طالب الفلسطينيون بإطلاق سراح كل الأسرى في السجون الإسرائيلية ورفضت إسرائيل ذلك، ثم عادت لتقول إنها ستطلق سراح المئات فقط لن يكون بينهم سجناء ينتمون إلى حركتي حماس والجهاد.
والآن وشارون يستعد للتوجه إلى الولايات المتحدة فإن حكومته وافقت على الإفراج عن مائة من الذين ينتمون إلى الحركتين..
ومن الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحرص على أن يُقابل الرئيس الأمريكي جورج بوش وهو يحمل شيئاً يقنع الأمريكيين أنه يفعل ما بوسعه لتحريك السلام..
وفي واقع الأمر فإنه لا يستجيب للمطالب والشروط الفلسطينية، فعندما وافق الفلسطينيون على الهدنة فإنهم اشترطوا الإفراج عن جميع أسراهم وهم حوالي ثمانية آلاف أسير من كل الفصائل.
وحتى هؤلاء المائة الذين تعهدت حكومة شارون بالإفراج عنهم فإن إطلاق سراحهم سيمر عبر عمليات معقدة يتدخل فيها مدنيون إسرائيليون قد يستأنفون أمر الإفراج أمام المحاكم إذا رأوا أن بعض السجناء يشكلون خطراً عليهم..
ويحتاج السلام إلى أكثر من الأعمال الدعائية.. إذا أُريد له الاستمرار والبقاء وإلا فإن «الفرقعات» الإعلامية التي يلجأ إليها شارون لن تقنع أحداً بأنه يسعى للسلام، فشارون بالذات يتعين عليه فعل الكثير حتى يتخلص من صورته كمجرم محترف يقتل النساء والأطفال قبل أن يتحدث عن السلام.. كما يتعين عليه القيام بشيء حقيقي وملموس يرقى إلى مستوى الجهود الفلسطينية حتى يمكن التحرك نحو السلام..
وتعتمد النتيجة النهائية على ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة، على أن ذلك يرتبط بمدى قدرتها على التخلص من الضغوط الصهيونية داخل أراضيها، ومن «موجبات» العلاقة الخاصة التي تربطها بإسرائيل التي لن تسفر إلا عن تحركات مؤيدة لإسرائيل.. وكل ذلك يحتم ضغوطاً من الأطراف الأخرى الفاعلة في العالم بما فيها الاتحاد الأوروبي لخلق نوع من التوازن.
|