Monday 28th july,2003 11260العدد الأثنين 28 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الإنسان:طباع وسلوكيات الإنسان:طباع وسلوكيات
محمد بن سعود الزويد / الرياض

يسوق الحديث عن السلوكيات والطباع للإنسان إلى أن تبرز عدة أمور تجد اختلافاً كبيراً في ميزة التعامل معها وتمتزج الآراء حتى تكاد ان تصبح سلماً معرفياً لاتجد أكثر من التعاطي معها كمبدأ أو كنظرية وفي نفس الوقت لا يمكن تجاهل تأثيرها على الفرد والمحيطين به من ذلك الاختلاف في كيفية تسمية نمطية التعامل مع الاشياء التي يمكن لها ان تتأرجح عند الحديث عنها ما بين «الخصوصية والأنانية» لأن الخصوصية إجمالاً كل ما يخص تصرفات الفرد وتنبع من ذاته وتعود إليه أخيراً ولا يملك أحد حق التدخل في التغيير أو التعديل او التوجيه فيها أما الأنانية فقد تكون سعي الانسان للتعامل مع محيطه على Bساس المبدأ النفعي وهو يفترض على هذا أن كل ما حوله او يقوم به يجب ان يكون عائده له وحده دون سواه سواء في ميزة أو منفعة او مصلحة حتى ولو اضطر إلى تجاهل حق الآخرين في ذلك ويزيد في تعنته ان يحاول احد تحجيم هذا الحق الافتراضي الذي ارتضاه لنفسه فلا يقبل بعد ذلك أن يزاحم عليه أو حتى ان يرشد إلى الطريق الصحيح في منهجية السلوك المقبول أو في حق الآخرين في حقهم وأنهم الأولى منه به.
فما يخصك لك وتباعته أنت مسؤول عنها أما ما يخص الآخرين فإن الاستنفاع منه بغير وجه حق أمر غير مقبول على خصوص ما إذا كانت هذه الأنانية سوف تجلب كمًّا من المتاعب للغير .
وللتعرف على اساس هذه المشكلة فلابد ان يكون لمكونات نشأة حب الذات والإيثار المستوفاة في سلوك وتنشئة الفرد ومدى اتساع المساحة في نمطية التأخذ بين ملكات النفس السامية أثر كبير في هذه السلوكيات والتي منها التعالي والسمو عن هضم حق الآخرين وقيام ركن التعامل بالمشاركة المقبولة بين الكل دون النظر إلى عائد نفعي لازم لمثل هذه المشاركة .
وعموماً فكلما زادت المجاملة والإيثار المبالغ فيه أحياناً وجد فئة من الناس ان ذلك بمثابة قناة مثالية لجلب المنفعة من غير وجه حق وهنا لن تجد الأنانية عند اتساعها في نفس الإنسان أكثر من التأثير السلبي على قوائم العلاقات الإنسانية والاجتماعية لما لمثل تولد هذا السلوك من متاهات وإشكالات قد تبرز بشكل كبير على سطح العلاقة بين الكل مما قد يخفي معه رمزاً لمثالية الأخلاقيات وتحدث خللاً في بنية سلوك الوحدة الصغيرة في المجتمع. وكل هذه السلبية سوف يكون عائدها سلباً على المجتمع الذي يدعو دائماً إلى حق الاحتفاظ بالخصوصية واحترامها مع كامل المسؤولية الواقعة على صاحبها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved