* طريف - محمد راكد العنزي -:
للهدية دور كبير في تقوية روابط المحبة بين الناس، وتعتبر كذلك عاملاً تربوياً مساعداً ينطوي تحت بند الثواب الذي له دور كبير في تحفيز الطلبة والطالبات على النجاح في دراستهم وتحقيق أعلى مستويات التحصيل العلمي، وباعتبارها من العناصر الأساسية التي ينبغي التركيز عليها في تحقيق أهداف العملية التعليمية، ففي كل عام ينشط الآباء والأمهات في مكافأة أبنائهم على اجتهادهم في الدراسة وحصولهم في نهاية العام على تقديرات مرتفعة تؤهلهم للانتقال إلى المرحلة الدراسية التالية، ويغدقون عليهم بالكثير من الهدايا التي تختلف بحسب أنواعها وأشكالها والتي ينبغي علينا التأني التام في اختيارها.
الدقة
يقول (محمد خالد الرويلي):
يجب ألا تنسينا فرحة النجاح ضرورة الدقة في اختيار الهدية التي تتناسب مع سن أبنائنا وذلك حتى لا تكون سبباً في حدوث اصابات أو أضرار بهم تجعلنا نندم كثيراً على تسرعنا في شرائها، فكم من لعبة خطرة كادت أن تكون سبباً رئيسياً في فقدان بعض الصغار لإحدى حواسهم نتيجة إصابة في العين أو حروق في الجلد أو كسر في القدم،
ولذا فإنه من الأجدى أن نتأنى قليلاً قبل الإقدام على شراء اللعب لأبنائنا وذلك حتى نعلم جيداً مدى سلامتها لهم وكيف يمكن لهم استخدامها بالشكل المطلوب الذي لا يؤدي إلى إلحاق الضرر بهم أو إحداث عاهات قد تحرمهم من الاستمتاع بأيام الاجازة الصيفية.
تحفيز
ويقول (فهد عبدالله الرويلي):
أن للهدية دوراً كبيراً في تحفيز الأبناء وتشجيعهم على المثابرة والنجاح وخاصة لصغار السن كطلاب المرحلة الابتدائية الذين تستهويهم كثيراً الألعاب التي تعد بالنسبة لهم عاملاً رئيساً في الجذب للمذاكرة وتقوية الروابط بين الطالب والمدرسة وجعله يفضِّل الدراسة ويحب المادة ويميل لمعلمها بشكل أكبر ويتقبل منه كل شيء مما يسهل عليه عمله في ايصال المعلومة بيسر وسهولة، ولذا فإن على المعلمين استغلال هذه الفرصة والإغداق على الطالب بالهدايا التشجيعية التي تحفزه على النجاح.وهذه الهدايا ينبغي أن يتم تعويدهم عليها من قبل الأسرة والمدرسة في آن واحد ومنذ بداية العام الدراسي وذلك حتى يبدأ الطالب المرحلة الابتدائية على وجه الخصوص العاب الحل والتركيب والألغاز التي تشجع الطفل على التفكير والتركيب والإبداع، وكذلك القصص المصورة والمسموعة التي يتعلم منها الفضائل والأخلاق الحسنة وأمور العقيدة والآداب الإسلامية والتعاون.
دهس
ويحذِّر (حمود الأشجعي) من خطورة بعض الهدايا إذا استخدمت بالشكل السيئ، حيث يقول: إن العديد من المحلات والمعارض تزخر بالكثير من الألعاب التي يزداد الإقبال عليها في تلك الأيام التي يحصل فيها الأبناء على شهادات النجاح، حيث تنشط تبعاً لذلك هذه المحلات في استيراد كميات كثيرة من الألعاب وبمختلف الأشكال والأحجام، وتقوم بعرضها بكميات كبيرة أمام أبواب المحلات وفي واجهاتها ومنها الألعاب الصغيرة التي يستطيع الطفل اللعب بها في المنزل والألعاب الكبيرة كالدراجات الهوائية والسيارات التي تحتاج إلى ساحة واسعة لممارسة اللعب فيها ولعدم توفر تلك الأمكنة في غالب الأحيان فإن الصغار يضطرون للخروج من المنزل وممارسة هواياتهم في اللعب بالشوارع والميادين العامة مما يعرِّض حياتهم لخطر الدهس تحت عجلات السيارات.
ويشير (ماجد محمد العنزي) إلى أهمية المتابعة الأسرية للأبناء خارج المنزل ويقول: إن البعض من الآباء وللأسف الشديد يبادرون بعد حصول أبنائهم على شهادات النجاح في المرحلة المتوسطة وانتقالهم إلى مرحلة دراسية في الصف الأول ثانوي إلى مكافأتهم بشراء سيارة جديدة لهم وذلك كمكفافأة على نجاحهم في تلك المرحلة وثانياً ليرتاح الأب من عناء إيصاله إلى المدرسة كل يوم وليكون هو مسؤولاً كذلك عن إيصال أشقائه إلى المدارس وقضاء حاجيات الأسرة من الأسواق والمحلات، وعلى الرغم من أن في ذلك خطأ كبيراً بحق ابنه الذي يعتبر في مرحلة مراهقة ولا يتحكم كثيراً في تصرفاته فإن بعض الآباء يغفلون كثيراً عن ذلك ويعتقدون في أبنائهم حسن النية، وقد يكون في هذه الهدية ضرر كبير عليهم بحيث يسيئون استخدامها في اغراض أخرى كالتهور والتفحيط وإزعاج الناس ومصادقة زملاء السوء ومخالفة قوانين المرور وخاصة إذا ترك له الحبل على الغارب ولم يجد المراقبة المطلوبة من قبل الأسرة.
البنات غير!!
أما (أم عبدالله) فتقول إن هناك أنواعاً كثيرة من الهدايا تختلف باختلاف المناسبة، كما ان ما يجوز للأولاد ليس بالضرورة أن يجوز للبنات فالأطفال من الذكور يفضلون كل ما فيه فك وتركيب وألعاب السيارات والدراجات وغيرها من الألعاب العنيفة، بينما تفضِّل البنات العرائس واللعب الصغيرة التي تشبه أدوات الطبخ والخياطة وجميع الألعاب الرقيقة التي تتناسب مع سنهن،
وينبغي لكل أم تنوي شراء الهدية لأبنائها ألا تستعجل الأمر بل يجب عليها التروي والبحث بما يناسب عمر ابنائها وميولهم ولو تم اخذهم معها إلى السوق وجعلهم يختارون الهدية بأنفسهم فذلك أفضل بكثير لها، وهو فرصة لها لمعرفة الأفكار والاتجاهات لكل طفل من أبنائها على حدة،
وتشير إلى أن الأبناء لا يهتمون كثيراً للألعاب، فهم يشترون اللعبة من هنا ولا يمضي عليها سوى يومين أو ثلاثة وتكون في عداد التالف بينما البنات يختلفن عنهم تماماً فتجدهن مرتبات ومحافظات على لعبهن بشكل جيد.
أنواع وأشكال
وأخيراً نختتم حديثنا مع العامل (محمد) الذي يعمل في مجال الهدايا حيث يبيِّن لنا أهم الهدايا والألعاب التي يتم الإقبال عليها كل عام من قبل الناس ويقول: أكثر الاقبال يكون على الدراجات الهوائية التي تعرف لدينا هنا باسم (السيكل)، وللدراجات أحجام وأنواع مختلفة ويتم شراؤها بكميات كبيرة من مدينة جدة والرياض، حيث يتم تجميعها وتركيبها في المحل،
وهناك ألعاب الزحلقة والمراجيح والمسابح البلاستيكية التي يكثر الاقبال عليها في الصيف، وهناك العاب صغيرة كالسيارات بأشكالها وأنواعها المختلفة، وكذلك الألعاب الإلكترونية وأشرطتها كالبلايستيشن، وهذه الألعاب نبيعها ونحن غير مسئولين أبداً عنها بعد البيع وإنما تكون المسئولية مضاعفة على الآباء وأسرهم الذين ينبغي عليهم متابعة أبنائهم ومنعهم من اللعب فيها بالشوارع حتى لا تتعرض حياتهم للخطر.
|