مازالت حالة التنقل بين مناطق المملكة ومدنها المتباعدة .. تشكل ازعاجاً شديداً للمسافر..
* فالمملكة كما هو معروف.. قارة ضخمة مترامية الأطراف.. وهي لا شك .. نعمة من الله أن تكون بلادنا بهذا الحجم.. لكن عندما تهم بزيارة إحدى هذه المناطق أو المدن .. تجد صعوبة شديدة للغاية.
* لا تبتعد كثيراً .. لو أردت زيارة مثلاً.. المدينة المنورة أو جدة أو الدمام أو الطائف.. فإن أمامك وسيلتين فقط لاغير .. الخطوط السعودية .. أو السيارة.
* والخطوط السعودية رغم إمكاناتها الكبيرة.. ورغم أنها من أكبر شركات الطيران في العالم.. إلا أنها تظل بإمكاناتها .. محدودة.. وأمامها عشرات الخطوط التي تلتزم بها.. وطائراتها محدودة.. فليس بوسعها أن تُحول عدد طائراتها - مثلاً - من فئة طائرة إلى ألف طائرة في الصيف.. وليس من السهولة تغيير وتبديل الخطوط وعدد الرحلات ببساطة .. لان وراء ذلك اجراءات طويلة عريضة.. وهذه معضلة شديدة للغاية .. وبالتالي .. فنحن لا نلوم الخطوط السعودية عندما يتعذر سفرك لجدة أو الطائف أو القريات أو جيزان أو غيرها.. لأن عدد الطائرات محدود.. وطاقة الطائرة محدودة.. وبالتالي فإن السعودية لا تلام.
* الأمر الثاني.. السفر بالسيارة .. هو أيضاً مشكلة مع طول الطريق والحر الشديد وسوء خدمة الطريق.. وغياب خدمات شاملة في طرقنا .. وان كنا بفضل الله.. نملك طرقاً جيدة «في الغالب» .. وبالذات تلك التي تصل بين مناطق المملكة ومدنها الكبيرة .. ومن هنا .. فإن السفر بالسيارة يُعد مشقة في الوقت الراهن رغم أنه مشقة.
* أعود فأقول .. اننا نحتاج من وزارة النقل إلى دراسة الوضع بشكل جاد.. وإن كانت الوزارة درست ذلك فعلاً .. وان لديها ملفات كبرى.. ودرست الحالة من جميع جوانبها.. واستوفت كل المعلومات .. لكن .. أين التنفيذ؟!
* لقد سمعنا وقرأنا في العديد من الصحف عن مشاريع السكة الحديد .. وان أكثرها الحاحاً .. تلك التي تربط الرياض بجدة ومكة .. والطائف.. حيث تشهد ازدحاماً شديداً في الجو والبر.. وحيث بيت الله الحرام.. وحيث يقطن الرياض وما حولها حوالي ثمانية ملايين شخص.. وبالتالي.. فإن الخطوط السعودية لن تقدر مهما كانت امكاناتها أن تستوعب هؤلاء في الصيف أو في رمضان أو في الحج أو في أي موسم مشابه..
* أما السيارات .. فليست حلاً .. لأن «الاتوبيس» يقطع الطريق في اثنتي عشرة ساعة تقريباً.. ولهذا .. فإننا مطالبون بسرعة إنجاز مشروع سكة الحديد التي تربط بين الرياض وجدة ومكة والطائف والمدينة المنورة.. ومن المعلوم.. أن الرياض مربوطة أصلاً بالمنطقة الشرقية ولا مشكلة أصلا.. ومن هنا.. فإن التسريع بوجود مثل هذه الشبكة أمر ملح وضروري رغم أنه مشروع ليس هيناً .. ولا يمكن أن نقول.. إنه مشروع سهل يمكن أن يظهر بين يوم وليلة.. بل ندرك أنه مشروع ضخم عملاق كبير.. يحتاج إلى وقت ليس قصيراً لكن.. يظل هذا المشروع الحيوي.. مطلباً ملحاً يتطلع إليه الجميع.. ووزارة النقل.. مؤهلة لإظهاره لحيز الوجود ولو بعد سنوات.. لأن الكل يتطلع إلى أن تُحل مشكلة النقل بين المدن والمناطق .. وبين المدن الرئيسية وكذا نقل البضائع بين المناطق .. وهذا ليس فقط .. حلاً لاشكالية تدفق الناس هنا وهناك.. بل حل أيضاً.. لتنقل البضائع من المدن الساحلية إلى مدن الوسط وهكذا.. كما أن وجود مثل هذا القطار.. سيؤثر إيجاباً على الاقتصاد .. وسيحل الكثير من المشاكل.
* ولا يمكن أن نقلل من حجم سعادة المواطن عندما يقرأ أخباراً عن السكة الحديدية الجديدة.. أو يقرأ معلومات وأرقاماً حولها.. أو يسمع أحاديث تتكلم عنها.. ذلك أنه يجزم أن مثل هذا المشروع الحيوي العملاق.. سينهي مشاكل كثيرة.. وبالذات .. عندما يكون قطاراً بعربات خاصة.. بوسع أي شخص أن يستأجر «كبينة» له ولأسرته.. ويتجه لجدة أو المدينة أو لأي موقع آخر.. وهناك يستأجر شقة ثم يعود في كبينة خاصة.. عندما.. تتحول الإجازة إلى متعة.
* أما أن يبحث عن حجوزات هي أقرب إلى المستحيل.. أو يبحث عن «صالون» في اليوم ب«500» ريال مع الاخطار المحدقة .. ومع مشاكل التأجير و «كيلوات الزيادة» وهكذا.. فيبدو.. أن مشاكل السياحة وعقباتها .. في ازدياد.. و«حَكْيِِنا واجد.. لكن.. ما هنا فعل» و «ياضَبْ الْبَرْ.. اشرب هوا»
|