ودار الزمن دورته ليعيد لنا الإجازة مرة أخرى فمع إطلالة هذه الإجازة الصيفية فالكل يخطط ويرسم لنفسه أهدافاً سيحققها إما في هذه الإجازة وإما على مدى بعيد والبعض الآخر يتمنى وسوف وما يدري إلا وهي أيام قلائل ويودع فيها الإجازة كما استقبلها وكلنا كذلك فلعمري ماهي إلا أيام قلائل ونودع هذه الإجازة كما استقبلناها وقد غنم من غنم وخسر من خسر ومنا من خرج منها صفر اليدين لا له ولا عليه ومن هنا كانت لي هذه الوقفات اليسيرة وما هي والله إلا خواطر عنت في الخاطر فأحبتت أن أسطرها على هذه الوريقات رجاء أن ينفع الله بها.
فإلى كل شاب وفتاة، أهدي هذه العبارات..
رمز محبة ووفاء، وعنوان صدق وإخاء..
فلك أنت أخي الشاب، ولك أنت أختي في الله...
أهدي هذه الكلمات من قلب محب صادق ليقول لكل شاب وفتاة ينشدان الحق والفضيلة، بأن الإجازة عمار ودمار..
فهي بناء شامخ شاهق في سماء المتعة والفائدة إذا استغلت بما يعود على الانسان بالسعادة العاجلة والآجلة.
عمار إذا زاد فيها رصيد الإنسان عما كان من قبل في شتى أنواع الفنون والمعارف..
عمار إذا عمرها الإنسان بالمتعة والفائدة والترفيه المباح والنزهة العفيفة..
عمار إذا استغل الإنسان واستثمر كل لحظة من لحظات هذه الإجازة واشتغل فيها بما يفيد وتعلم الجديد في كافة المجالات.
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه
وأراه أسهل ما عليك يضيع
وعمار لك أخي الشاب إذا التحقت بدورة علمية، أو حلقة قرآنية، أو مراكز صيفية، تعينك بعد الله على المحافظة على الأوقات وضبطها لتسير على خطة معينة وعلى طريق واحد لا تحيد عنه.
وعمار لك أختي في الله إذا جعلت هذه الإجازة نقطة تحول في حياتك اليومية فجعلت لقراءة القرآن وحفظه من وقتك نصيبا كذلك قراءة الكتب العلمية المفيدة والمطالعة الدائمة الحرة مع تنظيم للوقت..
وعمار لك أختي في الله إذا بادرت بالتسجيل في الدورة النسائية المباركة، كذلك المشاركة في حضور الدورات العلمية التي يتوفر فيها أماكن نسائية ففي هذا خير عظيم.
وكل إنسان أدرى بنفسه وطاقاته وإنما هذه توجيهات أحببت ان أبوح بها بين يدي هذه الإجازة وكما قال الله عز وجل: {بّلٌ الإنسّانٍ عّلّى" نّفًسٌهٌ بّصٌيرّةِ} وكما قيل:
|
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
|
إن هذه الإجازة الصيفية تحمل بين جنبيها دمارا شاملا لمن دمرها ولم يوفها حقها بل بخسها وضيع أوقاتها فيما لا طائل من ورائه..
فهي دمار إذا كانت بداية في تحول ونقطة انطلاقة نحو الهاوية والخوض في مستنقع وأوحال الذنوب والمعاصي.
ودمار للإنسان إذا قل فيها رصيده من الأعمال وأسره الكسل وفشا فيه التلاعب والإهمال فالإنسان في هذه الحياة من الاستحالة أن يصبح على وتيرة واحدة لايتقدم ولا يتأخر، وإنما هو على حسب همته ونشاطه فهو إما متقدم وإما متأخر.
ودمار لك أيها الإنسان إذا ضاعت من قلبك هيبة الزمن وحرمته ولم تأبه به وتضيع الساعات الطوال فيما يعود غالبا ًبالمذلة والخسران.
ودمار لك أخي الشباب إذا تنحيت عن العلم في المساجد، وأصبحت للأطباق الفاضحة مشاهدا، وأضحيت في سبيل الشيطان مجاهدا..
ودمار لك أختي الفتاة إذا كنت للموضات الفاضحة متابعة، ولمزاحمة الرجال في الأسواق ساعية، ولسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وللقرآن هاجرة.
فحذار من أن نضيع هذه الإجازة، ونخرج منها أصفارا، لا علما ولا تعليما لا إفادة وفي نهاية المطاف أمل ان أكون قد بينت هذا الموضوع بصورة كافية يستفيد منها كل قارئ وما تسطيري لهذه الكلمات إلا والله حرصا لك أخي الشاب وخوفا عليك أختي الفتاة من أن ينهشكما الفراغ بأنيابه الحادة، وان يغرز الشيطان خنجره المسموم في قلبكما، فتبوءا بعدها بخسارة لا تعدلها خسارة ولكم والله يسعدنا أن تعمروا هذه الإجازة بالخير والمتعة والفائدة، ولكم والله يؤلمنا ويؤسفنا حينما نرى التهام الأوقات وتبذيرها فيما يستحيي الإنسان من ذكره وفي الختام لكم مني أجمل وأرق سلام وأحلاه والله المستعان.
| 
