جامعاتنا.. وحسن اختيار التخصص
مانع شار الأحمري / مدرسة علي بن أبي طالب - النماص

خلق اللَّه الناس بقدرات مختلفة، بل إن الإنسان يتفاوت في قدراته، فقد يكون متميزاً في قدرة معينة ومتدنياً في قدرة أخرى.
وعلى الإنسان أن يتقبل ما لديه من قدرات وأن يعرف حدود هذه الإمكانات والقدرات، وأن يعمل على تطويرها واستثمارها فيما ينفعه ومن ذلك اختيار ما يناسب الشخص من الدراسة والعمل، وما نلاحظه هذه الأيام من إقبال الشباب على اختيار أقسام في الجامعة لا تتناسب مع قدراتهم وبالتالي ما ينتج عن ذلك من فشلهم في الدراسة أو انتقالهم إلى أقسام أخرى بعد عام أو عامين، وكم يكلف طالب الطب في العام الدراسي بالنسبة للجامعة وللأسف ففي بعض الجامعات وبالتحديد في بعض التخصصات نجد أن نسبة الرسوب في السنة الأولى أكثر من 50%، وفي مجال العمل نعلم أن هنالك مجالات متعددة ولكن الشباب لا يرون إلا بعض المهن والأعمال المحدودة، فليس من المعقول أن يكون جميع الشباب معلمين أو مهندسين وتترك بقية المهن وخاصة التقنية وعموماً لا يقع اللوم في هذا على الشاب وحده، بل هنالك قطاعات كثيرة من المجتمع مسؤولة عن ذلك ومن أولها وأكثرها مسؤولية المدرسة حيث يقع عليها دور توجيه الشباب إلى المهن والأعمال المتوفرة ومتطلباتها وتعريف الشاب بقدراته وبإمكاناته وما هو المجال الذي يناسبه ويمكن أن ينجح فيه، والغاء وتصحيح الأفكار السلبية عن المهن اليدوية. ثم يأتي دور الجامعة حيث يجب أن يكون القبول فيها وفق أسس تربوية عن طريق اجراء اختبارات نفسية مقننة تقيس قدرات الطالب وليس مجرد مجموعة من الأسئلة الثقافية التي لا تعبر عن شيء، ثم يأتي دور الشركات والمؤسسات التي تكتظ بالعمالة الأجنبية حيث على هذه الشركات أن تزيل ما لديها من أفكار سلبية خاطئة عن الشباب السعودي وتعمل على تدريبهم وإحلالهم بدل العمالة الأجنبية ولأن الشركات والمؤسسات تفهم كثيراً في لغة الأرقام والربح والخسارة، فكم قدم هذا الوطن للشركات والمؤسسات من تسهيلات ليست موجودة في أغلب دول العالم ليس هذا فحسب، بل إن معظمها قام عن طريق تقديم القروض الميسَّرة من جهة الحكومة، لذلك يجب أن نتعاون جميعاً أيَّاً كان موقعنا في هذا المجتمع للمساهمة في تنمية بلدنا بما نستطيع.