Monday 28th july,2003 11260العدد الأثنين 28 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أيها الرجال كفوا!! أيها الرجال كفوا!!
زينب بنت فهد البابطين *

إن الناظر في عالمنا اليوم يرى كثرة التدخل في شؤون الغير، وعالم المرأة له قصب السبق في ذلك؛ فأقحم في ميدان فسيح مفتوح على مصراعيه لكل والج بحجة الدفاع عن حقوق المرأة تارة، وإنصاف المرأة تارة أخرى؛ فأشبه ما تكون المرأة في عصر التقدم والحضارة بمسمار جحا!.
فأصبحت المرأة ذريعة لتصفية بعض الحسابات، ووسيلة لتحقيق الأطماع الدنوية؛ لاسيما العسكرية أو التجارية.
ولهذا تكثر الصيحات والنداءات والتوجعات بين الفينة والأخرى ترتفع تارة وتهبط أخرى معلبة بثوب الرحمة والشفقة على المرأة ورد حقوقها إليها.
وإن عجبك ليصل إلى منتهاه حين ترى أن هذه الصيحات والتوجعات تخرج من شقائق النساء، فهل هو رحمة بهن، أو الإحسان بأنهن لا يستطعن أن يطالبن بحقوقهن، أو أن وراء الأكمة ما وراءها، مع أن هناك فئات من المجتمع يتعطشون إلى من يأخذ لواء المطالبة بحقوقهم كالفقراء والشباب العاطلين عن العمل، فحولوا موجة صيحاتكم وتوجعاتكم إليهم وانشغلوا بأنفسكم بارك الله فيكم .
مع أن هذه الشعارات قد ظهرت حقيقتها للعالم بجلاء، وانتكست في أول مسيرتها الذي على إثره بدأت الصيحات تلو الصيحات تطالب بعودة المرأة إلى وضعها الحقيقي في جميع أنحاء العالم، لاسيما في الدول التي تزعم أنها أعطتها حقوقها ومع هذه فهناك مؤامرة تحاك ضد المرأة السعودية من الخارج بمباركة من الداخل من فئات من الناس ممن تلوثت ثقافتهم بأفكار الغرب ممن لم يرضهم حال المرأة السعودية من كرامة وحشمة وعمل لائق بها؛ إلا أن يقظة القائمين على هذا المجتمع المبارك وفقهم الله - وحذر المجتمع من هذه المؤامرة المغطاة بثوب الرحمة والحب والحرص على تقدم المرأة السعودية تخمد في مهدها؛ إلا أن أصحاب هذه المؤامرة لا يهنأ لهم بال حتى نبدأ من حيث انتهى الناس، فهم يعيدون الكرة تلو الأخرى مستغلين منفذ الضعف، والجو المناسب، وانشغال الأمة بالأمور الصعاب، ولهذا نلاحظ أن الصيحات والتوجعات لحال المرأة بدأت تطفو على صُحفنا، وشدة إلحاح على ولاة الأمر بتغير حال المرأة بعد أحداث سبتمبر.
وما إن تصبح صبيحة كل يوم إلا تصبّحك بعض الصحف بالمرأة السعودية واختناقاتها؛ إلا ويتبادر إلى ذهنك حال المرأة في العصر الحجري، والأخرى تبادرك بمطالبة لبعض حقوق المرأة كفتح مدرجات الملاعب أمام المرأة السعودية. وما إن يعقد مؤتمر صحفي مع بعض المسؤولين إلا وتنهال عليه جملة من الأسئلة تدور في فلك المرأة؛ مع أن القائمين على هذا البلد المبارك من لدن عهد المؤسس إلى هذا الوقت لم يألوا جهداً في إنصاف المرأة، وإعطائها حقوقها، وتوفير كل ما يناسبها مراعياً في ذلك جانب حفظ العرض، وطبيعة المرأة السعودية، بدءاً بالأهم فالمهم، لأنهم يعلمون أن كيان المرأة كيان لا يستهان به؛ بصلاحه تصلح شرائح كثيرة من المجتمع.
وما نشاهده اليوم من تقدم في التعليم، ودور التربية، وتغطية شاملة في كثير من مجالات المرأة بفريق نسائي كامل إلا شاهد على ذلك الاهتمام.
ولهذا نستطيع أن نجيب بكل ثقة مَنْ تكلم، وطالب، وألح أن تُقحم المرأة في مجالات ليست من اختصاصها أن يناقش ولا يلقي شوارد الأفكار جزافاً، وليعلم أن المرأة السعودية ليست بدرجة كافية من الغباء حتى تصطادها خيوط هذه المؤامرة، وأن وضعها الديني والعرفي يساعدها على الوقوف أمام هذه الشعارات.
وإن المرأة في هذا البلد وصلت إلى درجة عالية من التعليم والثقافة والوعي تؤهلها بالمطالبة بحقوقها لو نُقِصَ شيءٌ منها، وأنها ليست بحاجة الى وكلاء ومحامين عنها، وأنها لم تُخِّول أحداً ممن انطلت عليه هذه الصيحات والشعارات من بنات جلدتها.
فيا أيها الرجال كفوا واشتغلوا بأنفسكم فقد كفيتم.
أختي: كوني على حذر من تلك الشعارات البراقة، ولا تكوني جسراً تمرر عليه تلك الشعارات؛ فإن وراء الأكمة ما وراءها، واعتبري بحال وضع المرأة في المجتمعات التي تلقفت مثل هذه الشعارات، وانخدعت بها؛ فالسعيد من وُعظ بغيره.
عجباً ممن يزعم أن المرأة السعودية مهضوم حقها ويدندن حول وضعها السياسي، وقيادة السيارة، والأندية الرياضية، والتجنيد العسكري.... وغير ذلك مما لا يناسب دين المرأة، ومقوماتها الجسمية.
فطبيعة المرأة لا يناسبها كثير ممن يدندن حولها دعاة حقوق المرأة، ولو عرفوا تلك الطبيعة حق المعرفة، لخمدت تلك الصيحات والتوجعات، فالمرأة لها ظروفها الفسيولوجية التي تختلف بها تماما عن الرجل اختلافاً كثيراً، فهي تمر عليها أطوار غريبة، فمثلا حالها من بدء الحمل إلى الولادة مع أنها أشهر معدودة فأقرب الناس إليها وهو زوجها قد لا يحسن لا التعامل ولا التكيف معها، فما بالك بالأبعدين..!!
فليس بهذا الكلام تنقص بحق المرأة، فأنا واحدة من هذا العالم؛ لكن أهل مكة أدرى الناس بشعابها، وصاحب الدار أعلم الناس بما في داخل الدار، وقد علم كل أناس مشربهم.
وفي الأخير نعيد تكرار المطالبة بالكف عن صيحات وتوجعات الترهات والخزعبلات؛ حتى تنام المرأة وهي قريرة العين بعيد عنها هاجس الخوف من أن تُقحم إلى ما لا تحمد عقباه، وأن يُبدأ بها من حيث انتهى الناس!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved