في يوم الأربعاء الموافق 16/5/1424هـ وبعد أداء صلاة الفجر دخلت مدينة البكيرية فشاهدت أمامي مجموعة هائلة من الشباب وهم يتجولون بسياراتهم بطريقة جماعية غريبة والبعض منهم وللأسف قد رفع صوت الموسيقى الغربية والبعض الآخر قد رفع صوت الغناء، فسألت أحد الشباب ممن أعرفه وقلت له ما الخبر؟ فقال لي: لقد تتبعتهم بالأمس فبعد ان استمروا على تلك الحال لمدة ساعة تقريباً ذهبوا إلى أحد الشوارع وأخذوا يمارسون التفحيط !! سبحان الله !! ما هذه الطاقات المعطلة؟ ما هذه الأعداد الهائلة من الشباب التي لا هم لها إلا هذا التصرف المشين؟
أين هؤلاء الشباب عن حفظ القرآن الكريم وأين هؤلاء الشباب عن طلب العلم الشرعي؟ وأين هؤلاء الشباب عن حضور دروس ومجالس العلم؟ أين هؤلاء الشباب عن سماع الأشرطة النافعة وقراءة الكتب المفيدة. أهكذا ينقضي العمر؟ أهكذا تمضي الأوقات؟ أين هؤلاء الشباب عن قول النبي صلى الله عليه وسلم «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها عن شبابه فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه» .. فانظر يا أخي كيف خص مرحلة الشباب مع أنها داخلة في العمر؟ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم «اغتنم خمساً قبل خمس .. شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك» رواه الحاكم في المستدرك.
شتان بين هؤلاء الشباب وبين حال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه الذي كان يقول: ما ندمت على شيء ندمي على يوم نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي. لله درك أيها الصحابي الجليل كيف لو اطلعت على حال شبابنا اليوم ماذا تقول؟ بل أين هؤلاء الشباب عن قول أحد السلف «لقد أدركت أقواماً كانوا في حرصهم على أوقاتهم أشد من حرصكم على دراهمكم ودنانيركم».. وأختم بقول الشاعر:
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه
وأراه أسهل ما عليك يضيع
اللهم وفقنا لكل خير وجنبنا أسباب غضبك ومقتك.
|