*مونروفيا الوكالات:
قتل ستة أشخاص عندما سقطت قذيفة هاون على كنيسة يوم السبت في العاصمة الليبيرية المحاصرة منروفيا حيث لاذ عشرات الآلاف من سكانها بالفرار من منازلهم بحثا عن مأوى لهم في المدارس والملاعب، ولم تصل حتى الان الى سواحل أو مطارات هذه الدولة قوات السلام التي ينتظر أن تصل من دول غرب افريقيا أو تلك التي وعدت بها الولايات المتحدة الامريكية.
وكان مئات الاشخاص قد اتخذوا من الكنيسة ملاذا لهم عندما أصابتها القذيفة.
وتفيد تقديرات برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة بأن حوالي 300 ألف شخص قد احتشدوا في مراكز إيواء مؤقتة في أنحاء متفرقة من العاصمة هربا من القتال الدائر بين القوات الحكومية وقوات المتمردين عند مشارف العاصمة.
وذكر مفوض الامم المتحدة السامي للاجئين أن الامدادات من المواد الغذائية بدأت تتناقص وأن مليونا من السكان بلا مياه نظيفة منذ تدمير محطة المياه الرئيسية الأسبوع الماضي.
كما جرى إجلاء معظم العاملين الدوليين لدى الامم المتحدة.
وكان القتال حول العاصمة مونروفيا قد اندلع بصورة يومية خلال الاسبوع الماضي، وهذه هي المرة الثالثة خلال أقل من شهرين تتعرض فيها العاصمة لهجوم من المتمردين الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس تشارلز تيلور، وتفيد التقديرات بأن حصيلة القتلى بلغت المئات حتى الان.
وتقدم المتمردون في مواجهة قوات الرئيس الليبيري تشارلز تيلور مع عدم ظهور اي علامة امس الاحد على قيام قوات من غرب افريقيا او قوات امريكية بانتشارسريع لوقف اراقة الدماء.
وقال تيلور الذي تعهد بالتنحي عن السلطة فور وصول قوات لحفظ السلام ان اكثر من الف شخص قتلوا خلال هجوم المتمردين الاخير على العاصمة مونروفيا.
واوضحت مصادر عسكرية ان متمردي جبهة «الليبيريون المتحدون من اجل المصالحة والديمقراطية» تقدموا يوم السبت على طريق رئيسي يتفادى المرور بوسط مونروفيا عبر ضواح سكنية رغم وعود بوقف اطلاق النار من جانب واحد.
وجنوبي مونروفيا شنت جماعة اخرى للمتمردين معروفة باسم «موديل» هجمات جديدة وقال سكان ان قتالا وقع على بعد نحو 30 كيلومترا من بوتشانان ثاني اكبر مدن ليبيريا. واكد تيلور الذي يسيطر على اقل من ثلث ليبيريا ووجهت له محكمة لجرائم الحرب تدعمها الامم المتحدة اتهامات تعهده بالتخلي عن السلطة.
وأضاف انه سيسلم السلطة لنائب الرئيس او لرئيس البرلمان.
وقال الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الجمعة إنه سيرسل قوات وسفناً حربية إلى سواحل ليبيريا للمساعدة في مهمة حفظ السلام التي وعدت بها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، بيد أن تحرك هذه القوات والسفن من البحر المتوسط ووصولها إلى سواحل ليبيريا قد يستغرق أسابيع.
وعلى الرغم من أن حجم وتركيبة هذه القوات المتجهة إلى المنطقة ما زالا غير واضحين، فإن البنتاجون قد أمر مؤخرا المجموعة البرمائية التي تقودها السفينة ايوا جيما بالابحار إلى المنطقة من البحر المتوسط.
ولا يعني أمر بوش هذا إرسال قوات أمريكية إلى الاراضي الليبيرية. وهي الخطوة التي تتردد الولايات المتحدة في اتخاذها ما لم يف الرئيس الليبيري تشارلز تيلور بوعده بشأن مغادرة البلاد، وكان بوش قد أعلن يوم الجمعة أنه «لابد من رحيل تيلور». وينتظر وصول أول مجموعة من قوات حفظ السلام التابعة لدول غرب أفريقيا ويبلغ قوام هذه المجموعة نحو 1400 جندي نيجيري بعد غد الاربعاء.
وفي واشنطن، قوبل قرار الرئيس بوش الذي تأخر طويلا بشأن إرسال قوات أمريكية بترحيب مشوب بالحذر الشديد من جانب النواب السود في الكونجرس الذين كانوا يحثون، ومعهم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، على التدخل بشكل أسرع.
|