|
|
* وذكرك أخيك بما يكره من أسوأ الأمور، وقد يكون مدعاة لخسرانك حسناتك لتضاف إلى من اغتبته، واضافة سيئاته إلى ميزان عملك، والغيبة بلا ريب من الأسباب المؤدية للقلق وذكرك أخيك بما يكره نهانا عنه الشرع المطهر، فعندما تخلو إلى نفسك، فإن الصراع يستمر في داخلك ويساهم هذا الصراع وبشكل فاعل في تهيئة المناخ لتتسلل الازدواجية وفي غفلة منك إلى قلبك، حيث تعتقد شيئاً وتأتي بشيء يخالفه، من هنا ينشأ القلق والتوتر عطفاً على هذا الانفصام لأن في داخلك بذرة طيبة ترفض الاصغاء، فاحرص على هذه البذرة واروها بذكر الله واسقيها بالابتعاد عن ما يغضب الخالق لتنمو وتظل باسقة في شموخ لا يقبل التنازل، وكبرياء لا يقبل الانحناء والاصغاء إلى إبليس اللعين هو بريد تدميرك وجرك إلى المهالك في الدنيا والآخرة، وابتعد عن ما يكدر صفو عيشك بابتعادك عن المنكرات، وبهذا فإنك لن تدع مجالاً للازدواجية بأن تعشعش في قلبك، وتؤرقك في نهارك حتى إذا حل الظلام وجاء موعد نومك فإنك تتقلب ذات اليمين وذات الشمال رافضاً النوم معانقة عينيك لأنك لم تمنحه تأشيرة دخول، بل ساهمت في إغلاق الباب في وجهه، فحري بنا أن نتقي الله في أنفسنا «ولنفسك عليك حق» فلا تحرمها حقها بحرمانك لها ذلك ولا تفرض عليها ما يخالف قيمك ومبادئك، وكم من كلمة تقول لصاحبها دعني، وكم من كلمة يجرها صاحبها ويسوقها مكرهة في المكان الخطأ، فاجعل من لسانك بينة لك لا عليك واحرص على هذا الأمر أشد الحرص وثق تماماً بأن القلق لن يطرق بابك ما دمت لم تطرق بابه وتستدعيه. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |