|
|
تعد الترقية الوظيفية لمن «يستحقها» من الموظفين اداة ناجعة في نجاح العمل الإداري وتسيير رحاه كما أنها تخلق فرصاً للإبداع من جانب الموظف عندما يجد من يقدر عمله ومجهوده ولكن ولظروف خلقت أو فرضت على سماء العمل الإداري فإنه من العسير مكافأة جميع المتميزين في آن واحد وهذا بدوره يوجد فجوة من التظلم وعدم الرضا من جهة وتدني مستوى العمل من جهة اخرى وإذا اتيحت لك فرصة للاطلاع على فحوى النظام المدني فإنك قطعاً سوف تبحث عن الحل البديل لمثل هذا الوضع خصوصاً إذا علمت ان نظام الخدمة المدنية ينص على ان راتب الموظف يتوقف في سلم الرواتب اذا مضى عليه خمس عشرة سنة في مرتبته دون ترقية ومن جهة فإن جزءاً من استحداث الوظائف والترقية عليها مناط بوزارة الخدمة المدنية، وهي التي نفسها توقف راتب الموظف في سلم الرواتب على أي حال هذه ليست نهاية العالم ولكن لو سعى الجميع على إعطاء كل ذي حق حقه وفق النظام لما احتاج احد للتوقف في سلم الرواتب أو الترقيات لان المبدأ ان يقال للمسيء اسأت وللمحسن احسنت وهذا مبدأ من العدل بحيث لاتتاج فرصة للتقليل من أي دور للمتميزين أو للمراوغة للمقصرين من الموظفين ناهيك عن الفجوة التي سوف يحدثها هذا الخلل وانعكاسه على سير العمل وما ينتج عنه من تعطل معاملات المراجعين، والمشكلة قد تزيد إذا كان عدد المعينين على الوظائف في تزايد مستمر وكل يريد حقه ومستحقه بعد ان يكمل السنوات الاربع، ولكن هيهات فالاكسجين بالكاد يتيح فرصة التنفس لمن هم في قاع الوظائف«الكادحة» وعلى مثل ذلك يسير الحال لمن هم في أعلى المراتب والسبب في هذا التمركن والنزو هو القبول العشوائي التراكمي على وظائف لا تحظى بنفس طويل في نظام الخدمة المدنية وقد لا يكون لها أصول ثابتة في الدرجات ومن هنا يسعى البعض إلى الترجل عن صهوة العديد من الوظائف بالتحوير عله يفلح في صيد ثمين في بحر لجي آخر، والمراد من هذا كله ان النتاج الطبيعي لأي نظام عمل هو ان يأخذ كل ذي حق حقه دون قصور ولو مزج بالتأخير ولكن ان يكون نتاج النظام المدني هو التعليق فهذا قد لا يكون مقبولاً على أي حال ولكن المقبول أن يبحث عن حجر العثرة التي لازمت سن النظام بحيث اذا ازيلت تدفقت مقررات العمل المدني لتحيي ارضاً ميتة غشاها النسيان والتأجيل والتسويف حتى لا تصل إلى حد الاختناق فالمنطق يفرض نفسه اخيراً بان من لم يجد ما يحفزه على العطاء لن يواصل تجديفه وسط جليد التجاهل أو تحت لهيب التأجيل. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |