* الضاهرية - الضفة الغربية - من مارك هاينريتش رويترز:
تنتظر عائلة خبيرات شاحنة المياه التالية لتعيد ملء بئر في الأراضي الفلسطينية القاحلة الخاضعة للحصار الاسرائيلي.
ويمرر سائق شاحنة المياه خرطوما خلسة الى نفق أسفل طريق سريع مخصص لمرورالسيارات الاسرائيلية لسحب المياه من بئر على الجانب الآخر ثم يبدأ رحلة شاقة عبر طرق خلفية غير ممهدة للوصول لمنازل الأسر المتعطشة للمياه مثل عائلة خبيرات.
ويرشد الفلسطينيون استهلاك المياه ويبتكرون وسائل لمواجهة النقص بصفة خاصة في المناطق القاحلة جنوبي الضفة الغربية والذي تفاقم نتيجة الحصار الاسرائيلي.
وترتفع أسعار المياه بسبب الرحلة الطويلة والصعبة للشاحنة فيما تنامى الفقر نتيجة الاغلاق الذي أبرز الى جانب تفاقم مشكلة الجفاف الصراع غير المتكافىء للسيطرة على المياه وهو نقطة محورية في النزاع في الشرق الأوسط. وتسيطر اسرائيل على 80 بالمئة من خزانات المياه الطبيعية أسفل الجبال في الضفة الغربية وهي أحد مصدرين رئيسيين للمياه المتجددة في الأراضي التي استولت عليها اسرائيل في عام 1967. والمصدر الآخر نهر الأردن الذي يفصل بين الضفة الغربية والأردن وتسيطرعليه اسرائيل لصالح المزارع اليهودية القريبة. وستكون المياه من القضاياالشائكة في «التسوية النهائية» في اطار خطة خارطة الطريق التي تدعمها الولايات المتحدة وتهدف لاقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال يحزقيل لين خبير المياه في بتسيلم وهي جماعة اسرائيلية تراقب حقوق الانسان في الأراضي المحتلة «لعب الاحتلال دورا كبيرا في عدم المساواة، يجب ان ينتاب اسرائيل القلق إذ ان نقص المياه اللازم لتحسين مستوى معيشةالفلسطينيين سيضعف الارادة اللازمة لاحترام اتفاقيات السلام». وتقول الأسر في قرية الضاهرية القاحلة ان مياه الأمطار الشتوية التي يجمعونها تتلاشى سريعا في فصل الصيف الطويل الحار. وتقول سهام جبيرات «40 عاما» وهي أم لستة أطفال «كنا نستحم ونغسل ملابسنا يوميا ولكن هذا يحدث الآن كل يومين أو ثلاثه. نود ان يكون لدينا مياه كافية لنزرع الحديقة ونروي الأشجار وحتى لبناء حمامات سباحة مثل اليهود - في المستوطنات القريبة -».
ويضيف زوجها يوسف «ينبغي على معظمنا شراء المياه لملء الآبار إلا ان سعر مياه الشاحنات ارتفع مئة بالمئة في ظل الاغلاق. انها ضربة مزدوجة مع تراجع دخلنا نتيجة لعدم وجود فرص عمل».
وأقامت القوات الاسرائيلية متاريس عند نقاط التقاء الطرق بين القرى والطرق السريعة لمنع تسلل الفلسطينيين الى أراضيها. ويشكو الفلسطينيون أيضا من ضعف ضغط المياه وزيادة نسبة الملوحة نتيجة لافراط اسرائيل في ضخ المياه.
وتزعم اسرائيل ان الفلسطينيين حفروا أكثر من أربعة آلاف بئر متحدين الحظرالمفروض من أجل دعم مصادر المياه. ويقول الفلسطينيون انهم يعانون أكثر من الاسرائيليين بسبب الحصار مما يضطرهم لحفر آبار بشكل غير قانوني. وزعم متحدث عسكري اسرائيلي ان الفلسطينيين يمكنهم نقل المياه عبر الطرق الرئيسية بتصريح أمني مسبق.
لكن سائقي الشاحنات يقولون انهم يحتجزون عند نقاط التفتيش رغم حصولهم على تصاريح. وأظهرت دراسة بتسيلم ان استهلاك الفلسطينيين من المياه انخفض لنصف الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية في ظل الاغلاق. وفي دراسة أجريت عام 2002 قالت الجمعية الأكاديمية الفلسطينية لدراسة الشؤون الدولية ان سياسة الاستيطان الاسرائيلية يوجهها جزئيا ضرورة التحكم في خزانات المياه الصخرية.
وأضافت ان اتفاقيات السلام المؤقتة عززت هذه الهيمنه في عام1995 بمنح كل مستوطن يهودي حصة تزيد ست مرات عن تلك الممنوحة للفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأظهر تقرير جديد للبنك الدولي ان السياج الأمني الاسرائيلي الذي تبنيه اسرائيل على أراض زراعية فلسطينية على قمة جبل توجد أسفله خزانات مياه طبيعية يعوق الوصول لمياه الآبار الحيوية لري بساتين الزيتون والموالح.
وقال لين «تعداد السكان الفلسطينيين ينمو بين ثلاثة وأربعة بالمئة سنويا إلا ان امدادات المياه ثابتة.
حين يرون ان اسرائيل لا تكتفي بنزع الأراضي لاقامة مستوطنات بل يحظى المستوطنون بامدادات مياه سخية للغاية ومستوى معيشة مرتفع فان ذلك يولد الكثير من الاحباط بل والكراهية».
|