Monday 28th july,2003 11260العدد الأثنين 28 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
مسؤولية التربية..!!
عبدالفتاح أبومدين

بعض الكاتبين يحملون قضية التربية برمتها، الإطارات التعليمية، وهذا توجه خاطئ، والصحيح أن الجزء الأكبر من التربية مسؤولية البيت، مسؤولية الأسرة.. وإطارات التربية والتعليم تتحمل جزءا، يمكن أن نقدره بنسبة الثلث.. فإذا كان البيت لا يمارس شيئا من مسؤوليته في تربية أبنائه،
وبالتالي نجد أن إطارات التعليم بعيدة كل البعد عن بث التربية، رغم أن ذلك من واجباتها، سواء سميت الوزارة التي تمارس التعليم بوزارة المعارف، أو وزارة التربية والتعليم، لهذا عامت القضية وساحت ولم تلم، ما لم يؤد كل مسؤول واجبه كما ينبغي..!!
* إن بيوتنا فرطت، وهي المفرطة في تربية الأبناء، خلال عقود، يمكن أن تقدر بثلاثة أو أربعة، أي منذ أن شرعنا نستعين بالمربيات والعاملات في المنازل.. هناك تخلت الأم عن رسالتها، وهي رسالة لا يستهان بها، لذلك سميت الأم مدرسة ، بشرط أن تعد! تركت الأمانة إلى الخادمة في البيت، وهي غالبا ما تكون أعجمية اللسان، وبقدر ما تستطيع هذه الخادمة، تقدم الخدمة، ولكنها لن تكون مربية، ولن تستطيع أن تكون راعية للأبناء في مذاكرتهم لدروسهم، ولن تستطيع أن تكون مسؤولة عن تحركاتهم خارج البيت وغيابهم واتصالاتهم..! كل ذلك مسؤولية الأم والأب معاً.. غير أن هذه المسؤولية، تخلى عنها أصحابها، فأصبح كثير من الأبناء من الجنسين بعيدين عن المراقبة، وقبل ذلك بعيدين عن أصول التربية، وأصبح الحبل على الغارب كما نقول، وضاعت الطاسة، كما نعبر في أحاديثنا اليومية.
* وتفريط البيت الكلي، تبعه تفريط المدرسة.. وكم تحدثت عبر كتاباتي إلى الاخوة المعلمين، وإلى إطارات التعليم على مستوى الوزارة ورئاسة البنات يومئذ.. قلت أريد من المعلم والمعلمة، بدءاً من المرحلة الابتدائية، أن يخصصوا كل يوم دقائق لكلمات صادقة نابعة من القلب، إلى أولادنا وبناتنا، يغرسون فيهم الانتماء للوطن، لأنه أصل أساسي، ثم كلمات أخر في السلوك السوي، والبعد عن السلوكيات التي تقود إلى ما يضر.. هذا شيء أساسي مما يسمى تربية، ولكن لم يتحقق شيء.. ولعلنا لو سألنا معلماً أو معلمة: لماذا لم تمارسا ذلك؟ فسوف يكون الرد: إن إدارات التعليم لم تبلغهم بشيء من ذلك..!! ورحم الله أيام زمان، حين كان المعلمون الاختيار، كل شيء في حياتنا، من تعليم وتربية ونصح، وحرص على أداء أمانة كبرى، فرطنا فيها اليوم، لأننا بعدنا عن رسالتنا، ونسينا قيمة الأمانة في حياة المسلم، فكان هذا التيه، الذي أفضى إلى الانحرافات، لأنا بعدنا عن سواء السبيل، من خلال التفريط في النهوض بالأمانة، التي أبت الكيانات العظام: السموات والأرض والجبال، أن يحملنها، ذلك أنها أشفقت منها، لأنها عرفت قدرها.. غير أن الإنسان الظلوم لنفسه، والجهول بقيمة الأمانة، سعى إليها مختاراً، ليتحمل أوزارها يوم يقصر في أدائها كما ينبغي، وهكذا حالنا اليوم.. فمتى نصحو ونعي أعباء الأمانة التي تحملناها، ونؤديها على وجهها، في كل مجالات حياتنا، ونحن ندعو الله أن يعيننا على ذلك، وأن يتقبل منا!؟

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved