتها «From
Here» وهذه ملاحظة مهمة جداً حيث
ان الاجانب الذين يريدون قراءة كلمة «من هنا» سيقرأونها «من شعر» حيث ان كلمة « Hear» تعني شعر.. اما بالنسبة لنا فهي عادية. .وهذا سيكون لديهم احساساً بأننا غير منظمين.. تماماً مثلما نرى لوحة في شوارع نيويورك او لندن وكتبت باللغة العربية بطريقة خاطئة.. ولكن ما اود التطرق اليه بهذه المناسبة هو هذه المسميات التي غزت المحلات والمؤسسات والشركات.. اسماء غريبة كل الغرابة.. ولماذا يتم الاصرار عليها... تمر في شارع من شوارعنا فترى عشرات اللوحات ذات الاسماء الغربية.. ليس هناك مانع من ان يكتب الاسم العربي باللغة الفصحى ويكتب تحته الاسم بالاحرف الانجليزية فهذه عملية تجارية بحتة ولدلالة الاجانب في بلادنا على هذه المحلات وتعليماً لهم للغتنا.. ولكن ما رأيكم في اسماء مثل «تشكن»، «نوفوتيه» «استشوار»، «موبيليا» ، «دبلكس» ، سوبر ماركت، وهناك سلسلة طويلة من هذه الاسماء التي ما انزل الله بها من سلطان.. وماهي الا ستعوِّج ألسنتنا وليت هذه الاسماء سهلة النطق لهان الامر و لكنها اسماء معوجة صعبة النطق تلوكها الالسن ولا تستسيغها.. انها اسماء اتنتا من «العلوج».
منطقة «القصيم» تتحول الى «مدينة القاسم» عند الخطوط..!!
قال الاستاذ الحمدان «لقد قلت في مقال سابق في هذه الجريدة ان طيار احدى شركات الطيران العربية لما مر فوق منطقة القصيم قال لركاب طائرته نحن الآن فوق مدينة القاسم وقد بينت له أن القصيم منطقة وليس مدينة واحدة وان القصيم وليس القاسم». واقول للاستاذ الحمدان لهذا الطيار عذر والسبب أن خطوطنا السعودية نفسها لاتزال تطلق على منطقة القصيم «مدينة القصيم».. ففي اكثر من مرة يعلن قائد الطائرة، نحن الآن على مقربة من مطار مدينة القصيم..
فلطيار شركة الخطوط العربية عذر لان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة..حتى الخرائط التي تضعها خطوطنا السعودية على شاشات طائراتها تحوي اخطاء في اسماء الاماكن وفي احدى المرات قرأت كلمة «
Rummah»فوق الدهناء.. وهذه
الكلمة تعني «الرمة» اي وادي الرمة المعروف لان هناك حرفا «M».
اي ان الميم مشددة فلابد من تكرار حرف «M» واين الدهناء من وادي الرمة.. واستنتجت فيما بعد أن المقصود هو مدينة «رماح» وهي تكتب بالانجليزية هكذا «Rumah» ومن كتبها خطأ لابد أن «ينفرش»..!!
بين «معالي» و «سعالي»
قال الكاتب الكريم «اخشى ما اخشاه ان يأتي متفلسف ويضيف «معالي» قبل وزير وانا اكره هذه الالقاب التي غزتنا في عقر ديارنا واني اقول لذلك المتفلسف الذي قد يفعل شيئاً هل اذا قلنا الوزير بدون هذا اللقب يحدث شيء او تسقط السماء على الارض وشكراً».. واقول: لقد بحثت في القاموس عن اصل كلمة «معالي» فلم اجد اي اساس لها ويبدو لي انها قدمت الينا من «الباب العالي» ومن الخواجات..فكيف نستمرئ مثل هذه الكلمة.. وهذا يذكرنا بطرفة حيث ان من قبل معالي يطلق عليه «سعادة» ولكن من بينهما «مجل» ولم يجدوا له لقباً فأطلق عليه «سعالي».. وهذا حل وسط.. عموماً اذا لم تطلق كلمة معالي فانه ستحمر انوف وتنتفخ اوداج وترغي وتزبد «براطم» ولكن الكثير من الوزراء و «اصحاب المعالي» يكره اطلاق مثل هذه الكلمة عليه والدليل على ذلك انه اذا كتب اسم بنفسه لا يكتب قبل اسمه هذا اللقب.
حتى كلمة «دكتور» هي كلمة دخيلة علينا ايضاً وهي رديفة لكلمة «دكتاتور»..وهي شبيهة بكلمة «ثور».. وقد قرأت ان معنى كلمة «دكتور» تعني كلمتين «دك» وتعني قمة او اعلى و «تور» وهي التوراة او تلمود اليهود فهي تعني اعلى درجات العلم بالتوراة.. واربأ بعلمائنا وخبرائنا ان يطلقوا على انفسهم مثل هذه الكلمة.. الا يمكننا ان نخترع لانفسنا القاباً علمية.. ان من المفارقات ان الدرجة التي تلي «دكتور» هي استاذ ويرمز لها ب «أ.» وهي توازي معلم المرحلة الابتدائية كذلك الذي يطلق عليه «استاذ» فلا ادري ماهذا التناقض العجيب في الالقاب العلمية لدينا..
وصلة قبة - سامودة.. وجهود جبارة للدكتور «جبارة»..
قال صاحب مكتبة قيس في مقالته «قالت وزارة المواصلات قبل ان تأخد اسمها الجديد في ردها على اخي م. عبدالعزيز السحيباني حول وصلة قبة - سامودهَ انها رفعته العام الماضي فلم يعتمد له مبلغ وانها سترفعه هذا العام...!!
واقول ستظل ترفعه وترفعه.. وضحايا هذه الوصلة يزدادون وهاهو الصيف اللاهب الذي سيشهد المزيد من الضحايا لهذه الوصلة التي لا تتجاوز 70 كم تختصر مسافة 700 كم.. من يقصد المدينة العسكرية بحفر الباطن وهو في قبة يرى ضوء انوار المدينة العسكرية ليلاً فيغامر بسلوك هذه الوصلة او يسافر عبر ثلاث مناطق من المملكة ويقطع مسافة «700 كم» بدلاً من 70 كم.. الاغراء كبير جداً.. لقد رأينا جهوداً جبارة «لوزير النقل» الدكتور جبارة.. واتمنى أن تكون هذه الوصلة ضمنها..
المساجد.. في الدوائر الحكومية.. والمجمعات.. والشركات
في كثير من الدوائر الحكومية نجد ان تصميم المسجد مهمل عند بناء هذه الدائرة او تلك او هذا المجمع التجاري او هذه الشركة.. وآخر ما يفكر فيه هو المسجد فيتم وضع احد «المثلثات» الزائدة كمسجد.. أو تستغل إحدى الصالات أو المكاتب وتحول إلى مسجد بِقِبْلة غير معروفة وبجدران مشطوفة وبصفوف متمايلة.. اننا دولة دستورها الاسلام وهذا زادها الروحي وغذاؤها الصلاة التي فرضها الله سبحانه وتعالى علينا انني اتمنى ان يتم وضع مساجد تستوعب جميع المصلين على الشوارع العامة التي تمر بهذه الدوائر وتعيين امام ومؤذن لها ضمن وزارة الشؤون الإسلامية وان يصلى بهذه المساجد من حول هذه الدائرة او هذا المجمع ومن يمر بالطريق.. بدلاً من وضع «اماكن» للصلاة داخل هذه الدوائر صغيرة الحجم يصلى فيها افواج وبدون ائمة او مؤذنين.
انني اتمنى ان تبادر وزارة الشؤون الإسلامية ووزيرها الكفء الشيخ صالح آل الشيخ بالتنسيق مع الدوائر التي لا يوجد بها مساجد بوضع مساجد ضمن هذه الدوائر وعلى الطريق العام الذي تمر به ليصلي به موظفو الدائرة وغيرهم ويمكن عمارته ضمن «صندوق للمساجد» من اهل الخير وما اكثرهم..!!
مذكرات وذكريات
ذكر الكاتب انه بحث عن مذكرات الاستاذ ابراهيم الحسون التي نشرها في البلاد.. وانني اتمنى بهذه المناسبة ان يتحفنا الاستاذ الحمدان بمذكراته وذكرياته فهذا احد الادباء والرحالة الذين جابوا هذه البلاد وجابوا العديد من البلدان وصاحب قلم ومواقف طريفة.. اتمنى ان ارى سلسلة لذكرياته عبر جريدة «الجزيرة» فالذكريات نوع لذيذ من الادب.
عبدالعزيز بن محمد السحيباني
|