يستعد الكثيرون من أبناء المملكة العربية السعودية والدول الخليجية الأخرى لقضاء اجازة ممتعة داخل الوطن أو خارجه، بغية تجديد نشاطهم خاصة ان الاجازة تعتبر حلماً جميلاً لجميع الأسر وهي الشغل الشاغل لكل المواطنين الميسورين وغيرهم ولا سيما بعد انتهاء امتحانات الثانوية أو الجامعية بغية تجديد النشاط والاطلاع على معالم النهضة سواء في المملكة أو الخارج، والاسهام في زيادة توطيد العلاقات الأسرية، التي حرمها العمل الكثير من اللقاءات.. والأحاديث أو جمع الشمل.
والاجازة تشغل كثيراً من حياة الفرد في السعودية وغيرها، وهي كما يقول الخبراء تصل إلى 25% من متوسط عمر الإنسان، أما بالنسبة للطلبة، فهي حوالي 150 يوماً في السنة أو يزيد بعد أن يتم احتساب ايام الإجازة الأسبوعية، بالاضافة إلى العطلات الأخرى وهي كثيرة ما شاء الله.
فالإجازة هدفها، انهاء عامل التوتر لدى الإنسان، والتخلص من المشكلات التي تواجهه سواء أكانت ضغوطاً مالية، أو نفسية حيث تسهم في تجديد النشاط لفترة قادمة أخرى، خاصة إذا ما علمنا ان الاجازات تزيد من التعاون بين الأقارب والأصدقاء خاصة الوافدين أو المصطافين من الخارج، حيث تشهد معظم الفنادق السعودية وصالات الافراح، الأعراس والأفراح بالمناسبات العزيزة التي تجمع أفراد الأسرة الواحدة.
وحيال هذه الاجازات، فيجب ألا تكون عشوائية، وألا يتم صرف كل ما جناه الموظف عبر تسعة شهور أو أكثر بل يجب أن يخطط لها التخطيط الكامل لقضاء اجازة سعيدة فضلاً عن أنه يجب ألا تكون الاجازة لقضاء أيام لهو وقتل الوقت ومشاهدة التلفزيون والذهاب إلى المصايف.
وبالرغم من أهمية ذلك إلا أن الاجازة يجب أن تكون للثقافة، والاستزادة بالمعلومات والاطلاع على التراث والمتاحف الوطنية في الدول الشقيقة والصديقة، فضلاً عن ممارسة الرياضة، وتنمية القدرات الرياضية والسباحة، وفرصة للتخلص من الوزن وتناول الطعام المتوازن، كما أنها فرصة ذهبية للتزود بالطاقة الإيمانية وذلك بقضاء العمرة والاستمتاع بالجو الروحاني مما يعزز في تحسين الصحة فضلاً عن حفظ أجزاء من القرآن الكريم وأحاديث السيرة النبوية، وقراءة الكتب الدينية والاجتماعية والعلمية، والعمل على وضع ميزانية تقديرية للسفر حتى لا يعود الموظف خالي الوفاض يفكر فيما صرفه خلال الاجازة، ولاسيما واننا نرى أن الاجازة هي مناسبة لصفاء النفوس والبعد عن البغضاء والمشاحنات، والانطلاق من الضغوط والتحرر من الهموم.
نأمل الافادة من هذه الاجازات أيها الاخوة والأخوات وقد أعدت مكاتب السياحة الوطنية برامج حافلة وعلينا استغلالها وان تكون لكل شخص على مستواه المعيشي، فلا يحسن الاستدانة.. اما اخذ القروض من البنوك المحلية، أو غيرها كي نقضي الاجازة، فإذا ما كان الحال كذلك فإن الاجازة ستكون عبئاً على المواطن، الذي يرغب في ان يسعد في عدة أيام مقابل أن يشقى أعواماً وشهوراً حتى لا تصبح الاجازة أولها ايناساً واخرها افلاساً!
فما علينا إلا التفكير بملية قبل الاجازة التي ستكون ممتعة ومريحة للأسرة جمعاء اذا ما خطط لها التخطيط الواقعي والسليم.
| 
